التقى مكرم القيسي، وزير السياحة والآثار الأردني، الكاردينال بيترو بارولين، رئيس وزراء الفاتيكان، وذلك لبحث سبل دعم الفاتيكان للحج المسيحي إلى الأردن؛ حيث يعترف الفاتيكان بالمغطس موقعا لعماد السيد المسيح، وجبل نيبو ومكاور وكنيسة سيدة الجبل وتل مار إلياس.

ووفقا لوكالة الأنباء الأردنية "بترا"، فقد أطلع القيسي رئيس وزراء الفاتيكان على العمل الجاري في موقع قلعة مكاور، خاصة بعد الزيارة الملكية الى الموقع وصدور التوجيه الملكي لتأهيله وإعادة ترميمه ليكون جزءا رئيسا من مسار الحج المسيحي جاهزا لاستقبال الحجاج.

وكان الوزير القيسي يرافقه رئيس لجنة السياحة النيابية النائب مجدي اليعقوب وأمين عام الوزارة الدكتور عماد حجازين، حضر اللقاء الاسبوعي الصباحي الذي يقيمه قداسة البابا فرانسيس في قاعة البابا بولس السادس.

كما بحث القيسي خلال لقائه قيادات دينية على هامش زيارة يقوم بها الى حاضرة الفاتيكان، تشجيع الحج المسيحي تزامنا مع إعلان 2030 عام يوحنا المعمدان ودعوة مسيحيي العالم من الكاثوليك من خلال رسالة يصدرها قداسة البابا فرنسيس إلى زيارة مواقع الحج المسيحي في الأردن، وبالاخص موقعي المغطس ومكاور.

واقترح القيسي أن يقوم الأردن بمناسبة إعلان الفاتيكان عام 2025 عاما مقدسا، ومرور 30 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الأردن والفاتيكان، تنظيم معرض ثقافي ديني في الربع الأخير من العام الجاري في الفاتيكان لتعريف الزوار بأهمية الحج المسيحي وقدسيته الى المواقع الخمسة المعترف بها، خاصة أن موقع المغطس يعد مكان ميلاد الديانة المسيحية بعد أن قام يوحنا المعمدان (يحيى بن زكريا عليهما السلام) بتعميد نبي الله عيسى بن مريم عليه السلام في الضفة الشرقية من نهر الأردن الخالد.

ومن جانبه، أكد رئيس وزراء الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين أهمية هذه المواقع وأهمية ومكانة الأردن للفاتيكان خاصة أن المملكة هي البلد الوحيد الذي زاره أربعة بابوات ابتداء من قداسة البابا بولس السادس عام 1964 تلتها زيارة قداسة البابا يوحنا بولس الثاني في 2000 ثم في عام 2009 زيارة قداسة البابا بندكتس السادس، وزيارة قداسة البابا فرنسيس في عام 2014.

وفي لقاء مع الأسقف رينو فيسيكلا المسئول عن الحج المسيحي لدى الفاتيكان، عرض القيسي لمنتج السياحة الدينية في الاردن والإنجازات في مسار درب الحج المسيحي والذي يربط المغطس بجبل نيبو ومكاور ومواقع دينية أخرى، وأهمية الربط لدى الحجاج.

كما عرض القيسي لخطط الوزارة لإدارة موقع مكاور لما له من أهمية كبيرة لدى الحجاج المسيحيين، حيث إنه الموقع الذي عاش به يوحنا المعمدان ولقي به حتفه على يد هيرودس.

ومن جهته، قال الأسقف فيسيكلا: إن الفاتيكان يثمن الجهد الذي يبذله الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني في رعاية الأماكن المقدسة وهو ما يعكس النموذج الاردني في الوئام والعيش المشترك بمسيحييه ومسلميه من العيش المشترك، وهو النموذج الذي نحتاجه اليوم ليعم المنطقة والعالم.

كما دعا فيسيكلا القيسي لحضور مؤتمر الأساقفة مسئولي الحج المسيحي في الكنيسة الكاثوليكية حول العالم والذي سيعقد في روما في مايو 2025.

كما أشار القيسي خلال لقائه في روما وزيرة السياحة الإيطالية ماريا سانتاكي، إلى ضرورة توعية الجمهور الإيطالي بأمن الأردن وبُعده عن منطقة الصراع، بعد أن شهد التدفق السياحي الإيطالي تراجعا بسبب العدوان على غزة في حين كان في أوجه في المواسم السياحية الأولى لعام 2023.

وبحث القيسي وسانتاكي، سبل تعزيز التعاون بين القطاع الخاص في البلدين وتسويق المنتج السياحي للأردن في إيطاليا والتي يعد مواطنوها ثاني أكبر زوار الى الأردن من أوروبا.