
بالتزامن مع يوم الترجمة العالمى.. معهد تونس للترجمة يصدر "الموسوعة الإسلامية"
أقام معهد تونس للترجمة تظاهرة ثقافية اليوم بمدينة الثقافة بالعاصمة التونسية قدم فيها إصداره الأخير المتمثل في "الموسوعة الإسلامية"، تزامنا مع يوم الترجمة العالمي الذي يصادف الـ 30 من سبتمبر من كل عام.
وقالت الدكتورة زهية جويرو بمديرة المعهد فى تصريحات صحفية وكالة الأنباء العُمانية "أونا": إن هذه الموسوعة تعد من أهم مصادر البحث في الدراسات العربية والإسلامية، وقد أسهم في تأليفها مختصون عالميون في التاريخ والحضارة واللغة والمجتمع الإسلامي.
وأشارت إلى أن معهد تونس للترجمة شرع في تعريب مختارات منها من اللغة الإنجليزية منذ 2016، وبلغ عدد المداخل المترجمة 209 مداخل، واجتمع في ترجمتها خمس وأربعون من المترجمات والمترجمين التونسيين المرموقين، وهي ثمرة جهد جماعي رعته وزارة الشئون الثقافية وأسهمت فيه هياكل معهد الترجمة العلمية والإدارية ولجان الإشراف العلمي والتنسيق وجسده المترجمون والمترجمات والمراجعون والمدققون لتقديمه إلى كل الباحثين والدارسين والقراء العرب وإلى كل الناطقين باللسان العربي في كل مكان.
وقد نشرت هذه المختارات المعربة في أربعة مجلدات يبلغ عدد صفحات كل مجلد منها ما يناهز الـ 800 صفحة، ولا يختص هذا الإصدار بالباحثين والمختصين في الدراسات الإسلامية وتاريخ الإسلام وحضارته والعالم الإسلامي وجغرافيته والشعوب الإسلامية وثقافاتها، بل إنه إصدار موجه أيضا إلى عموم القراء الذين تعنيهم مثل هذه المواضيع خاصة أنه يأتي في سياق يحتاج فيه القارئ العربي إلى نوع جديد من المعرفة بالإسلام بعد أن طغى الصوت المتطرف والمنغلق.
وأضافت الدكتورة زهية جويرو أن "الموسوعات إحدى أدوات البحث المهمة؛ ففي الموسوعات تجمع أهم المعارف المختصة أو الشاملة لحقول معرفية متعددة، وقد عرّب معهد تونس للترجمة مختارات من دائرة المعارف الإسلامية وهو بصدد تعريب موسوعة أخرى شاملة هي الموسوعة الكونية سيعربها من الفرنسية، وسيصدر في غضون شهر من الآن المجلد الأول منها. وميزة هذه الموسوعات أنها تجمع في مكان واحد معارف متنوعة ما يسهل عمل الباحثين، وهي من جهة أخرى كثيرا ما تتضمن آخر المعارف في موضوعها وأفضل ما أنتج فيها باعتبار أنها تجمع المختصين في المواضيع التي تعالجها.
وإضافة إلى أهميتها بالنسبة إلى الباحثين المختصين تعد الموسوعات مهمة أيضا لعموم القراء الذي يرغبون في توسيع اطلاعهم على مواضيع متنوعة بالاعتماد على مراجع موثوقة وذات قيمة علمية".
وأضافت مديرة معهد تونس للترجمة: "بعض الثقافات تفرض نفسها فرضا في هذا العالم المفتوح وهي تملك من عناصر القوة والإغراء ما يجعلها قادرة على ممارسة نوع من الهيمنة، والترجمة قادرة على شيء من التعديل وضمان نسبة من المراقبة العلمية على ما نختار أن نقدّمه إلى قرائنا باللسان العربي من ألسنة وثقافات أخرى. ومن أجل ضمان هذه الاستفادة المنشودة نحتاج إلى استراتيجية عربية موحدة في الترجمة حتى تتكامل الجهود، وعلى المؤسسات العربية أن تنسّق جهودها في هذا المجال ضمانا للجدوى وللمستوى العلمي الذي يجعل الترجمة فاعلاً إيجابيًا في مسار اللسان العربي والثقافة العربية بكل مكوناتها وروافدها".
.