حساء البصل من الأطعمة الفرنسية القديمة، وقد كان شائعًا منذ العصر الروماني، وعلى مر العصور كان يُنظر إليه على أنه طعام للفقراء؛ بسبب وفرته وسهولة نموه، ولكن تم تطويره في باريس عاصمة فرنسا في القرن الـ18 باستخدام مرق اللحم البقري والبصل بالكراميل، وأصبح من أشهر الأطباق التي كانت تُقدم في المطبخ الفرنسي القديم.

ويشتهر حساء البصل الفرنسي في بلاد حوض المتوسط؛ خاصة خلال فصل الشتاء؛ حيث يمنح من يتناوله الشعور بالدفء مع القليل من السعرات الحرارية، ولا يقتصر تناوله على فصل الشتاء؛ حيث يتناوله الكثيرون في جميع فصول العام؛ بفضل مذاقه الرائع.

وفي الستينيات من القرن الماضي أعادت الولايات المتحدة الأمريكية إحياء هذا الطبق وانتشاره من جديد؛ حيث أصبح من الأطباق المرغوبة لدى الكثيرين، بسبب الاهتمام بالمطبخ الفرنسي، ويعتمد هذا الطبق على البصل بشكل أساسي، وغالبًا ما يُضاف مع المقادير الخبز المُحمص والجبن ومرق اللحم وبعض التوابل الأُخرى التي تُكمل طعمه الفرنسي التقليدي.

وقد عُرف البصل منذ العصر القديم؛ حيث خلده الفراعنة من خلال الرسوم والكتابات التي ذكرته على جدران الأهرامات، وكانوا يضعونه في توابيت الموتى؛ بسبب اعتقادهم أنه يساعد الميت على التنفس حين يستيقظ في حياته الجديدة، وقد قدسه اليونانيون وجعلوه علاجًا لعدة أمراض، كما كانوا يعتقدون حول البصل العديد من الخرافات المتعلقة بالطقس؛ فكانوا يقولون إن قشور البصل الخارجية ذات اللون البني تعد مصدرا للتنبؤ بحالة الطقس؛ فإذا كانت عديدة وشفافة فهذا يعني أن الشتاء سيكون قاسيا.

وذكر بعض مؤرخي قارة أمريكا أن الهنود الحمر عرفوا البصل وتداولوه بكثرة، وكانوا يطلقون عليه اسم "شيكاغو"؛ ولذلك سميت المدينة الشهيرة "شيكاغو" على اسمه، ومعنى الاسم القوة والعظمة. 

ويتم إعداد حساء البصل الفرنسي عن طريق وضع زبدة في قدر على نار هادئة حتى تذوب وتضاف إليها شرائح البصل وتقلب ببطء حتى تذبل، ثم يضاف إليها الطحين ويُحرك حتى يذوب مع الزبدة ليكوِّنا طبقة تغلف شرائح البصل، ثم يضاف الماء والبهارات والملح ويترك الخليط على نار هادئة لمدة 20 دقيقة، وبعد شويها في الفرن تتم إضافة قطع الباغيت إليها ثم يوضع الجبن المبشور بعدها مباشرة ويتم تركها على النار لمدة 10 دقائق ثم يتم تناول الحساء ساخنا.