حلوى المولد النبوي.. تعرف على أصلها وأول من احتفل بها
يحتفي المسلمون بالمولد النبوي الشريف عبر العديد من الطقوس؛ من أشهرها تناول حلوى المولد وشراء عروسة وحصان المولد.. ولكن هل تعرفون ما أصل حلوى المولد؟ ومن أول من استخدمها هي وعروسة وحصان المولد؟
ذكرت معظم الروايات التاريخية أن أصل حلوى المولد يعود إلى مصر؛ عندما دخلها الفاطميون عام 973 في القرن الرابع الهجري، وأنهم استوحوا الفكرة والأشكال من موكب الخليفة الفاطمي الذي كان يجوب الشوارع يوم المولد النبوي الشريف ويوزع الحلوى بكميات كبيرة على الناس والجنود؛ في محاولة لاستغلال المناسبات من أجل التقرب للمصريين لاستمالتهم.
أما عروسة المولد فأصلها أن الحاكم بأمر الله كان من عاداته أن يخرج في موكب يوم المولد النبوي رفقة زوجته التي كانت ترتدي ثوبا أبيض، وهو ما ألهم مبتكريها فكرة صنع حلوى على هيئة عروس وفارس على الحصان، يتم توزيعها في توقيت مرورهما كل عام، وبعد ذلك أصبحت عادة مصرية وطقسا يرتبط بالمولد النبوي.
ومع مرور السنوات أصبح الاحتفال بالمولد النبوي بشراء الحلوى جزءا من التاريخ والثقافة والفلكلور المصري، ولم تظل عروسة وحصان المولد على شكلها السابق، بل أدخل عليها المصريون بعض التعديلات والألوان؛ لكي تلائم جميع فئات الشعب.
ومن أشهر الحلويات التي يتناولها المصريون في المولد النبوي السمسمية والحمصية والفولية والملبن، وفي الوقت الحالي تم تطوير حلوى المولد واستحداث أصناف جديدة أغلبها بالمكسرات مثل الكاجو والبندق والفستق، أو حلوى مضاف إليها قمر الدين ومشمش مجفف وكريز وقراصيا، بهدف جذب المستهلك بقطع ذات ألوان مبهجة وطعم لذيذ.
- انتقال حلوى المولد من مصر إلى عدة دول:
وانتقلت حلوى المولد من مصر إلى العديد من الدول مثل فلسطين؛ حيث يحرص الفلسطينيون على تناول النمورة والكنافة والمشبك في ذكرى المولد النبوي.
كما أن المولد النبوي في المغرب يسمى "الميلودية"، ويقوم فيه المغربيون بإعداد الأكلة الشهيرة "الكسكسي" الممزوج بالبرقوق والمشمش والمكسرات والدجاج المحمر بالدغيرة الفراخ والسفة المدفونة.
وتتكون السفة المدفونة من الدجاج والتوابل والسفة وتحضر في "الكسكسي"، ويضاف إليها فول سوداني محمص ومطحون يحلى بالعسل والسكر والقرفة.
كما يحتفل السودانيون بالمولد النبوي الشريف منذ عام 1910، ومن المظاهر المصاحبة للطقوس حلوى المولد التي تصنع في 4 أشكال رئيسية: سمسميات وفوليات ولكوم وجوز الهند السادة والملون مع عرائس المولد للبنات والأولاد، ويعتمد المصنعون منذ ذلك الوقت على المواد الخام المحلية من سمسم وفول وحمص وسكر ونشاء وغيرها، ومع مرور الأيام دخلت أصناف جديدة من الحلوى، مثل الملبن بالفول والرومية والنوجة والبطيخة وغيرها.
أما في تونس فقد بدأت الاحتفال بذكرى المولد النبوي في عام 1329 هجريا، ومن ضمن مظاهرها إعداد وجبة "عصيدة الزقوقو" وشراء الفواكه المجففة.
وتتكون عصيدة الزقوقو من حبات الصنوبر الحلبي التي تخلط بمادة الطحين والسكر ويتم طهيها بعد ذلك على نار هادئة، وتحرك باستمرار حتى لا تتخثر، وبعد اكتمال الطهي تقدم في أوعية من الفخار أو البلور أو النحاس بعد تزيينها بالمكسرات والحلوى.
وفي الأردن يعد "المشبك" هو أشهر حلوى توزع في الأردن خلال ذكرى مولد النبي، ويتم إعداده من الدقيق والحليب والزعفران والحبّهان والخميرة والسكر والقليل من ألوان الطعام.
أما في سوريا فمن طقوس السوريين قبل قدوم المولد النبوي تقديم "الملبّس" الملفوف في ورق السلوفان والتُل الأبيض للضيوف مع القهوة العربية، كما يقدمون في يوم المولد النبوي ما يسمى بـ"كشك الأمراء" الذي يتكون من الحليب المكثف الذي يتم تزيينه بالمكسرات والكريمة.
.