تشتهر مدينة لشبونة البرتغالية بحلوى Pastéis de  nata؛ حيث تفوح رائحة الحلوى في كل زاوية من المدينة.

وهي حلوى تعد أشهر صنف من السكريات التي تعتز بها البرتغال، لدرجة أنها أصبحت جزءا لا يتجزأ من تراثها، وهي عبارة عن فطائر كاسترد برتغالية شهيرة، دائرية صغيرة مصنوعة من العجينة الرقائقية المقرمشة، وتكون محشوة بخليط الحليب والبيض وتُرش بالسكر البودرة والقرفة.

وفي الغالب ما يشار إلى الحلوى باسم "حلوى بيليم"؛ لأن المحل الأشهر لبيع هذه الحلوى اسمه "سانتا ماريا دي بيليم" أو "فابريكا دي باستيس دي بيليم"، وهناك لغط في تسمية الحلوى؛ إذ أصبحت مرادفة لاسم المقهى الأشهر بتقديمها.

والإقبال عليها كثيف جدا، حيث يقبل عليها تلامذة المدارس الصغار والسياح والمواطنين الذين يقفون بالصف ينتظرون دورهم بشكل طريف؛ إذ تجد كل مجموعة ترصد مجموعة أخرى جالسة تلتهم حلوى الناتا وتشرب القهوة، وما إن تنهض هذه المجموعة حتى تنقض المجموعة المنتظرة على الطاولة.

وأصل هذه الفطائر يعود إلى رواية مفادها أن الرهبان والنساك في دير جيرومينوس في بيليم كانوا أول من ابتكر الحلوى التي تعرف أيضا بـ"تارت البيض"، والتفسير المنطقي لذلك هو أن الرهبان كانوا يستعملون بياض البيض كنشاء للثياب والأثواب والأقمشة، وكانت هناك كميات كبيرة من صفار البيض لا بد من استخدامها في أي شيء مجدٍ آخر، وبدلا من رمي تلك الكميات الكبيرة من صفار البيض، راحوا يستخدمونها في تحضير الكيك والتارت والحلوى؛ فقرر الراهبان أن استخدام الصفار في عمل فطائر ومنها تم اختراع "باستايل دي ناتا".

بعد الثورة الليبيرالية عام 1820، واجه الرهبان مشكلة حقيقية بعدما تركت المؤسسات الدينية في شتى أنحاء البرتغال من دون أي دعم مادي، فوجد الرهبان الحل في بيع "حلوى بيليم" للعامة.

وبعدها أقفلت الأديرة في البرتغال عام 1834، وباع الرهبان الوصفة لمصنع لتكرير السكر، محلي، وكان لأصحاب المصنع نظرة ثاقبة لمستقبل الحلوى، فافتتحوا "فابريكا دي باستييس دي بيليم"، فبدأت الشركة إنتاج خبز فطائر Pastéis de Belém الشهيرة عام 1837، لتصبح العلامة الأشهر في لشبونة لبيع الحلوى وأشبه بمنجم ذهب لما تدره من أموال لأصحابها.

ولا تزال هذه الفطائر حتى اليوم، تباع بالمخابز في جميع أنحاء البرتغال رغم مرور 184 عاما على صناعتها.

المكونات الرئيسية 

الطحين والحليب والسكر والقرفة والفانيليا، والمكون الأهم هو صفار البيض.