
موكب نقل المومياوات الملكية.. مصر تبهر العالم وتؤكد ريادتها
شهدت القاهرة، السبت الماضي، حدثا تاريخيا مميزا؛ حيث تم نقل 22 مومياء فرعونية من المتحف المصري بالتحرير إلى المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط في الافتتاح الرسمي له، وذلك في موكب مهيب أبهر العالم كله.
وقد بدأت المومياوات تنتقل بالترتيب حسب العمر على عربات فرعونية، كل عربة تم تزيينها باسم الملك الذي تحمل تابوته باللغة العربية والإنجليزية والهيروغليفية، وتم تجهيز العربات بنظام تعليق ركوب هوائي لامتصاص الاهتزازات، وقد قاد الموكب الملك سقنن رع تاو الثاني الذي حكم صعيد مصر عام 1600 ق.م، وفي نهاية الموكب جاء الملك رمسيس التاسع الذي حكم مصر في القرن الـ12 ق.م.
كما تم وضع الرفات الملكية في حافظات عرض تم تعقيمها على أحدث طراز للحفاظ عليها، مع الالتزام بالمعايير الدولية لنقل القطع الأثرية.
وبدأ الموكب رحلته بطواف المومياوات حول المسلة الموجودة في ميدان التحرير، الذي تم تطويره على أعلى مستوى؛ حيث تم تثبيت مسلة الملك رمسيس الثاني -التي يبلغ ارتفاعها 19 مترا ووزنها 90 طنا- في منتصف الميدان، وهي مصنوعة من حجر الجرانيت الوردي، وتتميز بجمال نقوشها، ويحيط المسلة 4 كباش ونافورة 3 مستويات مدرجة وحولها النباتات وأشجار الزيتون، كما تم طلاء العقارات التراثية المطلة على ميدان التحرير بشكل رائع ومنظم، وتم وضع منظومة إنارة على أعلى مستوى.
بعد ذلك تحرك الموكب على طول نهر النيل ومصر القديمة حتى وصل إلى المتحف القومي الجديد للحضارة المصرية، واستقبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي المومياوات في مقرها الدائم الجديد في الفسطاط.
وقد رافق المومياوات في الموكب 60 دراجة نارية و150 حصانا وفرقة موسيقية فرعونية بقيادة المايسترو المصري نادر عباسي.
وجذب هذا العرض -الذي استمر نحو 40 دقيقة- أنظار العالم كله؛ حيث تم بثه عبر أكثر من 400 قناة تلفزيونية محلية وعالمية، في وجود نحو 200 مراسل أجنبي، وتمت ترجمته إلى 14 لغة.
وعلى مدار ساعتين تمت إقامة احتفالية رائعة طغت عليها الطقوس الفرعونية وقدمها العديد من الفنانين المشهورين؛ أبرزهم خالد النبوي ومنى زكي وأحمد حلمي ويسرا وكريم عبد العزيز وأحمد عز ونيلي كريم وهند صبري؛ حيث قدموا مجموعة من العروض الفنية التي صاحبت الموكب الملكي تضمنت موسيقى وأغاني باللغة المصرية القديمة، وأفلاما وثائقية عن أشهر المناطق الأثرية في مصر؛ حيث قدمت لمحة عن حضارة مصر العريقة الممتدة منذ أكثر من 7 آلاف سنة.
وتميزت إطلالة الفنانين بالطابع الفرعوني؛ حيث ارتدوا الملابس الفرعونية التي تحاكي ملابس المصريين القدماء والتي تتميز باللون الأبيض الناصع والذهبي والأزرق.
وعلق الدكتور زاهي حواس، وزير الآثار المصري الأسبق، على الموكب قائلا: "هذا الحدث أهم حدث ثقافي سياحي أثري في القرن الـ21؛ حيث بثت 400 قناة تلفزيونية هذا الحدث؛ ما جعل العالم كله يشاهد روعة الحضارة المصرية".
وأشار إلى أن هذا الحدث يمثل دعاية كبيرة جدا للسياحة في مصر، مؤكدا ثقته بأن السياحة المصرية ستعود بقوة في شهر أكتوبر المقبل؛ حيث شاهد العالم أن مصر في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي آمنة، لافتا إلى أن الـ22 مومياء سفراء لعودة السياحة إلى مصر.
وتفاعل العديد من الفنانين مع هذه الاحتفالية الرائعة وأبدوا إعجابهم الشديد بها؛ حيث نشر الفنان محمد صبحي، عبر صفحته الرسمية على "فيس بوك"، صورة له وهو يجسد شخصية "إخناتون" وعلق عليها قائلا: "نتشرف بحضارتنا فجر الضمير، الحضارة الفرعونية"، كما قال: "أنا فخور كمصري، أول مرة مصر تخاطب العالم ولا تخاطب نفسها فقط، وما حدث في هذه الاحتفالية لا تستطيع أي دولة في العالم أن تصوره لو كانت تملك نفس حضارة مصر".
ونشر الفنان حسين الجسمي، عبر حسابه الرسمي على "تويتر"، صورة لميدان التحرير خلال الموكب وعلق عليها قائلا: "يا حتة من قلبي"، بينما نشرت الفنانة كندة علوش، عبر صفحتها الرسمية على "تويتر" تغريدة لها قائلة: "هذا اليوم سيذكره التاريخ والعالم كله سيشهد.. حدث تاريخي عظيم واستثنائي ليذكر العالم بأن مصر منبع الحضارات وأم الدنيا، شكرا لكل القائمين على هذا الفعالية العظيمة ولكل شخص بذل مجهودا ليظهر هذا الحدث على أكمل وجه".
كما نشر الفنان محمد هنيدي، عبر حسابه على "تويتر"، صورة من كواليس نقل المومياوات، قائلا: "مصر محط أنظار العالم من جديد، مصر تصنع التاريخ وتبهر العالم من جديد".
ومن المقرر أن جميع المومياوات الملكية ستخضع للترميم في المختبر الحديث بالمتحف لمدة 15 يوما تقريبا؛ استعدادا لواجهات العرض الجديدة في قاعة المومياوات الملكية المزينة على شكل "وادي الملوك" وهي المنطقة التي تضم قبورهم الأصلية؛ حيث سيتم فتح قاعة المومياوات الملكية للزوار يوم 18 إبريل، تزامنا مع يوم التراث العالمي.
وضمن خطط الترويج لافتتاحه، أعلن المتحف القومي للحضارة المصرية تقديم خصم لجميع الزوار بنسبة 50% على أسعار تذاكر الدخول إلى قاعة المعارض المركزية في الفترة من 4 إلى 17 أبريل، كما أتاح لوسائل الإعلام المحلية والدولية الفرصة لتصوير القطع الأثرية داخل قاعة العرض المركزية مجانا أمس الأول وأمس .
.