محافظة شمال سيناء تجذب العديد من السياح لتميزها بمقومات سياحية وأثرية فريدة
تستقبل محافظة شمال سيناء العديد من السياح كل عام، ولهذا تعد السياحة أحد محاور التنمية الاقتصادية الرئيسية بالمحافظة؛ حيث تتميز بمقومات سياحية لا توجد في أي مكان آخر، إذ تطل المحافظة على البحر المتوسط بساحل طوله نحو 200 كم من بالوظة ورمانة غربا حتى رفح شرقا حيث شاطئ النخيل المتميز والمناطق المنبسطة التى يصل عمقها إلى 20 كم فى الشمال والجبال والوديان فى الجنوب.
ومن بين أهم المناطق السياحية في شمال سيناء، تل حبوة حيث يوجد به قطع أثرية فريدة تعد كنزا من الحضارة الفرعونية العريقة وهي لوحة رمسيس الأول مع المعبود ست.
وتصور هذه اللوحة المنحوتة الملك رمسيس الأول، مؤسس الأسرة التاسعة عشر، يقف أمام المعبود ست، معبود الصحراء، يقدم له القرابين.
ويُمسك ست علامة عنخ "الحياة" في يد، وعلامة واس "الصولجان" في الأخرى.
وقد جاءت عائلة رمسيس الأول من منطقة أفاريس بالدلتا وكانوا يبجلون المعبود ست، فقام ملوك فترة الرعامسة باتخاذ اسمه، ومنهم الملك ستي الأول ابن الملك رمسيس الأول.
وفي عام 2019 كشفت البعثة الأثرية المصرية العاملة بتل الكدوة بمنطقة آثار شمال سيناء عن بقايا الأبراج الشمالية الشرقية والجنوبية الشرقية لقلعة عسكرية من الطوب اللبن من العصر الصاوى من الأسرة السادسة والعشرين.
وقال الدكتورمصطفي وزيرى، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار المصري: إن أعمال الحفائر هي جزء من مشروع تنمية سيناء والذى يشمل قيام عدد من البعثات الأثرية المصرية بأعمال الحفائر والاكتشافات الأثرية بمنطقة آثار شمال سيناء.
ومن جانبه، أكد الدكتور أيمن عشماوى، رئيس قطاع الآثار المصرية، أن البعثة استطاعت خلال هذا الموسم فى الكشف عن بقايا قلعة أثرية تضم برج الركن الشمالى الشرقى وبقايا برج الركن الجنوبي الشرقى، بالإضافة إلى إمتداد السور الجنوبى للقلعة جهة الشرق لمسافة 85م حتي الآن، وجار استكمال أعمال الحفر لاكتشاف بقايا المنشآت المعمارية داخل القلعة، وتعد هذه هى القلعة الأقدم تاريخيا والتي كشفت البعثة عن جدارها الشرقي عام 2008. وقد بنيت علي أنقاض هذه القلعة قلعة أخري أحدث تم الكشف عنها سابقا بالموقع.
ومن جانبها، قالت الدكتورة نادية خضر، رئيس الادارة المركزية لآثار الوجه بحرى: إن القلعة الأقدم قد شيدت أسوارها بطريقة مغايرة لأسوار القلعة الأحدث المشيدة على أنقاضها، حيث بلغ عرض أسوارها ما يقارب 7 أمتار بينما بلغ عرض أسوار القلعة الأحدث 11 مترا تقريبا وتتزايد إلى 17م بالأبراج المدعمه للأسوار، حيث تحتوي القلعة الأحدث على 16 برجا، أما القلعة الأقدم طبقا لما تم الكشف عنه حتي الآن يعتقد أنها تحتوي على 4 أبراج (أبراج ركن) فقط، أما أسوارها فقد دعمت بدخلات وخرجات لتقوية السور وتدعيمه.
كما أضافت نادية خضر، أن أسوار القلعة الأقدم تختلف فى تصميمها عن القلعه الأحدث؛ حيث شيدت غرف مملوءة بالرمال وكسر الفخار والرديم داخل جسم الأسوار على مسافات منتظمة ربما الهدف منها تخفيف الضغط على جسم سور القلعة البالغ عرضه 11 مترا، وربما تستخدم تلك الغرف أيضا كمصارف لمياه الأمطار وهي سمة من سمات العمارة خلال العصر الصاوي، كما يرجح أن القلعة الأقدم أكبر مساحة من القلعة المكتشفة سابقا بالمكان.
.