مصر.. 170 فرقة فنية من مختلف دول العالم تشارك في مهرجان الطبول
شاركت 170 فرقة فنية من مختلف دول العالم، في مهرجان الطبول الدولى فى دورته الحادية عشرة، الذي يقام تحت رعاية رئاسة مجلس الوزراء.
وحمل المهرجان هذا العام شعار "الطبول من أجل السلام" ويتخذ من عين حورس رمزا له، باعتبار أن هذه العين تحكى الأساطير الفرعونية، أن ست مزقها إلى قطع صغيرة ونثرها فى ربوع مصر إلى أن قام "تحوت" الطبيب بجمع كل هذه الأجزاء المتناثرة وعالجها ومنحها اسم "وادجت" أى الكامل، أو الذى استعاد تكامله وتتصدر عين حورس إحدى آلات الإيقاع التراثية.
وكانت قد انطلقت فاعليات المهرجان وسط زخات المطر التى امتزجت بحرارة الجو، ما جعل الجمهور الحاشد فى مسرح السور الشمالى يصرخ فرحا وتفاؤلا وابتهاجا لهذا الحدث الذى نادرا ما يتكرر، والأهم هو مشاركة فرقة الفلوجة الفلسطينية فى هذا المهرجان الفنى جاءوا ليقدموا رسالة سلام من أجل غزة حيث قدمت خلال الحفل دبكة فلسطينية بمشاركة جميع الفرق.
وقالت د. نيفين الكيلانى - وزيرة الثقافة المصرية- إن هذا المهرجان يعد رحلة عبر ثقافات العالم المختلفة، ولا تخلو حضارة من لغة الطبول فى تراثها الشعبى حيث يتم استحضار هذا التراث وتقديمه فى قوالب فنية متجددة ومن هنا جاءت فلسفة المهرجان الدولى للطبول والفنون التراثية الذى أسسه الفنان انتصار عبد الفتاح التى تعكس تلك العلاقة الفريدة بين الطبول والتراث.
أشارت وزيرة الثقافة إلى أن الوزارة تدعم هذا المهرجان باعتباره جزءا من إستراتيجيتها لتوفير الخدمة الثقافية، وإتاحتها لأكبر قدر من الجماهير، والتعريف بثقافات العالم وشعوبه وإتاحة مساحة للحوار الفنى والثقافى على المستوى الدولى بين الشعوب المختلفة.
وأكدت أن المهرجان يعكس ريادة مصر عبر التاريخ وفى ظل الظروف المتغيرة، ويؤكد قيمة الإنسان وأهمية ارتباطه بموروثه الشعبي، حيث يقام المهرجان فى العديد من الأماكن المختلفة فى جمهورية مصر العربية منها قصر الأمير طاز وبيت السناري.
ومن جهته، قال الدكتور انتصار عبد الفتاح مؤسس المهرجان: إن هذه الدورة، تأتى تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء، وتشارك فيها كل قطاعات وزارة الثقافة وهذا المهرجان انطلق منذ 11 عاما لتأكيد التواصل الإنساني بين شعوب العالم ونقدم كل دورة ثقافات جديدة.
وأوضح أن هذه الدورة تشارك فيها العديد من الدول لأول مرة مثل اليابان والبرازيل، وتم إطلاق اسم المواويل الشعبية عليها وشخصية المهرجان هذا العام الفنان الشعبى "محمد طه" وتألقت العديد من الفرق خلال فاعليات هذا المهرجان وقدموا عروضا فنية لاقت استحسان الجمهور، وتستمر الفاعليات حتى الأول من يونيو المقبل.
بدايات هذا المهرجان انطلقت منذ عام 1990 قرر وقتها الفنان انتصار عبد الفتاح الغوص فى أعماق الشخصية المصرية التراثية، فبدأ البحث عنها فى الأماكن التراثية والتاريخية التى تملأ قاهرة المعز، مقررا البحث عن تفردها وعبقريتها التى ظهرت من خلال رصد د. عبد الفتاح لكل أشكال الفنون التراثية التى تزخر بها مصر، وتكوينه لأول ورشة ومدرسة للطبول والفنون التراثية عام 2006 بقبة الغوري ثم اتسعت الرؤى بعد ذلك باكتشاف تفرد الشخصية المصرية، التى دائما ما تظهر عند تلاقى الثقافات المختلفة الأخرى.
تم تأسيس المهرجان برعاية وزارة الثقافة وقطاع العلاقات الخارجية ومشاركة عدة وزارة أخرى، مثل وزارة السياحة والآثار ووزارة التخطيط والتعاون، مع مؤسسة حوار الفنون والثقافات، وانطلقت الرحلة عبر فضاءات كونية إنسانية لتواصل الشعوب فى لوحة فنية لتقدم رسالة سلام تنطلق من مصر لكل دول العالم.
شاركت فرقة الموسيقى العسكرية بعدد من العروض فى المهرجان، وهذه الفرقة تأسست عام 1838 فى عهد محمد على باشا، وكانت تضم فى البداية 3 مدارس فى مدينة الخانكة والقاهرة والنخيلة فى أسيوط، وسميت حين تم إنشاؤها بمدرسة الطبول والنفخيات والأصوات، ومع مرور الوقت حظيت بشهرة عالمية وشاركت فى كل المهرجانات الدولية.
.