
رغم ارتفاع درجات الحرارة.. إقبال كبير من السياح على معابد أبوسمبل
شهدت مدينة أبوسمبل السياحية أقصى جنوب مصر، رواجا سياحيا كبيرا، وذلك لانتعاشة الحركة الوافدة إلى معبد أبوسمبل وحب الزوار الأجانب فى التعرف على الحضارة المصرية وأدق تفاصيل المعابد والتماثيل والمسلات الموجودة على أرض مصر ويعود تاريخها لآلاف السنين.
هذا ورغم ارتفاع درجات الحرارة جنوب البلاد، إلا أن معابد أبوسمبل جنوب أسوان استقبلت الأسبوع الماضي آلاف السائحين الأجانب الذين جاءوا إليها برا وبحرا وجوا، سواء عن طريق رحلات الطيران الجوية عبر مطار أبوسمبل الدولى الذى كان يستقبل رحلتين يوميا وكذلك عن طريق البواخر السياحية التى تبحر عبر بحيرة ناصر جنوب السد العالى لتصل إلى شاطئ المعبد، بجانب رحلات الأتوبيسات السياحية البرية القادمة من مدينة أسوان عبر الطريق الدولى.
ومع تزايد إقبال السائحين على المعبد خاصة بختام الأسبوع، تحرص إدارة منطقة آثار أبوسمبل، تحت إشراف الدكتور عبد المنعم سعيد، مدير عام آثار أسوان والنوبة، على فتح أبواب المعبد من الساعة السادسة صباحا أمام التفويج السياحى البرى الذى يصل إلى مدينة أبوسمبل مع دقات الصباح الأولى وبزوغ شمس يوم جديد.
كما تحرص إدارة المنطقة الأثرية على فتح أبواب المعبد وتسهيل دخول الأفواج السياحية وفقا للنظام الجديد للتذاكر الإلكترونية وعددها 10 بوابات، مع تخصيص سيارات "جولف كار" لنقل السائحين خاصة من كبار السن وذوى الاحتياجات الخاصة من بوابات الدخول لداخل ساحة المعبد التى امتلأت بعدد الزوار مثل يوم "تعامد الشمس".
وأكد الدكتور أحمد مسعود، كبير مفتشى آثار أبوسمبل، أن معابد أبوسمبل تشهد خلال الفترة الحالية رواجا سياحيا كبيرا رغم انتهاء الموسم السياحى الشتوى وارتفاع درجات الحرارة جنوب البلاد، إلا أن حب السائح الأجنبى للحضارة المصرية وتطلعه لمعرفة أدق التفاصيل عن المصرى القديم دفعه للمجيئ إلى "أم الحضارات" وزيارة معالمها الأثرية وخاصة معبد أبوسمبل واحد من أعظم المعابد الهندسية فى مصر.
وقال كبير مفتشى آثار أبوسمبل: إن الأسبوع الحالى شهد رواجا سياحيا كبيرا أغلبهم أفواج قادمة من إسبانيا وفرنسا وأمريكا والصين، وبعضهم شخصيات مهمة كسفير السويد بالقاهرة "يان جوستاف هوكان" وحرمه، أيضا زار المعبد سكرتير السفير الأمريكى بالقاهرة، وسفير الهند وبعض الشخصيات اليونانية الجنسية.
كما أوضح الأثرى الدكتور أحمد مسعود، أن معبد أبوسمبل هو أحد أبرز المواقع السياحية الأثرية فى مصر، ويقع على ضفاف بحيرة السد العالى، ويضم معبدين: المعبد الكبير للملك رمسيس والمعبد الصغير لزوجته الملكة نفرتارى، لافتا إلى أن معبد أبوسمبل كان منسيا حتى 1813، عندما عثر المستشرق السويسرى جى أل بورخاردت على كورنيش المعبد الرئيسى، وتحدث عن هذا الاكتشاف مع نظيره الإيطالى المستكشف جيوفانى بيلونزى، وسافرا معا إلى الموقع، لكنهم لم يتمكنوا من حفر مدخل للمعبد، وعاد بيلونزى فى 1817، لكن هذه المرة نجح فى محاولته لدخول المجمع، وأخذ كل شىء قيم يمكن أن يحمله معه.
كما أشار إلى أن ظاهرة تعامد الشمس التى يحرص على مشاهدتها آلاف السائحين، هى من الظواهر المكتشفة حديثا لدى علماء الآثار، ولكن جسدها القدماء المصريون قبل آلاف السنين بمعبد رمسيس الكبير فى مدينة أبوسمبل، مشيرا إلى أنه تم اكتشاف ظاهرة تعامد الشمس فى شتاء عام 1874، عندما رصدت الكاتبة البريطانية "إميليا إدوارد" والفريق المرافق لها، هذه الظاهرة وسجلتها فى كتابها المنشور عام 1899 بعنوان "ألف ميل فوق النيل"، موضحا أن أشعة الشمس تتعامد على "قدس الأقداس" مرتين كل عام 22 فبراير و22 أكتوبر.
.