طباخ أمريكي صاحب الفضل في اختراع رقائق البطاطس
تعد رقائق البطاطس المقلية التي تعرف بالشبس (Chips) ضمن قائمة أكثر الوجبات الخفيفة شعبية في العالم. وهناك بعض الإحصائيات تؤكد أن "الشبس" يأخذ مكانة مهمة بالولايات المتحدة الأمريكية، فسنويا يعمد الأمريكيون إلى تناول ما يزيد على مليار رطل منها، وعرفت الرقائق المقلية ظهورها لأول مرة على شكلها الحالي في حدود سنة 1853 عن طريق مصادفة طريفة وجاء ذلك قبل أن تحقق هذه الوجبة رواجا كبيرا في كامل أرجاء العالم.
وخلال القرون الماضية، تحدث كثيرون عن أنواع من رقائق البطاطس المقلية ولعل أبرزهم المخترع الإنجليزي وليام كيتشنر (William Kitchiner)، حيث نقل الأخير في كتابه The Cook's Oracle، والذي نشر لأول مرة سنة 1821، طريقة تقتضي تقطيع البطاطس إلى شرائح أو دوائر وتجفيفها اعتمادا على ورق الطهي أو منديل عادي ومن ثم قليها في الزيت والشحوم.
وينسب أغلب الناس اكتشاف رقائق البطاطس المقلية بشكلها الحالي للطاهي الأمريكي ذي الأصول الإفريقية جورج كروم (George Crum) الذي عمل طباخا بمطعم Moon’s Lake House قرب بحيرة ساراتوغا عند منطقة ساراتوغا سبرينجس (Saratoga Springs) بولاية نيويورك، حيث انضم الأخير لطاقم العمل بهذا المطعم الراقي بفضل مهارته في إعداد الكثير من الأطباق اللذيذة.
وفي سنة 1853، حل أحد الزبائن بالمطعم المذكور لتناول طعام الغداء، بعض المصادر حدثت أن هذا الزبون لم يكن سوى رجل الأعمال كورنليوس فاندربلت الذي اعتاد زيارة المطعم، وبالتزامن مع حصوله على طلبه، لم يتردد هذا الحريف في إعادة طبق البطاطس المقلية للنادل بحجة أن حجمها سميك، ولهذا السبب لم يتردد الطباخ جورج كروم في إعداد طبق بطاطس آخر له. وللمرة الثانية، رفض الحريف تناول الطبق المقدم إليه، مؤكدا أن حجم قطع البطاطس المقلية كبير وغير صالح للأكل.
أثار تصرف هذا الزبون غضب جورج كروم الذي قرر تأديبه على طريقته الخاصة، فما كان منه إلا أن أقدم على تقطيع البطاطس إلى رقائق نحيفة وقليها في الزيت، وقبل تسليمه الصحن للنادل لم يتردد الطباخ ذو الأصول الإفريقية في إضافة كمية مهمة من الملح للطلب.
وخلال اللحظات التالية، ذهل جورج كروم عندما لاحظ سعادة الزبون حيث أعجب الأخير بطبق البطاطس الرديء وعلى إثر ذلك شهد العالم ظهور رقائق البطاطس المقلية التي عرفت أساسا بـ"الشبس".
وبفضل طبقه الجديد، حقق جورج كروم شهرة كبيرة افتتح على إثرها مطعمه الخاص الذي أطلق عليه اسم كرومبس هاوس (Crumbs House).
وكسب هذا المطعم مكانة مهمة حيث أقبل عليه العديد من الحرفاء لتذوق اختصاصاته، فضلا عن ذلك ومع كل طبق طعام يتم تقديمه للزبون لم يتردد جورج كروم في إضافة سلة صغيرة مليئة برقائق البطاطس المقلية.
لكن لم يحصل جورج كروم قط على براءة اختراع الشبس وفي غضون ذلك يشكك كثيرون في إمكانية عدم حصول ذلك بسبب سياسة الميز العنصري التي عاشت على وقعها الولايات المتحدة الأمريكية خلال تلك الفترة التي رفضت منح أى براءة اختراع لأصحاب البشرة السوداء.
وعندما كانت توضع رقائق البطاطس في براميل يجعلها عرضة للتكسير لذلك تم وضعها في أكياس ورقية لمدة صلاحية صغيرة حتى عام 1926، حتى جاءت لورا سكودر Laura Scudder، التي كانت تمتلك شركة متخصصة في صناعة رقائق البطاطس في مونتيري بارك بولاية كاليفورنيا، بفكرة ورق الشبيسي الفضي وملء الأكياس برقائق البطاطا وغلقها بمكواة دافئة، ولم تحافظ الأكياس هذه على الرقائق فحسب بل منعت تكسيرها.
وكانت شركة Lay في عشرينيات القرن المنصرم هي العلامة التجارية الأولى في الولايات المتحدة لإنتاج رقائق البطاطس، وكان هنالك شخص يدعى هيرمان لاي Herman Lay، يقوم بتسويق رقائق البطاطs لمحال البقالة بواسطة سيارته ما ساعده على النجاح بشكل واسع وتعميم وجود رقائق البطاطس بشكل موسع وتم اعتماد Lay كأول علامة تجارية تم التسويق لها بنجاح، وفي عام 1960 دمج هيرمان لاي شركته مع فريتو المنتجة للوجبات الخفيفة التي تتخذ من دالاس مقرا له ما زاد من شعبية رقائق البطاطس المقلية بشكل كبير.
ولم تكن البطاطس تعرف بأي نكهة غير الملح إلا بعد عام 1950؛ إذ قام شخص يدعى جو مورفي Joe Murphy، صاحب شركة أيرلندية للرقائق تسمى تايتو لإضافة التوابل في مرحلة التصنيع وطور العديد من النكهات، وكانت أيرلندا هي بلد انطلاقة نكهات رقائق البطاطس تم إضافة البصل والجبن والخل، ما حفز المنتجين لتجربة النكهات وابتكار نكهات جديدة، وفي عام 1958 كانت شركة هير Herr أول شرطة تطرح رقائق البطاطس المحمصة بنكهة الشواء في ولاية بنسلفانيا وهي النكهة الأكثر شعبية إلى اليوم، ومازالت رقائق البطاطس تتطور وتتغير لليوم.
.