مصر.. إقبال كبير من السياح على معابد أبوسمبل رغم ارتفاع درجات الحرارة
شهدت مدينة أبو سمبل أقصى جنوب أسوان، إقبالا كبيرا من السياح، ورغم الارتفاع الشديد فى درجات الحرارة إلا أن ذلك لم يمنع "شوق" السائحين الأجانب من زيارة مصر والاستمتاع بالمعالم الأثرية والسياحية المهمة التى تعكس الحضارة المصرية العريقة.
"هذا وتعد معابد أبوسمبل، والتى تقع أقصى جنوب أسوان وتبعد عنها نحو 300 كيلو متر، وبها واحد من أعظم وأكبر المعابد فى مصر وهو المعبد الكبير لرمسيس الثانى ومعبد زوجته نفرتارى.
ومع دقات الساعة الخامسة فجرا تتحرك تفويج الحافلات السياحية التى تقل مئات السائحين من مدينة أسوان فى رحلة لمدة يوم واحد فقط، إلى أعرق المعابد الأثرية جنوب مصر حيث مدينة أبوسمبل، ورغم إلغاء فكرة التفويج والتحرك بمواعيد محددة على طريق أبوسمبل إلا أن شركات السياحة اعتادت اختيار هذا التوقيت لقطع المسافة فى وقت قصير وزيارة المعبد فى وقت مبكر من الصباح وتجنب أشعة الشمس الحارة فى فصل الصيف.
كما يصل السائحون الأجانب إلى مدينة أبوسمبل أيضا عبر رحلات الطيران المباشرة بالمطار الدولى، وعلى متن البواخر السياحية التى تبحر عبر مياه بحيرة السد العالى، وبالتالى فإن المدينة السياحية أقصى جنوب مصر تستقبل أفواج سياحية "برا وبحرا وجوا" كما يصفها الكثيرون.
ومن أبرز الجنسيات الأجنبية التى تزور معابد أبوسمبل خلال الوقت الحالى من فصل الصيف، هم الأسبان الذين يأتون عبر رحلات طيران مباشرة من مطار مدريد إلى مدينة أسوان ومدينة أبوسمبل، بالإضافة إلى جنسيات اليابان وألمانيا وفرنسا وأمريكا وغيرها من مختلف الجنسيات الأخرى.
وأكد الأثرى أحمد مسعود، كبير مفتشى آثار أبوسمبل، أن المعبد يفتح أبوابه من الساعات الأولى للصباح، لاستقبال الضيوف الأجانب من مختلف دول العالم، ويتم تسهيل دخول السائحين إلى المعبد خاصة بعد إضافة وزارة السياحة والآثار المنظومة الجديدة الإلكترونية لعملية الدخول، مؤكدا أنه تسهيلا على الزوار سواء من كبار السن وذوى الاحتياجات أو غيرهم يتم توفير خدمة توصيل السائحين إلى داخل ساحة المعبد بواسطة عربات الجولف كار مجانا تجنبا لتخفيف حدة الحرارة وتسهيل حركة الدخول والخروج.
وأوضح أن معابد أبوسمبل واحدة من أعظم العمارات الهندسية فى الحضارة المصرية القديمة، وذلك نظرا لضخامة بناء معبد الملك رمسيس الثانى، و قصة ارتباطه بمحبوبته الملكة نفرتارى، والتى بنى معبدا خصيصا لها بجواره، بجانب ما يطلع عليه السائحين من أسرار ظاهرة تعامد الشمس على قدس الأقداس بالمعبد الكبير، والتى تتكرر مرتين كل عام فقط 22 أكتوبر/ فبراير، بقياسات هندسية وزمنية وزوايا فكلية محددة.
كما أشار إلى أن المعبد يضم أسرار معارك الملك المصرى مع الحيثيين وانتصاراته فى معركة قادش وتسجيل أول معاهدة سلام حربية عرفت فى التاريخ على جدران المعبد، بالإضافة إلى ما تعرضت له المنطقة الأثرية من إهمال خلال عصور سابقة ثم إعادة اكتشاف المعبد مرة أخرى سنة 1817، وجهود منظمة اليونسكو بالتعاون مع المجتمع الدولى فى إنقاذ معابد أبوسمبل والنوبة من الغرق إبان بناء السد العالى 1964 فى واحدة من أنجح العمليات الهندسية التى تم من خلالها إنقاذ التراث الإنسانى للحضارة الفرعونية.
.