انطلاق فعاليات معرض المكتشفات الأثرية بولاية أدم بسلطنة عُمان
انطلق معرض المكتشفات الأثرية "عين على آثار أدم" بولاية أدم بمحافظة الداخلية العُمانية الذي نظمته إدارة التراث والسياحة بمحافظة الداخلية بالتعاون مع مكتب والي أدم ويستمر خمسة أيام بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للتــراث الذي يصادف 18 من أبريل من كل عام وجاء هذا العام بعنوان "اكتشف وجرب التنوع".
ووفقا لموقع جريدة "عُمان"، قال علي بن سعيد العدوي، مدير إدارة التراث والسياحة بمحافظة الداخلية: "إن وزارة التراث والسياحة تولي اهتماما كبيرا بإقامة مثل هذه المعارض لما تحمله من عدة أهداف ونتائج تتسم بالتمازج بين القطاعين "التراث والسياحة" وجاء تنظيم معرض "عين على آثار أدم" في إطار تعريف المجتمع والمهتمين والباحثين في مجال الآثار بهذه المكتشفات الأثرية التي تم العثور عليها في ولاية أدم من قبل فرق المسح والتنقيب التابعة لوزارة التراث والسياحة ومن عدد من البعثات والجامعات من خارج سلطنة عُمان في إطار معاهدات التفاهم والاتفاقيات بين الوزارة وهذه الجهات".
وأكد أن هذا المعرض يتضمن التعريف بثلاثة مواقع في الولاية وهي موقع "المضمار" الذي يقع شرق الولاية على مفترق طرق القوافل القديم على طول وادي حلفين وهو من أهم المواقع المرتبطة بالطقوس الدينية في العصر الحديدي وسط عُمان وقد عُثر فيه على مجموعة من الأسلحة البرونزية والنحاسية شملت الأقواس ورؤوس السهام والفؤوس والخناجر ونماذج أسلحة مصغرة.
والموقع الثاني هو "النصب التذكاري" الذي عثر عليه في غابة العميري في الجهة الغربية من الولاية حيث يجسد النقش المحفور على الحجر أهم نماذج الأشكال الآدمية الحجرية التي اُستخدمت كعناصر إنشائية في واجهات المباني الجنائزية منذ العصر البرونزي المبكر.
هذا ويرتفع النصب التذكاري 61 سم وبعرض 92 سم، ونقش على واجهته رجل واقف بشكل جانبي ويده اليسرى مرفوعة للأعلى، وتقف بالقرب منه امرأة تضع يدها اليسرى حول خصرها في مشهد يرمز لنوع من الطقوس الدينية والاجتماعية.
أما الموقع الثالث فهو "موقع القلعة الأثري" ويقع على سفح جبل المضمار بالقرب من قلعة فلج العين الغربية ويحتوي على 147 قبرا من جميع الفترات الممتدة من العصر البرونزي المبكر 3000 ق.م إلى العصر الحديدي المتأخر 300 م ويعد القبر الدائري المنهار البالغ عرضه 6 م النصب الجنائزي الأقدم من بين مجموعة القبور ويتميز بحجارة تكسية وتبليط ويعد نموذجا للعصر البرونزي المبكر وتوجد غرف تحت الأرض بجانب بقية القبور بها بعض الأواني المزخرفة والخناجر النحاسية ورؤوس حراب نحاسية وغيرها من الأسلحة كما يحتوي المعرض على عدد من القطع الأثرية المكتشفة في محافظة ظفار.
وأوضح العدوي أنه ستقام الاثنين القادم بمبنى دائرة التراث والسياحة في نزوى حلقة علمية تعريفية للمختصين والمعنيين والمهتمين بالآثار ورحلة لموقع بسياء وسلوت الأثري للتعرف على الموقع الأثري وأهميته.
جدير بالذكر أن معرض "عين على آثار أدم" يهدف إلى إبراز الجانب التاريخي والسياحي للولاية من خلال ما يتضمنه من معروضات ولوحات تعريفية عن الحقب الزمنية والمواقع الأثرية المكتشفة في مختلف مناطق الولاية بالإضافة إلى التعريف بالآثار الأخرى في الولاية من ضمنها حارة البوسعيد التي تضم المسجد الجامع الذي بنى عام 717 هـ وبها قرابة 150 بيتا مكونة من دورين و5 أبراج تشمل العمارة الدينية والمدنية والعسكرية وهناك حصن أدم الذي بني في عهد اليعاربة ويقع في قلب الولاية ويعد معلما تراثيا متكاملا حيث أنشئ ليكون مقرا للحكم ومسكنا للوالي ومكانا لتدريس الشريعة، ويضم عدة مرافق لخدمة الوالي كالبرزة والسجن وغرف الحراس ومخازن.
.