غدا انطلاق معرض الرياض للكتاب بمشاركة 1000 دار نشر من 28 دولة
تحت رعاية الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، واهتماما منهما بقطاعات الكتب والنشر واللغة والترجمة والأدب، وهى ما تمنحه بعدا ثقافيا كبيرا، يقام معرض الرياض الدولي للكتاب 2021 غدا الجمعة، الأول من أكتوبر، لينهل الناس من شتى العلوم والمعارف، ويقضوا أمسيات ثقافية مع أبرز المفكرين والمثقفين والمبدعين.
وتعد هذه الدورة من المعرض وهي الأكبر في تاريخه حيث تشهد مشاركة أكثر من 1000 دار نشر محلية وعربية ودولية من 28 دولة.
وأفاد الدكتور صالح بن معيض الغامدي، المشرف على كرسي الأدب السعودي بجامعة الملك سعود، وفقا لوكالة الأنباء السعودية "واس"، بأن معرض الرياض الدولي للكتاب يعد من أبرز المعارض العربية، حيث إنه شهد تطورا سريعا وملحوظا، وإذا قيس بعمره فسيبدو هذا التطور هائلا مقارنة بالمعارض الأخرى, وهو وجهة لكثير من الناشرين، ولمحبي اقتناء الكتب في المملكة، وفي الخليج والعالم العربي.
ويشهد في كل دورة ينعقد فيها حضور عدد كبير من دور النشر العربية والعالمية، ويكون الإقبال عليه شديدا عاما بعد عام، وهو محط اهتمام الناشرين والمثقفين والقراء على حد سواء.
وقال الدكتور حسن الفَيفي أستاذ النقد والأدب بجامعة الملك سعود: إن المعرض يتميز عما سواه من المعارض الشبيهة به في المنطقة - بعدة ميزات, منها: الدعم الذي يحظى به من قبل حكومة خادم الحرمين الشريفين، ووجود الكثافة السكانية، والقدرة الشرائية المتوافرة لدى المواطن السعودي، إضافة إلى الوقت المتاح للقراءة, وهذه العوامل الأربعة جميعها قد لا تتوافر لكثير من الدول.
كما أن المعرض قادر على تقليل الفجوة بين شرائح المجتمع؛ فعلاقة الناس بالكتاب في كل مجتمع, وفي كل ثقافة, وفي كل دولة, منذ فجر التاريخ لم تكن على مستوى واحد؛ فهناك من يحبون القراءة أصلا، لكنهم يعجزون عن الوصول إلى المصدر، وهناك من لا يحب القراءة ولو كان بيته داخل مكتبة.
واستطاع معرض الرياض للكتاب في الأعوام السابقة تقليل الفجوة, بتقريبه الكتاب, وتوفير مصادر المعرفة عموما لمن يحب. وهذا العام, سيجمع أكثر من ألف دار نشر داخلية وعربية وعالمية في مكان واحد، وبهذا يكون الشخص قادراً على الوصول إلى المعارف بشتى أنواعها.
ودأب معرض الرياض الدولي للكتاب في الدورات السابقة على استضافة دولة "ضيف الشرف"، وهذا العام سيستضيف جمهورية العراق الشقيقة، ويقام جزء من البرنامج الثقافي مرتبطا بضيف الشرف.
وهذه الاستضافة تحمل بعدا ثقافيا تاريخيا منبعثا من عراقة مدنها الشهيرة: بغداد, والبصرة, والكوفة، وهو بعد تاريخي ثقافي لا يمكن لسنوات من القلاقل أن تهزه أو تمحوه، وهي لفتة جميلة من المملكة.
وستطلق هيئة الأدب والنشر والترجمة فى معرض الرياض للكتاب، نسخة افتراضية إلكترونية لمعرض الرياض الدولي للكتاب خلال مدة انعقاد المعرض، وذلك لتمكين المتصفح من التجوُّل عن بُعد بين أروقته، والقدرة على انتقاء وشراء الكتب، مع تقديم منظومة دعم لوجستي تضمن توصيل الكتاب له خلال وقت قياسي.
وتأتي النافذة الإلكترونية لمعرض الرياض ضمن باقة من الخدمات التفاعلية المميزة التي صممتها الهيئة للجمهور الحاضر على أرض المعرض أو عن بُعد، من أجل أن تكون زيارة معرض الرياض -حضورياّ أو إلكترونياّ- ممتعة للجمهور باختلاف شرائحه، وتتجاوز صيغة العرض والبيع التقليدية.
والوسائط الإلكترونية رفدت الساحة الثقافية ولا تزال, وأوجدت منافسة في التلقي في المحتوى الثقافي، وأسهمت بشكل فعال في الجانب الثقافي؛ لأن كثيرا من الأشخاص المحبين للمعرفة لم تُتَح لهم مصادرها، وليس من السهل الوصول إلى المعرفة إلا من قِبَل جانب معين، وهو النخبة الذين يعملون في الجامعات بالقرب من مصادر المعرفة والمكتبات والنشر؛ فالكتب متاحة لهم، في حين أنها لا تكون متاحة في الأماكن النائية والقرى وغيرها.
وأضحت الكتب الإلكترونية قريبة من القارئ, ينهل منها المعرفة, وهذا عامل إيجابي، ومع هذا لا يزال الكتاب الورقي مُثبِتاً وجوده؛ فالمبيعات -عموماً- تشكل مستوى جيداً، ويظل للكتاب الورقي جزء تاريخي ووجداني، فكثير من الناس يحرص على اقتناء الكتاب, حتى لو قرأ نسخته الإلكترونية؛ فهي رفدت وساعدت وأسهمت في وصول المعرفة للمتلقي الذي لا يستطيع الوصول إليها بالنموذج الورقي.
وجدير بالذكر أن المملكة من الدول الواعدة في مجال النشر الذي شهد نموا متصاعدا خلال العشرين سنة الماضية، ويقدر حجم استثمار المملكة في قطاع النشر بـ 4.5 مليارات ريال سنوي حصيلة نتاج 500 دار نشر سعودية.
وبات حراك التأليف والنشر في السعودية عاملا جاذبا لكبريات الدول الإقليمية والعالمية من حيث التوزيع والانتشار الجغرافي، ما يدفع بالمشاركة عالميا في "معرض الرياض" كمكسب ثقافي وبيئة محفزة تجمع خلال فترة زمنية أصحاب الاختصاص ونافذة للاطلاع على نتاج الفكر في مختلف العلوم والمعارف.
.