الزلابية حلوى محببة للكثيرين وتنتشر في العديد من الدول.. تعرف على أصلها
الزلابية من الحلويات المحببة إلى قلوب الكثيرين، وتنتشر في العديد من الدول العربية؛ مثل مصر وتونس والجزائر، بالإضافة إلى دول الشام، ويُطلق عليها العديد من الأسماء مثل "الزلابية" و"لقمة القاضي" و"اللقيمات" و"العوامات"، ويتبادر إلى الأذهان سؤال: ما أصل الزلابية؟
أصل الزلابية:
تختلف الروايات حول أصل "الزلابية"، ولكن أغلب الروايات تؤكد أن أصلها يوناني؛ حيث إنها كانت تحظى بشعبية كبيرة بين اليونانيين، وقد كانوا يتناولونها مع الآيس كريم بنكهة المستكة أو القرفة، وقد أطلق عليها اليونانيون اسم "لوكوماديس"، وهو الاسم نفسه الذي أُطلِق عليها في قبرص.
وانتقلت "لوكوماديس" من اليونان إلى دول البحر المتوسط؛ حيث وصلت إلى الإسكندرية في مصر التي كانت تنشر بها الجاليات اليونانية، واشتهر بالتفنن في صنعها المحل اليوناني الصغير "تورنازاكي" في شارع البوسطة بوسط الإسكندرية.
ثم انتشرت "لوكوماديس" في مختلف أنحاء مصر؛ حيث تفنن المصريون في تقديمها مع السكر المطحون أو العسل أو الشربات أو صوص الشوكولاتة، وأطلقوا عليها اسم "زلابية" أو "لقمة القاضي"، أما الأتراك فقد أطلقوا عليها اسم "عوامات"؛ لأن يُعَوِّمونها في مخفوق العسل السميك.
كما أن هناك بعض الروايات تقول إن الزلابية ظهرت في الأندلس على يد الفنان أبو الحسن علي بن نافع، الملقب بـ"زرياب"، وأن الاسم الأصلي للزلابية هو "الزريابية"، قبل أن يتم تحويرها مع الوقت إلى "الزلابية".
وتنسب روايات أخرى أصل الزلابية إلى العراق؛ حين أخطأ حلواني في بغداد في طهي أحد أصناف الحلويات، لكنه واصل ذلك الخطأ في الحلوى وسقاها بالعسل؛ خوفا من صاحب المحل، وحينما دخل الزبائن كان يصيح "زلَّ بي"؛ لذلك أطلق عليها اسم حلوى "الزلابية".
وهناك رواية أخرى توضح أن الزلابية ظهرت قبل زرياب، واستدلت تلك الرواية على ذلك بنظم للشاعر ابن الرومي في بغداد يتغزل فيه بالزلابية؛ حيث قال:
رأيته سحرًا يقلي زلابية.. في رقة القشر والتجويف كالقصب
كأنما زيته المغلي حين بدا.. كالكيمياء التي قالوا ولم تُصَبِ
يُلقي العجينَ لُجينًا من أناملهِ.. فيستحيل شَبابِيطًا من الذهـبِ
لكن ذلك الاستناد تم الرد عليه بأن ابن الرومي تُوفي بعد زرياب بنحو 40 عاما.
أما التونسيون فيتناقلون قصة قديمًا ورثوها عن وجود العثمانيين في تونس، أن شابًا فرَّ من التجنيد الإجباري، واستقر في بيت إحدى العائلات بالمدينة العتيقة بباجة، وقام بإحضار هذه الحلوى لهم؛ فأعجبوا بها، وطلبوا منه تعليمهم إياها، وأصبحت تلك المدينة حتى يومنا الحالي تشتهر بالجودة العالية للزلابية التي يصنعها أبناؤها.
ويتناقل التونسيون أيضا رواية أخرى تقول إن الزلابية أصلها تونسي، وموطنها الأول قرية صغيرة جنوب البلاد تدعى "غمراسن"، ومنها انطلقت الزلابية لتصل إلى جميع الدول حول العالم.
وتتعدد أشكال الزلابية وأنواعها في الجزائر؛ بحيث توجد ذات الحجم الكبير والمستطيل ومنها الدائرية الصغيرة، كما تتنوع أذواقها وألوانها بحسب مكوناتها وطريقة تحضيرها.
سر تسميتها بـ"لقمة القاضي":
يعود سبب تسمية الزلابية بـ"لقمة القاضي" إلى القرن الـ13 في العاصمة العراقية بغداد؛ حيث كان يتم تقديمها للقضاة، ويأكلونها كلما أحسوا بالجوع لتوفر عليهم الوقت؛ حيث إنها عبارة عن وجبة سريعة الالتهام.
كما أن هناك بعض الروايات تشير إلى أنها سميت بـ"لقمة القاضي"؛ لأنها كانت تُعطى للقضاة كأجر عن عملهم.
سر تسميتها بـ"اللقيمات":
توضح الروايات أن سبب تسميتها بـ"اللقيمات" هو أنه كانت هناك فتاة أحبت شابا اسمه "لقى"، وبينما كانت في أحد الأيام تقوم بإعداد تلك الحلوى في منزلها وصل إليها خبر وفاة حبيبها؛ فلما سألها أهل منزلها ماذا تطبخين؟ قالت وهي حزينة: "لقي مات"؛ فأصبح اسم هذه الحلوى "لقيمات".
.