البامية من الأطباق المفضلة في العديد من الدول.. تعرف على أصلها
البامية من أشهر الأكلات اللذيذة التي يفضلها الكثيرون ويحرصون على تناولها في وجبة الغداء، واشتهرت في العديد من الدول حول العالم مثل مصر والمغرب وتونس، فما أصل البامية؟
تشير العديد من المصادر التاريخية إلى أن البامية بدأت زراعتها في مصر القديمة قبل 2000 عام، وقد بدأت معرفتها في العصر الإغريقي والروماني، بالإضافة إلى العصر الفرعوني؛ حيث توجد لها بعض النقوش على المعابد الفرعونية، ولكن نشأتها الحقيقية وانتشارها في قارة إفريقيا؛ حيث إنها تُزرع في المناطق الحارة.
وقد كانت للبامية مكانة مميزة عند المصريين القدماء؛ حيث تشير المصادر التاريخية إلى أن البامية كانت الأكلة المفضلة للملكة كليوباترا، ملكة مصر القديمة، وذلك حسبما ذكر كتاب The Whole Okra الذي يتحدث عن أصل زراعة البامية وتاريخ تطورها.
ويُطلق على البامية العديد من الأسماء حول العالم؛ فقد كان اليونانيون يُطلقون عليها اسم "باماكي"، وفي إسبانيا أُطلق عليها اسم "كيبومبو"، وفي فرنسا "جومبو"، وفي الهند "بهيندي"، وفي بلدان شرق البحر الأبيض المتوسط "باميس".
ورغم أن نشأتها كانت في إفريقيا وآسيا وتحديدا دولة الهند؛ فإن الدول الأوروبية رفضت البامية؛ لوجود المادة المخاطية اللزجة بها التي جعلتهم ينفرون منها، ولم يعترفوا بها إلا في العقود القليلة الماضية، مع دخول المسلمين للأندلس، وقد وصفها العالم أبو العباس النباتي، أحد مواطني إشبيلية بشكل دقيق عام 1216 ميلاديا.
كما عُرفت البامية في الولايات المتحدة الأمريكية، ودخلت إليها عن طريق سفن العبيد القادمين من إفريقيا، وقد كانوا يقومون بتخليلها في السابق وبعد ذلك أدخلوا عليها بعض التعديلات وتم طبخها بالصلصة، كما عُرفت البامية في البرازيل عام 1658م، ويوجد منها الآن العديد من الأصناف في جنوب الولايات المتحدة، وتتمتع بشعبية كبيرة هناك.
وانتشرت البامية في مصر، وقد توارثتها الأجيال في صعيد مصر؛ فعلى مدار العصور تفنن المصريون في تقديمها بالعديد من الطرق الشهية؛ منها طهيها بالصلصة واللحم، وطهيها أيضا بالكزبرة والثوم وتقديمها ساخنة مع الأرز الأبيض أو الخبز، كما يطهونها بلحم الضأن في طواجن فخارية، ويقوم بعضهم بإضافة الليمون إليها عند تناولها، كما يقوم آخرون بطحنها وإضافة الشوربة واللحم إليها ويُطلق على هذا الطبق اسم "ويكا".
أما في العصر الحديث؛ فقد شوهدت نباتات البامية البرية تنمو على ضفاف النيل الأبيض في السودان، ومن هنا بدأت زراعتها وانتشارها؛ فهي تنمو عادة في المناطق الحارة في إفريقيا وآسيا ومنها الشرق الأوسط.
- فوائد البامية:
تتميز البامية بالعديد من الفوائد الغذائية العالية؛ أبرزها:
- الوقاية من أمراض القلب والجلطات والسمنة:
البامية غنية بالألياف التي تساعد على التقليل من مستوى الكوليسترول الضار في الجسم وخفض مستوياته، كما أن الحميات الغذائية الغنية بالألياف عموما تساعد على تقليل فرص الإصابة بأمراض القلب والجلطات والسمنة.
- تقليل خطر الإصابة بالسرطان:
تحتوي البامية على بروتين "الليكتين" الذي يساعد في مقاومة نمو الخلايا السرطانية، خاصة سرطان الثدي، كما أن البامية تحتوي على حمض الفوليك الذي يسهم في الحد من خطر الإصابة بالسرطان.
- مقاومة هشاشة العظام:
تعد البامية من الأغذية الغنية بفيتامين "ك" الذي يسهم في تقوية العظام وتحسين صحتها.
- تعزيز صحة الحوامل والمرضعات:
تحتوي البامية على حمض الفوليك المهم جدا لصحة الحامل والجنين وكذلك لصحة المرضعة بعد الولادة؛ حيث يوفر كل 100 جرام من البامية نحو 60 مايكروجرام من حمض الفوليك.
- تحسين مستويات الطاقة:
تسهم البامية في تحسين مستويات الطاقة والتقليل من الشعور بالإرهاق والتعب؛ لأن تناول الخضراوات التي تحتوي على بذور عموما -مثل البامية- يساعد على تخفيف الإرهاق.
- تحسين صحة الجهاز الهضمي:
تساعد الألياف الغذائية الموجودة في البامية على مقاومة الإمساك وتحسين الهضم، وتقليل فرص الإصابة بسرطانات القولون والشرج، كما أن البامية تقلل من الرغبة في تناول الأطعمة الدسمة والضارة؛ فهي تسهم في مقاومة الشعور بالجوع وكبح الشهية.
- تخفيف التوتر:
وجد الباحثون أن البذور الدقيقة الموجودة في البامية تحتوي على مواد تساعد على تخفيف حدة الاكتئاب وخفض التوتر على المدى الطويل عند بدء استهلاك البامية بانتظام.
كما أن للبامية العديد من الفوائد الأخرى؛ مثل تحسين جودة النظر والرؤية، ومقاومة أمراض الكبد المختلفة، وتحسين صحة مريض الربو، وإضفاء إشراقة ونضارة على مظهر البشرة، وترطيب الشعر وفروة الرأس.
.