أين تذهب فى مدينة الإسكندرية؟
تلقب الإسكندرية
بأنها عروس البحر الأبيض المتوسط، وتعد العاصمة الثانية لمصر بعد كانت عاصمتها قديما،
أسسها الإسكندر الكبير في سنة 332 ق.م وقد سميت باسمه، وقد كانت مدينة الإسكندرية عاصمة
مصر طوال عهد البطالسة والرومان والبيزنطيين إلى الفتح العربي في عام 640 ميلادي.
تقع الإسكندرية على ساحل البحر الأبيض المتوسط بطول
نحو 70 كم شمال غرب دلتا النيل، ويحدها من الشمال البحر المتوسط وبحيرة مريوط جنوبا
حتى الكيلو 71 على طريق القاهرة الإسكندرية الصحراوي، ويحدها من جهة الشرق خليج أبو
قير ومدينة إدكو ومنطقة سيدي كرير غربا حتى الكيلو 36.30 على طريق الإسكندرية – مطروح
السريع.
وتقدر مساحتها
بنحو 2,679 كم2 أى ما يعادل 1,034.4 ميل مربع، وتقع الإسكندرية بين خط عرض 31,2 وخط
طول 29,91667، ويبلغ عدد سكانها 5 ملايين و379
ألفا و488 نسمة، حسب آخر الإحصائيات.
وأشارت المصادر
إلى أن الإسكندر وضع أساسات المدينة سنة 331ق.م وعهد بتخطيطها إلى المهندس دينوقراطس
Dinokrates الذي طبق أفكار مهندس المدن
الشهير هيبوداموس الملطي Hippodamos (القرن الخامس ق.م)، فجاء مخططها شبكيا أو شطرنجيا
وشوارعها مستقيمة متقاطعة، تطل عليها أروقة محمولة على أعمدة لأسواق تجارية تضاف إلى
سوق الساحة العامة "الأغورا" في المدينة، وتكوِّن هذه الأروقة مداخل المنازل
والحوانيت والمحال العامة.
وفي عهد حكم البطالمة
حققت الإسكندرية السيادة، وأصبحت المدينة الأكثر ثقافة والأقوى في الشرق، وجذبت التجارة
المربحة من الهند والجزيرة العربية كونها ميناء أوروبا على البحر الأبيض المتوسط، وكانت
أسواقها تعج بالحرير والأقمشة الرائعة من أسواق الشرق، كذلك جلبت الثروة الرفاهية التي
بدورها جلبت الفن والإبداع فأصبحت الإسكندرية موطنا لمكتبة رائعة ومدارس فلسفية تمثل
جميع أطياف الفكر، وكان يقال في وقت ما إن عباءة أثينا سقطت على أكتاف الإسكندرية.
وفي الفتح
العربي لمصر بقيادة عمرو بن العاص انتقلت العاصمة من الإسكندرية إلى مدينة الفسطاط
التي أسسها عمرو عام 21هـ–641م، وبذلك فقدت بريقها الذي كانت تتمتع به من قبل.
وفي عصر محمد علي
باشا شهدت الإسكندرية نهضة كبيرة؛ حيث إنه أعاد للمدينة الحياة، فقد تم الانتهاء من
حفر قناة المحمودية لربط الإسكندرية بنهر النيل ما كان له الفضل في إنعاش اقتصاد الإسكندرية
في عام 1820م، وقد صمم الميناء الغربي كي يكون هو الميناء الرسمي لمصر، وتم بناء منارة
حديثة عند مدخله، كذلك فإن منطقة المنشية هي بالأساس من تصميم مهندسيه، كما شيد محمد
علي عند رأس التين مقره المفضل، وأصبحت الإسكندرية هي مقر قناصل الدول الغربية ما جعل
لها شخصية أوروبية، حيث جذبت العديد من الفرنسيين واليونان واليهود والشوام، بسبب الانتعاشة
التي منيت بها المدينة، كما أنشأ دار الصناعة البحرية في المدينة والتي يطلق عليها
حاليا "الترسانة البحرية"، وذلك لتلبية احتياجات الأسطول المصري.
ويوافق العيد القومي
للإسكندرية يوم 26 يوليو من كل عام، وهو اليوم الذي شهد خروج الملك فاروق من مصر عام
1952، ففى تمام الساعة السادسة وعشرين دقيقة مساء يوم 26 يوليو 1952 غادر الملك فاروق
مصر من ميناء رأس التين على ظهر اليخت الملكي المحروسة ومتجها إلى إيطاليا، وهو نفس
اليخت الذي غادر به جده الخديوي إسماعيل عند عزله عن الحكم، وكان في وداعه اللواء محمد
نجيب وأعضاء حركة الضباط الأحرار، حيث غادر مصر إلى إيطاليا دون أدنى اعتراض منه.
ومناخ مدينة الإسكندرية
معتدل، حيث يكون فصل الصيف حارا نسبيا والشتاء معتدل البرودة، ويبدأ فصل الصيف من شهر
مايو وحتى أكتوبر، وتتراوح درجات الحرارة فيه من 30-32 درجة مئوية، أما في الشتاء فيكون
الطقس رطبا نسبيا، ويبدأ من شهر نوفمبر، ويمتد حتى شهرإبريل، وتتراوح فيه درجات الحرارة
من 20 درجة مئوية نهارا إلى 10 درجة مئوية ليلا ويشهد فصل الشتاء أمطارا متقطعة.
وأما أشهر
معالمها السياحية، فأهمها:
مكتبة الإسكندرية
تعد مكتبة الإسكندرية
من أحد الصروح الثقافية العملاقة، كما أنها منارة للثقافة ونافذة مصر للعالم ونافذة
للعالم على مصر، وهى أول مكتبة رقمية فى القرن الحادي والعشرين، وتضم التراث المصرى
الثقافى والإنسانى، وتعد مركزا للدراسة والحوار، وتضم مكتبة تتسع لأكثر من ثمانية ملايين
كتاب، وتوجد بها مجموعة كبيرة من الكتب المختارة باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية،
وكذلك مجموعة مختارة من كتب بلغات أوروبية أخرى مثل الألمانية والإيطالية والأسبانية
ولغات أخرى نادرة.
وأما عن نشأة
المكتبة حديثا، فقد أطلقت جامعة الإسكندرية عام 1972 خلال محاضرة للدكتور مصطفى العبادى
أستاذ التاريخ القديم الذى طالب فيها بإعادة إحياء مكتبة الإسكندرية، وأصدرت منظمة
اليونيسكو أول نداء دولى عام 1987 لدعم المشروع ووضع حجر الأساس لمكتبة الإسكندرية
القديمة.
وصدر القرار الجمهورى
رقم 1 لسنة 2001 باعتبار مكتبة الإسكندرية شخصية اعتبارية مقرها محافظة الإسكندرية
وتتبع للسيد رئيس الجمهورية.
ويبلغ عدد أدوار المكتبة 11 دورا منها 4 أدوار تحت
سطح الأرض و7 فوقها وارتفاع المبنى 44 مترا، ويوجد بالمكتبة 10000 كتاب أصلى ونادر
و250 أخرى فاكسيميلى (طبق الأصل) ويوجد بالمكتبة 2600 خريطة نادرة منها 70 خريطة عن
الإسكندرية وتصل الرسائل العلمية بالمكتبة إلى 15000 رسالة وضمت المكتبة عند الإفتتاح
200 ألف مجلد و1500 دورية علمية.
وتحتوى المكتبة
على ما يلي:
مكتبات متخصصة:
مكتبة المواد السمعية والبصرية، مكتبة المواد الميكروفيلمية مكتبة طه حسين، مكتبة النشء،
مكتبة الطفل، مكتبة الكتب النادرة والمجموعات المتخصصة.
القبة السماوية:
صممت على شكل كوكب ترك مداره الخارجى ليستقر فى مدار شمس المكتبة التى تتخذ شكل قرص
يرمز لشمس المعرفة وتتسع القبة السماوية لمئة فرد وتعطى لكل منهم الإحساس أنهم داخل
سفينة فضاء تسبح وسط النجوم والكواكب مع المؤثرات الصوتية والضوئية.
مركز المؤتمرات:
هو عبارة عن معهد دولى للدراسات المعلوماتية، مركز للتوثيق والبحوث، معهد للخطوط، متحف
للمخطوطات، مركز الكتب والوثائق النادرة .
المعارض الدائمة:
معرض الاسكندرية عبر العصور، معرض عالم شادى عبد السلام، روائع الخط العربي، تاريخ
الطباعة، كتاب الفنان، الآلات الفلكية والعلمية عند العرب في القرون الوسطى،
محيي الدين حسين: مشوار إبداعي؛ أعمال الفنان عبد السلام عيد، مجموعة رعاية النمر وعبد
الغني أبو العينين.
أما مكتبة
الإسكندرية قديما، فيمكن القول إنه على الرغم من وجود مكتبات أخرى سبقت مكتبة
الإسكندرية القديمة، وعلى الرغم من أنها لم تكن المكتبة الوحيدة فى العالم القديم،
لكنها كانت الأكثر شهرة من بين تلك المكتبات.
واختلف المؤرخون
حول المؤسس الحقيقى للمكتبة، فمنهم من نسب ذلك إلى بطليموس الأول (سوتير) ومنهم من
أرجعه إلى بطليموس الثانى (فيلادلفوس)، ولكن المؤكد تاريخيا أن بطليموس الأول كان واسع
الثقافة محبا للأدب فنسب اليه تأسيس المجمع العلمى والمكتبة الملكية.
وكان تحتوى المكتبة
على أكثر من نصف مليون من اللفائف، كما أن العلوم والرياضيات لقت دفعات مستمرة إلى
الأمام على أيدى علماء المكتبة وأمنائها ومنهم أريستارخوس الذى اهتدى إلى دوران الأرض
حول الشمس وايراتوستينيس الذى تمكن من قياس محيط الأرض، وفى المكتبة أيضا ألف إقليدس
كتابة المعروف باسم العناصر واخترع هيرون الآلة البخارية وفى المكتبة أيضا تمت الترجمة
اليونانية للعهد القديم للتوراة.
وحول الأسباب الحقيقية
لإختفاء مكتبة الاسكندرية القديمة فمن المؤكد تاريخيا أن الأسطورة إندثرت نتيجة الحريق
على يد يوليوس قيصر عام 48 قبل الميلاد.
متحف
الإسكندرية القومي
ويحتوي متحف الإسكندرية
القومي على 1800 قطعة أثرية تشمل جميع العصور بدءا من الدولة القديمة وحتى العصر الحديث،
وتصور تلك القطع حضارة مصر وثقافتها وفنونها وصناعاتها خلال هذه العصور، وقد تم إحضار
هذه القطع الأثرية من عدة متاحف منها المتحف المصري والمتحف الإسلامي والمتحف القبطي
بالقاهرة والمتحف اليوناني الروماني والآثار الغارقة والآثار الإسلامية بالإسكندرية،
ومن أهم القطع الموجودة تمثال يمثل الكاتب المصري ومجموعة من الأواني عثر عليها بهرم
الملك زوسر.
يقع المتحف في
قلب مدينة الإسكندرية، وكان قصرا لأحد أثرياء الإسكندرية وهو تاجر الأخشاب أسعد باسيلي
الذي بنى هذا القصر على الطراز الإيطالي وظل مقيما به حتى عام 1954 ثم باعه للسفارة
الأمريكية.
وحسب البوابة
الإلكترونية لمحافظة الإسكندرية، ظل هذا القصر مقرا للقنصلية الأمريكية حتى اشتراه
المجلس الأعلى للآثار التابع لوزارة الثقافة عام 1996 ثم قام بترميمه وتجديده وتحويله
إلى متحف مع بداية الألفية الثالثة وتم افتتاح المتحف فى سبتمبر 2003.
ويعد عصر الدولة
الحديثة أزهى العصور الفنية، فقد جمع الفن في هذه الفترة بين واقعية مدرسة طيبة ومثالية
مدرسة منف، فنتج عن هذا أجمل القطع الفنية التي يضم المتحف منها بعض القطع النادرة
كراس للملكة حتشبسوت ورأس للملك إخناتون ومجموعة تماثيل لتحتمس الثالث الإله آمون والملك
رمسيس الثاني.
وينفرد متحف الإسكندرية
القومي بعرض قاعة خاصة للآثار الغارقة، وتضم مجموعة رائعة من الآثار الغارقة التي تم
انتشالها، ومن أهم القطع في هذا القسم تمثال من الجرانيت الأسود لإيزيس وتمثال لكاهن
من كهنة إيزيس ومجموعة من التماثيل والبورتريهات الرخامية لبعض آلهة الإغريق ومنها
تمثال لفينوس إلهة الحب ورأس للإسكندر الأكبر وغيرها.
هناك أيضا قاعة
للعملة تضم عملات لمجموعة عصور مختلفة ومنها مجموعة عملات عثر عليها تحت الماء في خليج
ابي قير ومجموعة عملات اخرى ترجع للعصر البيزنطي والإسلامي.
ويوجد بهذا القسم
أيضا مجموعة من الأسلحة التي تعود للعصر الإسلامي بالإضافة إلى مجموعة من المعادن والزجاج
والخزف التي ترجع لعصور إسلامية مختلفة.
أما القسم الحديث
فيضم مجموعة متنوعة من مقتنيات أسرة محمد علي من الفضة والذهب والمجوهرات التي كان
يستخدمها أمراء وملوك الأسرة العلوية.
قلعة قايتباي
وتتميز القلعة
بأنها من أجمل القلاع الحربية بحوض البحر المتوسط، وقد اهتم بها سلاطين وحكام مصر على
مر العصور التاريخية.
وقد شيدت منذ أكثر
من 500 عام فوق أنقاض إحدى عجائب الدنيا السبع في العالم القديم، وهو فنار الإسكندرية
القديم، لهذا فإنها بارزة في الإسكندرية بموقعها المميز على ساحل البحر الأبيض المتوسط.
وأنشأها السلطان
الأشرف أبو النصر قايتباى المحمودي، وهو الحادي والأربعون من ملوك الدولة
المملوكية بمصر والخامس عشر من ملوك الجراكسة, وقد تدرج في الوظائف حتى وصل إلى السلطنة
في عام 872 هـ/ 1467م وتـوفى في عام 901 هـ/ 1495م، ودفن بمدرسته بالصحراء بالقاهرة.
وقد سافر السلطان قايتباى إلى الإسـكندرية في شهر
ربيع الأول سنة 882 هـ/ 1478 م, وتوجه نحو المنار القديم الذي بالثغر، وأمر أن يبنى
على أساسه برجا عظيما، وفي شهر شعبان سنة 884 هـ/ 1479م سـافر السـلطان مرة أخرى إلى
الإسكندرية ليرى البرج الذي أنشأه هناك وقد انتهى العمل به.
وتتكون القلعة
من مساحة مستطيلة مساحتها 150 م × 130 م يحيط بها البحر من ثلاث جهات وللقلعة مدخل
رئيسي بالجهة الجنوبية الغربية على هيئة برجين على شكل ثلاثة أرباع الدائرة وللقلعة
سوران يمثلان نطاقين دفاعيين، وقد ألحق بالقلعة مسجد بالجهة الشمالية الشرقية يتكون
من دور قاعة وسطى يحيط بها أربعة إيوانات ويوجد بالقلعة صهريج ضخم لخزن الماء العذب
لاستعمال المقيمين بالقلعة.
وقد أنشئت هذه
القلعة لتحصين مدينة الإسكندرية وحمايتها من الاعتداء الخارجي وخصوصا من الدولة العثمانية
التي بدأت تغير اتجاه فتوحاتها من أوروبا إلى الشرق الإسلامي، فحاول السلطان قايتباى
أن يحصن الثغور المصرية فبدأ ببناء العديد من القلاع الجديدة، واهتم بتحصينها
السلطان قانصوة الغوري، حتى إنه أصدر مرسوما سلطانيا فى عام 907 هـ/1501م ينص على عدم
إخراج سلاح أو بارود أو مكاحل خارج البرج، ومن يخالف ذلك يتعرض للشنق على باب القلعة،
وأثبت ذلك على لوحة رخامية تم تثبيتها فوق المدخل الثانى للقلعة "الحالى حاليا"،
وهى موجودة حتى الآن ونصها كالتالى: "رسم بأمر مولانا المقام الشريف الملك الأشرف
أبو النصر قانصوه الغورى خلد الله ملكه، أن لا أحد يأخذ من البرج الشريف بالإسكندرية
سلاحا مكاحل ولا بارود ولا آلــة ولا غير ذلك من جماعة البرج من المماليك وعبيد وزردكاشية
وخرج منه بشىء شنق على باب البرج، وعليه لعنة الله بتاريخ ربيع الأول سنة سبع وتسعمائة
من الهجرة".
عمود السواري
يعد عمود السواري
من أقدم الأعمدة التذكارية فى العالم، وأعلى نصب تذكارى، كما يعد من أشهر المعالم الأثرية،
ودائما ما تحرص منطقة آثار الإسكندرية على إقامة الاحتفالات الأثرية الخاصة في منطقة
عمود السواري، وآخرها احتفالات يوم التراث العالمي.
وأقيم عمود السواري فوق تل باب سدرة بين منطقة مدافن
المسلمين الحالية والمعروفة باسم (العمود) وبين هضبة كوم الشقافة الأثرية.
وأما عن
تسميته بهذا الاسم، فإنها تعود إلى العصر العربي حيث يعتقد أنها جاءت نتيجة ارتفاع
هذا العمود الشاهق بين 400 عمود أخرى والتي تشبه الصواري (صواري السفن) ولذلك أطلق
عليه العرب "عامود الصواري".. السواري فيما بعد.
ويصل طوله إلى
نحو 26.85م، وهو مصنوع من حجر الجرانيت الوردي، وهو آخر الآثار الباقية من معبد السيرابيوم
(معبد الإله سيرابيس البطلمي الأصل) الذي أسسه الملك بطلميوس الثالث خلال القرن الثالث
قبل الميلاد، وكان المعبد أضخم وأهم معابد الإسكندرية في العصرين اليوناني والروماني.
وأما جسم العمود فهو عبارة عن قطعة واحدة طولها
20,75 متر، قطرها عند القاعدة 70،2 متر وعند التاج 2.30 متر، وفى الجانب الغربى من
العمود قاعدتان يمكن الوصول إليهما بسلم تحت الأرض كما يوجد تمثالان مشابهان لأبى الهول
مصنوعان من الجرانيت الوردى يرجع تاريخهما إلى عصر بطليموس السادس، على أحدهما نقش
للملك حور محب من الأسرة الثامنة عشرة.
ومن الراجع أن
هذا العمود قد أقامه السكندريون إهداء إلى الإمبراطور دقلديانوس (248-305م) وشكرا له
على إعادة توزيع حصة القمح التي كان من المفترض أن ترسلها مصر إلى روما حيث نجد على
الجزء العلوي من قاعدة العمود نقشا يونانيا محفورا يمكن قراءته فقط عندما تسلط عليه
أشعة الشمس، وفحوى هذا النقش كالآتي: "للإمبراطور العادل الإله الحامي للإسكندرية
دقلديانوس الذي لا يقهر أقام والي مصر هذا العمود".
معبد الرأس
السوداء
وعند اكتشافه كان
في حالة سيئة للغاية لأنه كان معرضا للغرق بسبب إحاطة المياة الجوفية به، ولكن تم إنقاذ
المعبد في عام 1995 عن طريق المجلس الأعلى للآثار المصري، ثم نقل المعبد إلى مكان مرتفع
لحمايته والحفاظ عليه، وأصبح موقعه الجديد في منطقة جبانة اللاتين بوسط مدينة الإسكندرية
على طريق الحرية، واسغرق نقل المعبد ما يقرب من 6 أشهر تقريبا، وذلك بعد فك أحجار جدران
المعبد وتم تجميعها مرة أخرى في المكان الجديد، في جبانة اللاتين التي هي منطقة أثرية
ترجع إلى عصر بطلمي، وهي عبارة عن مقبرة تاريخية من أهم معالم الاسكندرية ويطلق عليها
اسم ”الألباستر".
والمعبد عبارة عن مبنى صغير الحجم من طراز المعابد
الخاصة، بني على الطراز الروماني، كما ذكرنا، على طراز Tetrastyle، ويتكون من طابقين صُمم الأول ليكون معبدا والثاني
ليكون سكن كهنة المعبد، وأقيم هذا المعبد على قاعدة (مصطبة) مرتفعة podium يصعد إليها عن طريق عشر درجات
سلم من الجهة الأمامية للمعبد فقط، وهذا الدرج يؤدي إلى واجهة المعبد والتي تتقدمها
أربعة أعمدة مرمرية من الرخام الأبيض الناصع على الطراز الأيوني، وفي المسافة الواسعة
بین العمودین الثاني والثالث توجد دعامة قصیرة من الرخام الأبیض الضارب إلى الزرقة،
على واجھتھا نقش الإھداء المقدم من إیزیدور إلي الربة إیزیس.
ويبدأ الطابق السفلي
باجتياز الزائر للردهة الخارجية، ويصل الزائر إلى الحجرة الرئيسية الداخلية المربعة
الشكل وهي تمثل قدس الأقداس، والحائط الشمالي المواجه لهذه الحجرة تحته مصطبة كبيرة
بنيت من الحجر الجيري، ووضعت عليها خمسة تماثيل من الرخام الأبيض لآلهة المعبد، وأمام
هذه المصطبة وجد مذبح صغير، وتماثيل أبو الهول، ووجود هذه التماثيل كناية عن حمايتها
للمعبد من أي خطر قد يتعرض له.
أما الطابق
العلوي فهو في حالة جيدة، ويمكن الوصول إليه عبر سلم ضيق يقع في الجدار الشرقي للمعبد
ويتكون من حجرتين.
متحف المجوهرات الملكية
يعد من أكبر المتاحف
المصرية؛ إذ تبلغ مساحته نحو 4185 مترا مربعا، وهو من أغلاها وأثمنها لما فيه من نفائس
المجوهرات والحلي التي تزينت بها صدور أميرات الأسرة المصرية والتحف التي امتلأت بها
قصورهم قرابة قرن ونصف القرن، وهو في الوقت ذاته من أجمل المتاحف وأروعها؛ نظرا لأنه يوجد بقصر الأميرة فاطمة الزهراء الذي
يعد قطعة معمارية نادرة تمثل الطراز الأوروبي في القرن التاسع عشر، إذ يعكس الذوق الرفيع
للأميرة في اللوحات، والأسقف المذهبة، والفسيفساء التي تزين العديد من غرف القصر.
ومن اسمه ندرك
أن المتحف أقيم لعرض مقتنيات الأسرة العلوية التي أنشأها محمد علي باشا والتي حكمت
مصر لأكثر من 150 عاما بداية من عام 1805م وحتى عام 1952م.
ويوجد متحف المجوهرات
الملكية في مبنى قصر فاطمة الزهراء بجليم كما ذكرنا، وأسست هذا القصر زينب هانم فهمي
عام 1919م وأكملت بناءه وأقامت به ابنتها الأميرة فاطمة الزهراء ابنة الأمير علي حيدر
حفيد محمد علي باشا عام 1923م، وقد تم استخدام القصر كاستراحة لرئاسة الجمهورية، حتى
تحول إلى متحف بقرار جمهوري عام 1986م.
ويتكون المتحف
من جناحين شرقي وغربي يربط بينهما ممر مستعرض، ويتكون كل من الجناح الشرقي والجناح
الغربي من طابقين وبدروم، كما يحيط بالمبنى حديقة تمتلئ بالنباتات والزهور وأشجار الزينة.
ويضم المتحف
11 ألفا و500 قطعة تخص أفراد الأسرة المالكة، وقد تم تقسيم القصر إلى عشر قاعات تضم
مجموعات من التحف والمجوهرات التي تخص أفراد أسرة محمد علي.
ومن عصر الخديوى
سعيد باشا نجد مجموعة من الوشاحات والساعات الذهبية هذا بالإضافة إلى الأوسمة والقلائد
المصرية والتركية والأجنبية وهى مرصعة بالمجوهرات والذهب الخالص وعملات أثرية قبطية
ورومانية وفارسية وبيزنطية يبلغ عددها 4 آلاف قطعة.
ومن أجمل مقتنيات
المتحف علبة النشوق الذهبية المرصعة بالماس والخاصة بمحمد على مؤسس الأسرة والشطرنج
الخاص به وسيف التشريفة الخاص به وهو مصنوع من الصلب على شكل رأس ثعبان.
كما تزين المتحف
مجموعة من الصور الملونة بالمينا فى أطر من الذهب للخديوى إسماعيل وزوجاته وكريماته
وأولاده. أما مجموعة الملك فاروق فقد اتسمت بكثرة استخدام الماس فيها وتضم متعلقاته
العصا المرشالية التى طالما استخدمها فى تنقلاته وهى مصنوعة من الأبنوس والذهب، هذا
بالاضافة إلى أظرف الفناجين وهى مرصعة بالماس والياقوت حيث يحتوى الفنجان الواحد على
229 ياقوتة و29 قطعة من الماس.
ويوجد قسم مخصص
للهدايا المقدمة للملك فاروق ومنه طاقم للشاى من الذهب أهدته مجموعة من باشوات مصر
لفاروق وفريدة يوم زفافهما ووقعوا بأسمائهما خلف الصينية وكذلك طبق من العقيق الخاص
أهداه له قيصر روسيا.
ولعل أول ما يلفت
النظر قاعة الأميرات تاج الأميرة شويكار وهو من أضخم تيجان مجوهرات أسرة محمد على وأجملها،
فى حين تأتى قاعة الملكة فريدة فى المرتبة الثانية بعد قاعة زوجها الملك فاروق ومن
مقتنياتها التاج المصنوع من الذهب والبلاتين والمرصع بعدد 1506 قطع من الألماس مع قرط
من البلاتين والذهب مرصع بعد 136 قطعة من الماس بالاضافة الى مجموعة رائعة من الأقراط
المرصعة بالماس والياقوت والزبرجد والزمرد وطقم كامل من المرجان.
أما مجموعة الأميرة
فوزية شقيقة الملك فاروق فتضم محبسا من البلاتين عليه اسم الأميرة فوزية مرصع بالبرلنت
وتوكة حزام مرصعة بأكثر من 240 قطعة من الماس.
هذا ويضم المتحف
معروضات أخرى منها ساعة ملكية مرصعة بالماس وتحفة فنية على شكل فيل مصنوعة من العاج
المطعم بالماس والياقوت.
ومجموعة من دبابيس
الصدر الذهبية والبلاتينية وقصعة من الذهب الخالص كانت تستخدم معها الملكة ناريمان
منذ افتتاحها احد المشروعات.
ولهذا فإن هذا
المتحف يعد من أجمل المعالم السياحية في الإسكندرية، التي يجب أن يزورها كل من
يذهب إلى المدينة الساحلية.
متاحف محمود سعيد
هو عبارة عن
القصر الذي كان يقيم فيه محمود سعيد بمنطقة جناكليس بالإسكندرية، وشيده الوالد محمد
سعيد باشا رئيس وزراء مصر الأسبق، على طراز معمارى مستلهم من الطراز الأوروبى، ويميل
إلى الروح التركية فى التجريد والخطوط الهندسية مستوحاة من الفن الإيطالى.
وبعد وفاة والده،
حول محمود سعيد القصر إلى مرسم خاص به، ثم تحول إلى متحف بعد وفاته شخصيا عام 1964.
وهذا القصر أو
مجمع متاحف محمود سعيد الذي افتتح عام 2000 يضم 3 متاحف هي: متحف محمود سعيد، ومتحف
سيف وانلي وأدهم وانلي، ومتحف الفن المصري الحديث، بجانب قاعة أجيال التي تشتمل على
قاعتي عرض (أجيال 1 وأجيال 2) وتم استحداثها بالمركز برؤية وفلسفة جديدة تهدف إلى تواصل
الأجيال (الرواد، الوسط، الشباب)، وتم الاحتفال بافتتاحها عبر معرض جماعي ضم 37 فنانا،
كما تم استحداث قاعة للعرض المتحفي المتغير لأعمال سيف وانلي المخزنة، على أن يتغير
العرض كل 3 أشهر، وقد كان المتحف مغلقا منذ أغسطس 2010 بسبب تضرره من الرطوبة وارتفاع
نسبة الملوحة.
ومن أشهر لوحات
الفنان محمود سعيد: "الدراويش، الشادوف، المدينة، بنات بحري، بائع العرقسوس، بنت
البلد، الشحاذ، ذات الرداء الأزرق، ذات الجدائل الذهبية، الخريف"، أيضا لوحة افتتاح
قناة السويس التي تصور وتسجل الحدث التاريخي لافتتاح قناة السويس في عهد إسماعيل،
وقام برسم بورتريهات لأشخاص من أفراد عائلته وأصدقائه، من بينها صورة باهرة للملكة
فريدة، وهي في سنوات عمرها الأولى.
وبيعت لوحة "الدراويش"
في إبريل عام 2010 عن طريق صالة مزادات كريستيز العالمية بمبلغ 2.434 مليون دولار،
وسجلت في وقت بيعها أغلى لوحة رسمها فنان من الشرق الأوسط في العصر الحديث، ورسم سعيد
تلك اللوحة في عام 1935.
متحف الأحياء المائية
هو أحد أهم المزارات
السياحية بالإسكندرية كونه الوحيد من نوعه فيها، ويعد المتحف واحدا من أهم المراكز
التي تجمع بين العلم والترفيه في مكان واحد، ولهذا فإنه يستقبل أعدادا كبيرة من السائحين
الوافدين إلى محافظة الإسكندرية.
أنشئ المتحف عام
1930، وهو يقع بالقرب من قلعة قايتباى بالأنفوشى، وبجوار معهد الأبحاث للأحياء المائية
والمعهد القومى لعلوم البحار بساحة قلعة قايتباى.
وهو المتحف الوحيد
الذى يحتوى على أحياء مائية حية فى محافظة الإسكندرية، وهو متحف صغير يضم عدة أنواع
من أسماك وحيوانات البحرين المتوسط والأحمر، كما يضم أنواعا أخرى تعيش في المياه العذبة
كالنيل ونهرالأمازون، ما يجعله معرضا ترفيهيا وتثقيفيا وعلميا فى الوقت نفسه.
ويضم المتحف عدة
معامل ومكتبة وأحواض أسماك ونباتات البحار المالحة والعذبة، ويعد جزءا من معهد علوم
البحار لاحتوائه على مجموعة نادرة من الأسماك والأحياء المائية، حيث يقوم بدراسة جميع
الأحياء المائية بالبحيرات المصرية من أسماك ونباتات واسفنج وصدف، ما يؤدى إلى الحفاظ
على الثروة السمكية، حيث توجد أحواض مخصصة لدراسات الباحثين على الكائنات البحرية وعلاج
المصابة منها بأمراض فطرية. ويوجد متحف صغير ملحق به وهو متحف يضم نماذج من كائنات
بحرية محنطة مما تعيش فى البحرين الأحمر والأبيض
ونهر الامازون، كما يضم هيكلا عظميا لحوت كبير، بالإضافة إلى مجسم لعروس البحر المعروفة
فى الأساطير القديمة.
هذا ويستقبل المتحف
الآلاف من السائحين سنويا من مختلف أنحاء العالم، كما يستقبل مئات الأطفال أسبوعيا
للتعرف على أنواع الكائنات البحرية المختلفة، ورغم الضوضاء التى قد يسببها الأطفال
عند زيارة المتحف، فإن بعض الأسماك تتفاعل معهم وتتحرك مع حركة أصابعهم على زجاج الأحواض،
وبمجرد غلق أبواب المتحف آخر اليوم يتم خفض الإضاءة لتخلد الكائنات البحرية للسبات،
ولكن لأنها لا تملك جفونا، تنام مفتوحة العينين.
الميناء الشرقي
أسس الإسكندر الأكبر
مدينة الإسكندرية وحملت اسمه فصارت واحدة من أبرز وأعظم مدن العالم القديم، وعاصمة
لمصر البطلمية. وكان الميناء الشرقي هو الميناء الملكي للعاصمة القديمة حيث احتوى على
القصور والمعابد ومنارة الإسكندرية الأسطورية بجزيرة فاروس وهي إحدى عجائب العالم السبع،
لكن أصبح هذا الحي راقدا تحت مياه البحر المتوسط.
وبدأ العمل تحت
الماء لتُكتشف موانئ ملكية خاصة بالقصور الملكية وبعض القطع الأثرية التى ترجع إلى
النصوص الكلاسيكية القديمة، وكذلك مجموعة من العملات الذهبية التى ترجع للعصر الرومانى،
كما عثر فى خليج أبى قير على لوحة أساس من الذهب تماثل لوحات معبد السيرابيوم، وهى
تتحدث عن قيام بطليموس الثالث بتأسيس معبد لهيراقل وهو من مادة الحجر الصلبة وتبلغ
أبعادها الطول 1.95 العرض 88 سم جرانيت أسود، وكذلك عثر على أحواض وأجزاء من باب برونزى
وأدوات مائدة وأباريق إغريقية ومطاحن للحبوب وحلى وأدوات تجميل وكذلك عثر على باب من
الجرانيت على هيئة صرح مصري يعتقد أنه باب مقبرة كليوباترا.
وتم اكتشاف الميناء
الفرعونى الغارق غرب جزيرة فاروس (رأس التين) وامتداده حتى جزيرة أبو بكار الغارقة
قرب الورديان، وفى عام 1960 تم إجراء مسح لقاع الميناء الشرقي لتحديد أماكن الآثار
الغارقة، كان من نتائجه انتشال تمثال ضخم لإحدى ملكات البطالمة فى هيئة الإله إيزيس
وفى عام (1996-1997) تم تحديد موقع ما يزيد على 1600 قطعة أثرية.
ويعد المكان
من أكثر الأماكن بمصر ومدينة الإسكندرية خاصة جذبا للسياح والغطاسين المصريين أو
الأجانب، وذلك لعمقها القريب وهو ما يجعل الأمر سهلا لخوض غمار التجربة ولرؤية رقى
وازدهار مصر.
زنقة الستات
يكتسب سوق زنقة الستات الذي يرجع تاريخه لأكثر من 100
عام شهرته من الأقمشة والحرير ومستلزمات العرائس والمستلزمات النسائية ومحال الذهب
والفضة بجانب البازارات، وهذا ما يجعله مقصدا للسياح الذين يترددون على مدينة الإسكندرية.
والسوق عبارة
عن ممرات ضيقة في قلب حي المنشية بالإسكندرية، هذه الممرات تعج بنساء وفتيات من مختلف
الأعمار وكل الطبقات، جئن من كل حدب وصوب للمكان الذي يعد قُبلة العرائس لشراء المستلزمات
من الإكسسوارات والملابس أو كما تسمي "رفايع العروسة".
ويوجد على باب
الممر لافتة تحمل اسم سوق المغاربة وهو الاسم الأصلي لـ"زنقة الستات"، حيث
كانت المنطقة مشهورة بمحال تجار من المغرب العربي حتى بدأ المصريون في إجراء عمليات
إحلال وتجديد للمكان واختفى المغاربة من السوق، ويؤكد هذا ما ذهبت إليه بعض المصادر
التاريخية، حيث يرجع تاريخ تأسيس شارع "زنقة الستات" لأحد التجار المغاربة
الذي أسسه منذ عقود من الزمان حينما كان يأتي بالسجاد والأقمشة من المغرب ويمكث في
تلك المنطقة لبيع بضائعه ثم توافد عليها التجار المغاربة وتحولت إلى سوق للمغاربة.
وذهبت بعض
الروايات أن أصل كلمة "زنقة الستات" أنها منسوبة إلى تاجر يهودي، حيثا أكد
تجار من العاملين بالزنقة أن أصل تسمية الشارع تعود إلى وجود تاجر يهودى اسمه "إلِي
ستات"، وكانت النساء يذهبن إليه في الزنقة لقضاء حوائجهن من المستلزمات الحريمى
حتى تعود اللسان على نطق زنقة إلي ستات ثم زنقة الستات حتى اقتصر الاسم بين أهل
الإسكندرية أنفسهم على اسم الزنقة.
ويحيط بـ"الزنقة"
سوق الصاغة وشارع فرنسا وسوق الخيط وسوق القماش وتمتد المحال في خط متواز تحت منازل
يزيد عمر بعضها على 115عاما.
وبالاضافة إلى
محال الذهب والفضة وكانت الأميرات وبنات الطبقات الارستقراطية من زبائن الزنقة في فترة
الثلاثينيات والأربعينيات، فإن "الزنقة" اشتهرت بقصة السفاحتين الأشهر في
التاريخ "ريا وسكينة" اللتين اصطادتا منه النساء لقتلهن وسرقة مصوغاتهن الذهبية؛
حيث كانتا تجوبان السوق كل يوم بحثا عن فريستهما حتى إذا ما عثرتا على الضحية المطلوبة
التي تمتلك الذهب والأموال، استدرجاها من "زنقة الستات" إلى حي "اللبان"
حيث تسكنان وهناك تستوليان على ذهب الضحية.
ونتيجة الأحداث
التي كانت تدور في هذا الحي الشهير كانت هناك مادة ثرية لأعمال فنية أشهرها فيلم ريا
وسكينة لأنور وجدي ونجمة إبراهيم وفريد شوقي، ومسرحية "ريا وسكينة" وفيلم
"زنقة الستات" وفيلم" صايع بحر".
مقبرة كوم الشقافة
تعد من أكبر المقابر
الرومانية العامة التى عثر عليها بالإسكندرية، وتقع على حدود الجبانة الغربية فى الإسكندرية
القديمة وترجع إلى القرن الثانى الميلادى.
وتقع هذه المقبرة
الأثرية بمنطقة كوم الشقافة في حي كرموز وخلف مدافن المسلمين الحالية، وهذه المنطقة هي جزء من مدينة الإسكندرية القديمة.
وأطلق عليها هذا الاسم إحياء للاسم اليوناني القديم
"لوقوس كيرامايكوس"، وتقع كوم الشقافة في المنطقة التي قامت فيها قرية راكوتيس
وهو الاسم الذي عرفت به عند الرومان وذلك إحياء للاسم الفرعوني القديم ra-gadit كما هو مذكور في نقش هيروغليفي
من عهد بطليموس الأول.
وترجع أهمية المقبرة
نظرا لاتساعها وكثرة زخارفها وتعقيد تخطيطها، كما أنها من أوضح الأمثلة علي تداخل الفن
الفرعوني بالفن الروماني في المدينة وأروع نماذج العمارة الجنائزية، وعثر على المقبرة
بطريق الصدفة يوم 28 سبتمبر 1900، على الرغم من أن التنقيب قد بدأ في هذه المنطقة منذ
عام 1892 إلا انه لم يعثر عليها إلا سنة 1900.
والسبب في
اكتشافها صدفة أن الكشف تم بواسطة حمار، حيث إن الحمار سقط في الفتحة الرئيسية للمقبرة
على عمق 12 مترا، ومن ثم عرفوا أن هناك آثارا في هذه المنطقة وهم يبحثون عن سبب سقوط
الحمار، لتصبح أكبر مواقع الدفن الرومانية المعروفة في مصر.
وتضم المقابر الأثرية
سلما حلزونيا يؤدي إلى ثلاثة مستويات منحوتة في الصخر، بعمق نحو 20 مترا، تحت سطح الأرض.
وتحتوي هذه المقابر
الأثرية على توابيت مزينة بأكاليل من أوراق العنب، وعناقيد العنب، ورءوس الميدوسا،
بالإضافة إلى اللوكلي، أي نيشات صغيرة الدفن مستطيلة ومنحوتة في الجدران المستخدمة
في الدفنات، وكذلك نيشات أخرى مربعة صغيرة منفذة في الجدران، حيث تم وضع الأواني التي
تحتوي على بقايا آدمية.
وتحتوي منطقة كوم
الشقافة:
مقبرة شارع تيجران
وعثر عليها عند
بناء إحدى العمائر في منطقة كليوباترا وقد وجدت في حالة سيئة جدا، واستقر الرأي على
إعادة بناء المقبرة في الفناء المكشوف في منطقة كوم الشقافة مع تثبيت الطبقة الجصية
التي كانت تغطي أجراء من غرفة الدفن على جدران الغرفة.
مقبرة سلفاجو
تنسب إلى سلفاجو
اليوناني الجنسية الذي كان يملك الأرض التي عثر فيها على المقبرة وإنقاذا للمقبرة جري
نقلها وإعادة بناؤها في منطقة كوم الشقافة.
مقبرة الورديان
يرجح أنها ترجع
إلى عام 300 ق.م و هي جزء من مقابر جبانة الورديان جرى نقلها إلى منطقة كوم الشقافة
إنقاذا للمقبرة.
قصر المنتزه
تكمن روعة قصر
المنتزه في موقعه الفريد على شاطئ الإسكندرية، حيث بني فوق هضبة مرتفعة تحوطه الحدائق
والغابات على مساحة 370 فدانا، كما تجمع عمارته بين الطرازين الفرنسي والعثماني الإسلامي،
وتشمل الحدائق أحواضا للزهور والنباتات والأشجار وملاعب وحديقة للأطفال ومسرحا صيفيا
ومركزا للرياضيات البحرية.
والاسم
الحقيقي للقصر هو "الحرملك"؛ حيث هو الاسم الأصلي للقصر، واكتسب اسمه الحالي،
"قصر المنتزه"، نسبة إلى حدائق المنتزه.
وقررالملك فؤاد
إعادة بناء قصر الحرملك، أو قصر المنتزه، في عام 1926، على غرار القصور الملكية الإيطالية،
وقد أسند عملية بنائه إلى مهندس القصور الملكية آنذاك، الإيطالي أرنستو فيروتشي، الذي
صممه على غرار "قصر ماكينزي" في فلورنسا على نمط العمارة القوطية عام
1927.
وعن تتزين جدران القصر بحرف "الفاء"، يحكي
الروائي هاري تزالاس، في كتاب بعنوان "وداعا الإسكندرية"، قصة رواها له أحد
بائعي الكتب القديمة عن والده، الذي كان يعمل في حدائق المنتزه، ويقول إن الملك فؤاد
تصادف مع عرافة كانت تتجول في أرجاء حدائق القصر، حيث تنبأت له بملك مزدهر، وطلبت منه
أن يحافظ على أول حرف في اسمه، الفاء، ويطلقه على أولاده وذريتهم من بعده.
وتشير القصة إلى
أن الملك فؤاد أمر بوضع حرف الفاء ليزين أجزاء مختلفة من القصر، وأطلق على جميع أولاده
أسماء تبدأ بحرف الفاء، وهي فوزية، وفايزة، وفتحية، وفايقة، وولي عهده فاروق.
وسار الملك فاروق
على نهج والده، وأطلق على زوجته صافيناز لقب الملكة فريدة، ثم أطلق على بناته أسماء
تبدأ بالحرف ذاته، فوزية، وفريال، وفايدة. ولكنه عندما تزوج ناريمان وأنجب منها الأمير
أحمد فؤاد، لم يتبع نفس التقليد، فحلت نهاية ملكه ونفيه خارج البلاد مع ثورة 1952.
وتطل حدائق المنتزه
على خمسة شواطئ هي: عايدة، كليوباترا، فينيسيا، سميراميس، بالإضافة إلى شاطئ خاص بفندق
"فلسطين" الذي استضاف القمة العربية الثانية في سبتمبر عام 1964.
ومن المعالم الأثرية
الباقية في قصر المنتزه برج الساعة الشهير وكشك الشاي الذي بني على الطراز الروماني
والمطل على شاطئ البحر المتوسط لمناقشة أمور الحكم، بالإضافة إلى سينما الأميرات المجاورة
لقصر الملك، وهي عبارة عن حديقة غناء مسورة وبها حائط كبير مجهز لعرض أفلام السينما
العالمية لتسلية الأميرات.
تبع قصر المنتزه
قصران آخران يشبهانه في الطراز والمعمار النادر أولهما قصر "الحرملك" الذي
كان يقيم فيه حريم الملك ونساء الحاشية التابعة للأسرة الملكية الذي تحول الطابق الأول
فيه إلى كازينو عالمي والطابقان الثاني والثالث إلى فندق فاخر.
أما قصر "السلاملك"
فقد بني ليقيم فيه رجال الحاشية الخاصة بالملك والذي تحول الآن إلى فندق سياحي فاخر
يقيم فيه المصطافون وعلى درجة عالية من الفخامة والأبهة.
ولم تكن حدائق
المنتزه وشواطئها بعيدة عن السينما، فقد استغلها عدد من الفنانين لتصوير أفلامهم مثل:
"ليلة بكى فيها القمر" لصباح، و"حكاية حب" لعبد الحليم حافظ ومريم
فخر الدين، و"أبي فوق الشجرة" لعبد الحليم حافظ.
حدائق وقصر أنطونيادس
أرجع بعض المؤرخين
تاريخ إنشاء الحدائق إلى الفترة البطلمية في مصر، وهي تعد أقدم حدائق في مصر، كما
أنها تعد من بين أقدم الحدائق التي أنشأها الإنسان على مستوى العالم، وكانت تقع ضمن
ضاحية إيلوزيس أو "جنات النعيم"، وعاصرت هذه الضاحية أحداثا تاريخية مهمة
لملوك البطالمة، وفي القرن التاسع عشر كانت مِلكا لأحد الأثرياء اليونانين وكانت تعرف
باسمه "حدائق باستيرية" حتى تملكها محمد علي باشا وأقام قصرا له بها.
وحدائق أنطونيادس
وقصرها اسم عام يطلق على الحدائق الثلاث الكائنة على أرض الإسكندرية، وتتضمن: أنطونيادس،
النزهة، الورد، وأصبح اسم أنطونيادس تاريخيا دارجا على الحدائق الثلاث، كونها تضم أندر
وأشهر وأعتق الأشجار والنخيل على مستوى العالم.
وبها أشجار
نادرة للغاية، فمثلا شجرة "الكوكو لوبا" الموجودة أمام قصر أنطونيادس، هي
الشجرة الوحيدة الموجودة فى مصر بالكامل، وهى شجرة نادرة، فضلا عن وجود أشجار بالغة
الندرة، مثل شجرة أبو النجف، وتتدلى منها عناقيد لتشكل بانوراما ربانية تشبه تدلى النجف
ولون أزهارها (نبيتى)، وعمرها يتعدى 300 سنة، وتعد من الأشجار النادرة فى مصر، ومنها
3 أشجار فقط فى الحديقة.
وأيضا تضم الحديقة
شجرة التين البنغالى، وعمرها 500 سنة، وتسمى طرازان، نظرا لنزول الجذور الهوائية من
جذوعها، وتكوينها التحامات بما يشبه جزع الشجر، وتلتحم فى أماكن واضحة، ويمتد التحام
الجزع نحو 20 مترا، وكذا أشجار السيكس، وكانت نادرة، قبل زراعة مثيلات لها فى الحديقة،
وترجع ندرتها إلى أنها ليست متوافرة فى أماكن أخرى.
وتوجد فى الحديقة
"دائرة المشاهير"، وهى دائرة ملحقة بالحديقة وقصر أنطونيادس، وتشمل 8 تماثيل
"تجسد شخصيات علمية عالمية"، منهم فاسكو داجاما وماجلان ونيلسون وكريستوفر
كولومبس، بجانب تمثال فينوس، إلهة الحب والجمال عند الرومان، وهى تمسك مرآة "تهشمت"
تعكس أشعة الشمس فى الصباح على حجرات القصر الملحق بالحديقة لإيقاظ سكانه.
كما تضم حديقة
انطونيادس جزءا خاص الحديقة الحيوان، تم افتتاحها في عام 1907 على مساحة تصل إلى
25 فدانا.
أما قصر انطونيادس
فيكون من طابق أرضي على مساحة 1085 مترا مربعا، وطابق أول 860 مترا مربعا، وسقف من
480 مترا مربعا، والطابق السفلي من 434 مترا مربعا، ومساحة إجمالية قدرها 2859 مترا
مربعا، يشمل الطابق الأرضي والأول 15 غرفة لكل منهما.
واستضاف القصر
ملوكا مشاهير وذلك أثناء إقامتهم فى الإسكندرية
عند زيارتهم لمصر، على سبيل المثال، ملوك: اليونان، بلجيكا، فرنسا، إيطاليا، إسبانيا،
ألبانيا، حيث إنه كان يقرر إقامتهم فى قصر
أنطونيادس، وحدث ذلك بخصوص إقامة الملوك عند زيارة الملك زوغ الأول ملك ألبانيا وزوجته
الملكة جيرالدين بعد خروجهما من البلد عقب اجتياح إيطاليا الفاشية فى فترة حكم رئيس
الوزراء بينيتو موسيلينى حيث كانت إقامتهم فى قصر أنطونيادس.
وقد أقامت ابنة
الملك فؤاد الأول الأميرة فوزية "امبراطورة إيران" وزوجها الإمبراطور محمد
رضا بهلوى "شاه إيران" السابق بالقصر فى الشهور الأولى من الزواج، وشهد القصر
الاجتماع التحضيرى لإنشاء جامعة الدول العربية عام 1944م.
مسجد أبو العباس المرسي
يقع بمنطقة الأنفوشي،
ويمتاز بمنارته الشاهقة الارتفاع وقبابه الأربعة، وقد ظل قبر أبي العباس المرسى قائما
عند الميناء الشرقية بالإسكندرية بلا بناء حتى عام 706هـ (1307م ) فزاره الشيخ زين
الدين القطان كبير تجار الإسكندرية وبني عليه ضريحا وقبة وأنشأ له مسجدا حسنا وجعل
له منارة مربعة الشكل، وأوقف عليه بعض أمواله وأقام له إماما وخطيبا وخدما، وظل المسجد
كذلك حتى أمر الملك فؤاد الأول بإنشاء ميدان فسيح يطلق عليه ميدان المساجد على أن يضم
مسجدا كبيرا لأبي العباس المرسى ومسجدا للإمام البوصيري والشيخ ياقوت العرش.
واليوم يعد
المسجد أحد أشهر وأهم المزارات الإسلامية فى مصر، ويحظى بالكثير من الزائرين من كل
مكان من داخل مصر وخارجها، فهذا المسجد أحد أهم الأسباب التي جعلت من عروس البحر عاصمة
للسياحة الدينية.
أما أبو
العباس المرسي فهو هو الإمام شهاب الدين أبو العباس أحمد بن عمر بن علي الخزرجي الأنصاري
المرسى البلنسي يتصل نسبه بالصحابي الجليل سعد بن عبادة الأنصاري رضي الله عنه سيد
الخزرج وصاحب سقيفة بن ساعدة التي تمت فيها البيعة لأبي بكر الصديق بالخلافة، وكان
جده الأعلى قيس بن سعد أميرا على مصر من قبل الإمام علي كرم الله وجهه عام 36هـ.
ولد أبو العباس
المرسى بمدينة مرسيه سنة 616هـ، 1219م ونشأ بها وهي إحدي مدن الأندلس وإليها نسب فقيل
المرسى.
وبني المسجد على
الطراز الأندلسى، ويتميز بالقباب وكثرة الأعمدة التى تحمل السقف، والمئذنة شاهقة الأرتفاع،
وأيضا أعمال الأرابيسك والفسيفساء فى النوافذ والأبواب، والمحراب المزخرف والمرتفع
عن المنبر، كما يحتوى على 16 عمودا من الرخام والجرانيت، وكل عمود قطعة واحدة مثمنة
الشكل، ينتهى بتاج يبلغ أرتفاعة ثمانية أمتار تقريبا، أربعة أعمدة منها من الجرانيت
الوردى، صممت خصيصا فى إيطاليا من أجل حمل قبة المسجد الواقعه فى الضلع القبلى منه.
وقال الدكتور حسين
مؤنس، عن قبة مسجد أبو العباس المرسى: إن القبة تعد أجمل قبة مسجد فى مصر بأسرها، فهى
مزينة بزخارف منحوتة فى الحجر الخارجى، إلى جانب نقوشها الداخلية متناهية النظير، يبلغ
أرتفاعها 26 مترا يتدلى منها ثرايا تتكون من بضعة أطنان من البرونز والنحاس بالإضافة
إلى البلورات البراقه، ويحيط بتلك القبة أربع قباب صغيرة تعلو أضرحة الشيخ وثلاثة من
تلاميذة.
هذا ويستقبل المسجد
فى شهر يوليو من كل عام مريدى المرسى أبو العباس، حيث تقيم الطرق الصوفية به احتفالات
كبرى تجوب الشوارع المحيطة، وتمتلئ ساحة المسجد بالزائرين، كما يعد المسجد هو المكان
الرئيسى لإقامة الاحتفالات الدينية الرسمية بحضور قيادات وزارة الأوقاف والقيادات التنفيذية
بالمحافظة.
مسجد القائد إبراهيم
هو المسجد الأشهر
فى عروس المتوسط، الذى يتألق بزخارفه العربية، ويقع المسجد في وسط الإسكندرية بمحطة
الرمل، مطلا على الكورنيش ومقر المركز الإقليمي لـ "يونيسيف" (مركز سوزان
مبارك سابقا) وحديقة الخالدين، فضلا عن ميدان محطة الرمل الشهير وكلية الطب.
يعود ميلاده المسجد
إلى عام 1948، حاملا اسم إبراهيم باشا، ابن محمد على، المعروف بـ"أبوأُصبع"،
والذى يوصف بـ"أبى العسكرية المصرية الحديثة"، فهو القائد الذى بنى الإمبراطورية
المصرية التى امتدت فى عهد قيادته للجيش من أطنة فى تركيا شمالا إلى السودان جنوبا،
وتوسع شرقا.
صممه المهندس والمعمارى
الإيطالى، ماريو روسى الذى مزج فى معماره بين فنون البحر المتوسط المعمارية، على مساحة
ألفي متر مربع على الطراز الإسلامي، وشيد مئذنته العالية على غرار مسجد محمد على باشا
فى القلعة، ومسجد السلطان أحمد فى تركيا، وأفسح أمامه حديقة واسعة منقوشة أسوارها على
الطراز الأندلسى.
ويعد مسجد القائد
إبراهيم من أشهر المساجد، إذا لم يكن أشهرها على الإطلاق، في إقامة صلاة التراويح والتهجد
في شهر رمضان بالمدينة، فيأتيه المصلون من مناطق متعددة من المدينة، وتصل ضخامة عدد
المصلين في رمضان وخصوصا في العشرة الأواخر إلى الآلاف، ويلتف المصلون من حول المسجد
إلى ميدان محطة الرمل وميدان صفية زغلول والكورنيش حيث تتعطل حركة المرور وتغلق بعض
الشوارع لكثافة عدد المصلين خصوصا في العشر الأواخر من شهر رمضان.
المعبد اليهودي
يقع المعبد اليهودي
المعروف باسم معبد "الياهو هانبى" بشارع النبي دانيال وسط الإسكندرية، ويعد
من أقدم وأشهر معابد اليهود في الإسكندرية حيث يتعدى عمره 167 سنة، وتم إنشاؤه في عام
1354م، إلا أنه تعرض للقصف من الحملة الفرنسية على مصر وأعيد بناؤه مرة ثانية عام
1850 بتوجيه ومساهمة من أسرة محمد علي التي كانت تحكم البلاد وقتها.
والمعبد عبارة
عن بناء مستطيل الشكل 40 م * 30 م وهو من المعابد الضخمة من الناحية المعمارية، ويقع
المدخل الرئيسى فى الواجهة الغربية ويعلوها نجمة سداسية الشكل وكنايات عبرية.
وصمم المعبد على الطراز البازيليكى، حيث قسم إلى
خمسة أروقة بواسطة أربع بائكات (صف من الأعمدة)، كل بائكة تتكون من 7 أعمدة، فيصبح
عدد الأعمدة فى المعبد 28 عمودا من الأعمدة الضخمة شاهقة الارتفاع، كل منها ذات قاعدة
من الرخام وتنتهى بتاج كورنثى الطراز ذات زخارف نباتية تتدلى من التيجان على بدن الأعمدة،
وهذه الأعمدة تحمل عقودا نصف دائرية ويشغل كوشة العقود (المسافة بين كل عقدين) زخرفة
هندسية أشبه بأشكال المثلثات.
ويعد الرواق الأوسط أكثر اتساعا وارتفاعا حيث بلغ
اتساعه 8 أمتار، بينما بلغ اتساع كل رواق من الأروقة 4 م، وسقف الرواق الأوسط مغطى
بواسطة أقبية متقاطعة (تخطيط صليبى) وأكثر ارتفاعا من سقف الأروقة الأخرى المسطحة،
ويشغل الجدار الشمالى والجنوبى وكذلك على جانبى سقف الرواق الأوسط المقبى نوافذ كثيرة
من الزجاج المعشق الملون، والمعبد يتكون من طابقين، يشغل الطابق الثانى مصلى السيدات
يطل على مصلى الرجال (الطابق الأول) بشرفة يتخللها برامق.
الكنيسة المرقسية
تعد الكاتدرائية
المرقسية بالإسكندرية هى رمز وأيقونة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، لكونها الكنيسة
الأولى؛ كما أنها تحوي رأس القديس مارمرقس الرسول حسب التقليد الكنسي؛ وكذلك رفات
55 من بطاركة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الأوائل"، ويرجع تاريخ المبنى الحالى
إلى عام 1870م، أي مر على تاريخها إنشائها 151 عاما.
أما عن القديس
مرقس فقد وُلد يهوديا فى أورشليم عام 15 ميلادية وسمى "يوحنا"، وكعادة اليهود
فى ذلك الوقت، اختير له بعد ذلك اسم لاتينى، أكثر اليونانيون من استعماله وهو "مرقس"،
ولذلك يُسمى فى كتاب إجيل العهد الجديد تارة يوحنا، وتارة مرقس، وأحيانا يوحنا الملقب
بمرقس.
كانت والدته "مريم" إحدى اللواتى تقدمن
الصفوف فى فجر المسيحية فى أورشليم، وتحمل فى شخصها مثلا عاليا، عن نشاط المسيحيات
فى ذاك الوقت، إذ لم تتردد فى جعل منزلها مركزا مهما للنشاط المسيحى فى أورشليم.
وكان منزلها هو
المنزل الذى أقام فيه السيد المسيح "العشاء الأخير" أو "العشاء السرى"
كما ورد فى التقليد الكنسى، هذا المنزل تقوم مكانه حاليا كنيسة السريان الأرثوذكس فى
القدس.
كان أول عهد القديس
مرقس بالرحلات التبشيرية ذهابه مع برنابا وبولس الرسولين إلى أنطاكية ثم بعد ذلك إلى
قبرص، وكان القديس مرقس أبن أخت القديس برنابا الرسول.
بعد ذلك حضر القديس مرقس إلى الإسكندرية ليبشر بالمسيحية،
وكان أول من اعتنق المسيحية على يديه رجل إسكافى يدعى "إنيانوس" مع عائلته
كلها، حتى إن بيته صار أول كنيسة بمدينة الإسكندرية، أما إنيانوس (68 – 83م) فقد أقامه
القديس مرقس خليفة له ليكون البطريرك الثاني فى عداد بطاركة الكنيسة القبطية.
وتجول القديس مرقس
فى شوارع الإسكندرية مبشرا بالمسيحية، وبينما هو مثابر فى تبشيره بالإسكندرية اختتم
صحيفة جهاده فى احتفال الأقباط بعيد القيامة عام 68 ميلادية باستشهاد رائع على أيدى
كهنة معبد السيرابيوم الذين أهاجوا عليه الغوغاء فهاجموه ووضعوا حبلا فى عنقه وسحبوه
فى شوارع المدينة حتى انطلقت روحه بسلام.
وقيل إن موضع استشهاده
هو المقر الحالى لكلية سان مارك بمنطقة الشاطبى بالإسكندرية، ودُفن فى كنيسة "بوكاليا"
وكانت تقع إلى الشرق قليلا من حمامات الشاطبى، وتعيد الكنيسة القبطية ذكرى استشهاده
فى 30 برمودة الموافق 8 مايو.
كورنيش الإسكندرية
يعد كورنيش الإسكندرية
واحدا من أهم معالم الإسكندرية شأنه شأن آثار المدينة ومتنزهاتها لما له من أهمية كبيرة
وإقبال شديد من السياح المتوافدين على الاسكندرية.
والكورنيش هو الطريق
الممتد على شاطئ البحر الأبيض المتوسط في مدينة الإسكندرية، يبدأ الكورنيش من قلعة
قايتباي في غرب المدينة وحتى قصر المنتزه الذي يقع في حي المنتزه في شرق المدينة، ويمتد
الكورنيش بطول 10 أميال على البحر، وتم بناء الكورنيش في فترة وزارة إسماعيل صدقي باشا
في عهد الملك فؤاد الأول، أي في ثلاثينيات القرن العشرين.
وأهم شىء يمكن
فعله الزائر على الكورنيش هو القيام برياضة المشي التي تعد متعة بحد ذاتها، فالبحر
الممتد أمامه على طول بصره والهواء المنعش العليل يجعل من نزهته تجربة لا تُنسى،
لهذا فإن التمشية على الكورنيش هي أهم ما يحرص السياح على القيام به عند زيارة الاسكندرية،
وخاصة التمشية خلال الليل.
كذلك تناول الطعام
على منظر كورنيش وبحر الإسكندرية متعة حقيقية، وأفضل ما يمكن تجربته في الإسكندرية
هو الأسماك فهي الأشهر في المدينة.
كوبري ستانلي
يعد كوبري ستانلي
أول كوبري يشيد على خليج من مجموع 28 خليجا موجودا بسوحل الإسكندرية، ويعد خليح ستانلي
أجملها.
تم إنشاؤه أعلى
البحر بمنطقة الكورنيش عام 2001 بطول 400 متر وعرض 21 مترا، بهدف تيسير وتحسين مستوى
الحركة المرورية بحي شرق الإسكندرية والمناطق المجاورة له.
وبمرور الوقت
تحول الكوبري إلى واحد من أشهر معالم السياحة في الاسكندرية بل من أجمل معالم مصر بفضل
مظهره الجذاب الراقي الذي يُشبه كثيرا هيئة القصور الملكية، الأمر الذي جعله ضيف شرف
في عدد من الأفلام السينمائية والصور الفوتوغرافية التي يحرص زائريه والمارين به دوما
على التقاطها.
ويتميز الكوبري
بروعة التصميمات الحديثة الرائعة والجميلة التي تخلق مشهدا جميلا جدا، كما يتميز بكثافة
الأنوار والمصابيح المضاءة هناك؛ حيث تنتشر هذه الأضواء في جميع أنحاء الكوبري ما يجعله
يبدو كقصر ملكي في منظر بديع للغاية مع إطلالة ساحرة على البحر والذي ينال إعجاب الزوار
والسياح.
ومن الأشياء
التي تجعل الزائر يستمتع بكوبري ستانلي، الاستمتاع بأجمل المناظر البانورامية على البحر
ومشاهدة جمال وروعة التصميم للزخارف في الكوبري، وذلك زيارة الكوبري قبل الغروب حيث
إنه مع بداية الظلام حيث يتم تشغيل الأنوار المُحيطة بالمكان.
كما تنتشر العديد
من المطاعم والمقاهي في جميع أنحاء كوبري ستانلي التي تعد من أفضل مطاعم الإسكندرية
وأسعارها والتي تقوم بتقديم أشهى وألذ المأكولات المتنوعة واللذيذة التي من الرائع
تناولها مع إطلالة مميزة على البحر بالإضافة إلى تقديمها للعديد من العصائر الطازجة
والمنعشة.
ومع هذه الأبراج
والأنوار وروعة التصاميم الجميلة للزخارف مع إطلالة خلابة على البحر لا تنس أيها الزائر
أن تقوم بالتقاط أجمل الصور التذكارية في كوري ستانلي لجميع أفراد العائلة والأصدقاء.
مول سيتى سنتر الإسكندرية
يقع مول سيتى سنتر
الإسكندرية بطريق القاهرة إسكندرية الصحراوى، حيث يقع المول على بعد 15 دقيقة من وسط
المدينة.
افتتح هذا المركز
التجاري العملاق في يناير 2003 ليقدم تجربة تسوق فريدة وممتعة لعملائه، استكمل المركز
مؤخرا خطته للتوسع وزيادة العدد الإجمالي لمتاجر البيع بالتجزئة من 97 متجرا لأكثر
من 170 متجرا تمتد على مساحة 60370 مترا مربعا.
ويعد المول أكبر
مركز للتسوق في المدينة، حيث يضم مجموعة من الماركات العالمية وأرقى متاجر التجزئة
مثل كارفور هايبرماركت الذي يشغل 14771 مترا مربعا وسينما فوكس وساحة عملاقة لمختلف
المطاعم العالمية وأشهر الأماكن الترفيهية للأسرة مثل ماجيك بلانيت وهو من مميزات المول،
حيث يعد ماجيك بلانيت مركزا ترفيهيا متكاملا للأطفال، ويقدم العديد من الألعاب التى
يستمتع بها الأطفال.
ويضم المول العديد
من بيوت الموضة والأزياء التي تقدم أفضل أنواع الملابس التي تتميز بجوده خامتها واشكالها
المتنوعة، كما يضم العديد من محلال الإكسسورات والهدايا التذكارية والعطور ومستحضرات
التجميل.
باختصار يعد مول
الإسكندرية سيتي سنتر خيارا لدى العديد من السياح وخاصة لعشاق التسوق والترفيه لقضاء
أمتع الأوقات برفقة العائلة أو الأصدقاء.
شاطئ المعمورة
يعد شاطئ المعمورة
من أرقى شواطئ مصر وأنقاها مياها وأجملها، ومن أكثر الشواطئ في الإسكندرية جذبا للسياحة
الداخلية من جميع أرجاء مصر، حيث تتمتع شواطئ المعمورة بخصوصية قلما تتواجد في الشواطئ
الأخرى داخل عروس البحر المتوسط.
ويجتذب شاطئ المعمورة
مئات الآلاف سنويا من المصيفين من كل محافظات مصر ومن خارج مصر، حيث إنه موقع سياحي
يتميز بالتقسيم الجيد من الداخل، وخصوصية بعض الشواطئ، وقلة الازدحام مقارنة بالشواطئ
العامة الأخرى، مع توفر العديد من الخدمات سواء المطاعم أو الكافيهات أو ملاهي الأطفال
أو الشاليهات التي تقع على البحر مباشرة وأماكن واسعة للتنزه دون ازدحام.
ويذكر أن ملاهي
المعمورة "كوتا بارك" تقع داخل شاطئ المعمورة، وذلك بعد الدخول من البوابة
الرئيسية، ثم الاتجاه يمينا بمحاذاة سور شاطئ المعمورة، وسعر دخولها 5 جنيهات فقط،
بخلاف أسعار الألعاب، حيث يبدأ سعر اللعبة الواحدة من 30 جنيها، ويصل حتى 100 جنيه
للفرد الواحد.
كما يوفر شاطئ
المعمورة غرفا لتبديل الملابس، بسعر رمزي للفرد، ويدخل الأطفال أقل من 7 أعوام
مجانا.
ومن أجمل
الأشياء التي يفعلها الزائر هي التقاط الصور الفوتوغرافية لتوثيق تلك العطلة المتميزة
في شاطئ المعمورة.
شاطئ سان
ستيفانو
ترجع تسمية الشاطئ
بهذا الاسم نسبة إلى كنيسية القديس استيفان التى بناها الكونت إيتيان، عام 1863 ولذلك
عرفت المنطقة والشاطىء بهذا الاسم وهو "سان ستيفانو"، ورغم هدم الكنيسة فى
منتصف الثمانينيات فإن المنطقة والشاطئ مازالا معروفين بهذا الاسم.
ويقع الشاطئ في
منطقة قسم الرمل، ويتميز بمياهه الزرقاء والهواء النقى، ما يساعد على الشعور بالاسترخاء
والهدوء، كما يتوفر داخل الشاطئ أكثر من ممر داخل البحر، ما يتيح فرصة التمشية بين
البحر مع الأصدقاء وأفراد الأسرة.
ويمكن ممارسة بعض
الأنشطة الترفيهية أثناء الجلوس عند شاطئ سان ستيفانو منها السباحة والتمشية مع الأصدقاء
على الشاطىء والتقاط بعض الصور التذكارية أو عقد جلسات تصوير خاصة بمناسبات معينة أو
مع بعض الأصدقاء، كما يوفر الشاطئ مكانا خاصا آمنا للعب الأطفال.
ويتوفر بجانب الشاطئ
العديد من المطاعم والكافيتريات المطلة على الشاطئ ما يتيح تناول الأطعمة والمشروبات
مع مشاهدة المناظر الطبيعية خاصة مشاهدة الشمس وقت الغروب، بالإضافة إلى المتاجر المختلفة
لشراء الاحتياجات اللازمة.
شاطئ ميامي
يتميز شاطئ ميامي
بمياهه الصافية كثيفة الزرقة ورماله النقية وهيئته الهلالية التي تشبه كثيرا شاطئ ولاية
ميامي الأمريكية والتي تستضيف عددا من الفنادق والشقق السكنية والمصيفية الفاخرة، هذا
إلى جانب موقعه القريب من أفضل مناطق الترفيه والتسوق في مدينة الإسكندرية مثل قصر
المنتزه.
وقد تغير لون البحر
من الأزرق إلى اللون الأخضر وذلك بسبب ارتفاع درجات الحرارة، الأمر الذي يؤدي إلى تكاثر
الطحالب بمياه البحر نتيجة زيادة النيتروجين والفوسفات، فدرجات الحرارة تحفز نمو الطحالب
في وجود النيتروجين والفوسفور من الفضلات البشرية.
ويمكن للزائر
بواسطة المركب الوصول إلى جزيرة ميامي وهي الجزيرة التي توجد على مقربة من شاطئ ميامي
التي ستمنحه الفرصة للاستمتاع بمنظر المياه الذي يحيط من كل الجوانب، وهي فرصة رائعة
للالتقاط بعض الصور التي لا تنسى.
شاطئ جليم
يعد شاطئ جليم
من أكثر الشواطئ التي تستقبل وافدين في مدينة الإسكندرية خاصة خلال فصل الصيف وهو من
الشواطئ القليلة المجانية في المدينة، كما أن الشاطئ يتميز بالصخور الممتدة على إحدى
جوانبه التي تتيح فرصة للزوار للجلوس عليها والاستمتاع بشكل مختلف بمياه البحر الزرقاء.
وشاطئ جليم من
أكثر الشواطئ شهرة حيث تم تصوير أغنية الفنان عمرو دياب في فيلم "آيس كريم في
جليم" علي شاطئه.
فندق شاطئ
عايدة العلمين
يقع فندق Aida Beach غرب مدينة الإسكندرية ويضم
منطقة شاطئ خاص، كما يحتوي على منطقة مسبح ذات مناظر طبيعية مجهزة بتراس مع كراسي الاستلقاء
للتشمس، وتتوفر مجموعة متنوعة من الرياضات المائية وخدمة الواي فاي المجانية في جميع
أنحاء الفندق.
ويقع فندق Aida Beach على بعد 20 دقيقة بالسيارة
من مدينة العلمين وعلى بعد 15 دقيقة بالسيارة من مدينة مارينا ويبعد مطار برج العرب
مسافة 35 دقيقة بالسيارة وتتوفر مواقف مجانية خاصة للسيارات في الموقع.
يتم تقديم وجبة
إفطار على طراز البوفيه يوميا فيما يتم تقديم المأكولات الشرقية والعالمية الانتقائية
في المساء في Verdi،
ويتم تقديم الكوكتيلات والمرطبات في بار Radames، وتتوفر خدمة الغرف على مدار الساعة.
تتوفر خيارات ترفيهية
أخرى مثل ملاعب التنس والإسكواش والسنوكر ويشتمل الفندق أيضًا على ملعب للأطفال.
يقع Aida Beach
Resort Serviced Apartments
في الساحل الشمالي في الإسكندرية ويضم شاطئا رمليا خاصا على طول سواحل
البحر الأبيض المتوسط وتشتمل على تراس شمسي وشقق واسعة مع إطلالات خلابة.
تضم جميع أماكن
الإقامة في منتجع Aida Beach
تراسا أو شرفة مطلة على الحديقة أو البحر وتحتوي جميع الشقق على غرفة
معيشة وحمام خاص.
يقع مطار برج العرب على مسافة ساعة واحدة بالسيارة من منتجع Aida Beach وتتوفر خدمة نقل المطار عند الطلب وتوفر المنشأة مواقف مجانية عامة للسيارات في مكان قريب، وذلك حسبما أشارت بوابة محافظة الإسكندرية.
المسرح الرومانى
تم اكتشاف المسرح الروماني في منطقة كوم الدكة بالاسكندرية، فكونه صغيرا لم يمنع احتفاظه بنفس هيئته على شكل اثنى عشر أنصاف دوائر ويمكن رؤية عدد من الأعمدة وأرضيات من الفسيفساء وفى الماضي كان من المحتمل تقديم كل أنواع العروض الفنية ولكن في أيامنا هذه يتم تقديم العروض الصيفية مثل عروض الموسيقى العربية التي تقدم في شهري يوليو وأغسطس
أحد آثار العصر الروماني وقد تمت إقامته في بداية القرن الرابع الميلادى
واصلت البعثة البولندية بعثها بالاشتراك مع جامعة الإسكندرية إلى أن تم اكتشاف بعض قاعات للدراسة بجوار هذا المدرج في شهر فبراير 2004، وهذا سوف يغير الاتجاه القائل بأن المدرج الرومانى هو مسرح؛ فهذا المدرج من الممكن أنه كان يستخدم كقاعة محاضرات كبيرة للطلاب، وفي الاحتفالات استخدم كمسرح .