الإمارات.. "سياحة أبوظبي" تفتتح متحف دلما بعد ترميمه
أعلنت دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي افتتاح متحف دلما للجمهور عقب انتهائها من عمليات ترميمه.
ووفقا لوكالة أنباء الإمارات"وام"، فإن المتحف يقع في جزيرة دلما، التي تبعد 24 كيلو مترا عن ساحل أبوظبي، ويعود تاريخ بنائه إلى الفترة ما بين نهاية القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، وكان في السابق منزلا ومقرا لإدارة الأنشطة التجارية لتاجر اللؤلؤ المعروف محمد بن جاسم المريخي. ويأخذ متحف دلما زوّاره في رحلة شائقة عبر الزمن أثناء مشاهدة مجموعة مقتنياته التي تروي قصة المنزل وتجارة اللؤلؤ والحياة اليومية في الجزيرة منذ أكثر من قرن.
هذا وسيتمكن الزوار أيضا من تجربة غرفة الاستقبال "المجلس"، و"البرجيل، البرج الهوائي الذي يجذب النسيم ويوجهه إلى المجلس للتهوية، وأداة "المدبسة" التي تستخدم لتخزين وعصر التمر واستخلاص دبس التمر.
وقال محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي: "تمثل عملية ترميم متحف دلما وإعادة افتتاحه أحد الإنجازات المهمة التي تندرج ضمن استراتيجيتنا الثقافية للإمارة، وتأتي في إطار رسالة دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي الرامية إلى صون عناصر تراثنا الثقافي والتاريخي، بما يسهم في مشاركة قصة أبوظبي مع العالم، وتعزيز الفخر بهويتنا الوطنية.
وأكد أن المتحف يشكل وجهة متميزة وملهمة للزوّار والمقيمين، وكل مَن يرغب في معرفة المزيد عن تاريخ أبوظبي الغني، حيث يعرض حكايات لم ترو بعد عن ماضينا العريق، وأسلوب حياة أجدادنا من خلال مجموعة مقتنياته من القطع الأثرية التي تسلط الضوء على الجذور الأصيلة للتقاليد البحرية وممارسات التراث المعنوي في الإمارة.
كما يعد المبنى التاريخي لمتحف دلما، الذي يتمتع بأهمية معمارية عالية، مثالا متميزا عن العمارة الساحلية المبكرة في أبوظبي.
هذا وأجرت دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي في الفترة من 2019 حتى 2021 إصلاحات منتظمة لصيانة المتحف أثناء إغلاقه، ووضعت برنامج ترميم لمكافحة الرطوبة المتزايدة على الجدران والأرضيات، وهي مشكلة دائمة في المباني من هذا النوع، وسبب أساسي لتدهور المباني التاريخية في دلما. وللمرة الأولى في أبوظبي، نفذ أحدُ الحلول المبتكرة لمعالجة هذه المشكلة، وهو تركيب غشاء مقاوم للماء تحت أرضيات وجدران المبنى، مع الحفاظ على جميع عناصره الزخرفية باستخدام خلطات متوافقة من الملاط والجص، وإعادة تصميم المناظر الطبيعية المحيطة.
كما أسهمت الاكتشافات التي تمت أثناء مشروع الترميم، مثل آثار الملاط الطيني الأصلي، في توفير معلومات حيوية عن التقنيات المستخدمة في البناء الساحلي.
وستواصل دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي جهودها في المحافظة على المواقع الثقافية الغنية في جزيرة دلما، ومنها تنفيذ برنامج مماثل لترميم المساجد التاريخية في الجزيرة.
وتعد الدائرة خطة لإدارة المواقع ومخططا رئيسيا للتراث للحفاظ على منطقة وسط مدينة دلما والجزيرة بالتعاون مع الأطراف المعنية، بما يضمن صون تراث دلما الثقافي والحفاظ عليه. وتندرج هذه الجهود ضمن مبادرة "استراتيجية أبوظبي للثقافة والهُوية" طويلة المدى.
.