الحواوشي أكلة يحبها الكثيرون لسهولتها وطعمها اللذيذ.. تعرف على أصلها
الحواوشي هو أكلة من الأكلات الشعبية المشهورة التي يفضلها المصريون ويحبونها ويحرصون على تناولها، كما أن النساء المصريات كثيرا ما يبحثن عنها ويقُمن بطهيها؛ لتميزها بسهولة التحضير والطعم اللذيذ وتوافر اللحم بها.
ويتكون الحواوشي من العيش البلدي الذي يتم حشوه باللحم المفروم الممزوج بالبصل المبشور، وتضاف إليه البهارات الحارة التي تجعل مذاقه لذيذا جدا وتجعل مَن يأكله لا يكتفي برغيف واحد فقط.
وتختلف طريقة عمل الحواوشي في محافظات مصر، ولكن الاختلاف ليس كبيرا؛ حيث إن المكون الأساسي لطهيه هو وضع اللحم في الخبز مع وضعه في الفرن، ولكن الفرق هو أن أهل القاهرة وجميع محافظات مصر يطهون الحواوشي عن طريق إضافة اللحم المفروم في العيش مع إضافة التوابل، أما أهل الإسكندرية فيختلفون في أنهم يطهون الحواوشي عن طريق عمل عجينة خاصة -بدلا من الخبز- ويضعون فيها اللحم المفروم والمتبل بالبصل مع الفلفل الأسمر والبقدونس وجوزة الطيب، ويضيف البعض الشطة والفلفل الحار بكثرة ثم يدخلونها في الفرن، وهذا النوع يُطلق عليه اسم "الحواوشي الإسكندراني"، وتعد قرية العزيزية في مصر من الأماكن الشهيرة بصناعة الحواوشي.
أصل الحواوشي وسبب تسميته:
يتبادر إلى الأذهان سؤال حول الحواوشي.. كيف عرفه المصريون؟ وكيف خرج لنا؟ وما سبب تسميته؟ والجواب عن تلك الأسئلة يكمن في السطور التالية..
تشير الدراسات إلى أن الحواوشي ظهر لأول مرة عام 1971 في قلب العاصمة المصرية القاهرة، وتحديدا في منطقة وسط القاهرة في "سوق التوفيقية"؛ حيث كان هناك جزار بسيط يسمى محمد الحواوش يقف على عربة صغيرة ويقوم بملئها بالعديد من أرغفة العيش المليئة باللحم والساخنة بفضل طهيها في الفرن، وكان لهذا الجزار الفضل في معرفة المصريين لأكلة الحواوشي؛ لذلك فقد كرمه المصريون وقاموا بتخليد تلك الوجبة باسمه وهو "الحواوشي".
ومنذ ذلك الوقت انتشرت تلك الأكلة في مختلف أنحاء مصر بفضل ذلك الرجل، ثم تفنن المصريون في تقديمها وجددوا فيها وأضافوا إليها بعض المكونات ولكن مع الاحتفاظ بشكل الحواوشي الذي عُرف به منذ البداية؛ حيث قام البعض بتقديمها مع إضافة الموتزاريلا إليها، كما قام آخرون باستبدال الكبدة بدلا من اللحمة وعملوا "حواوشي كبدة".
وبعد وفاة محمد الحواوش تخصص أحد المحلات في محافظة الشرقية في عمل الحواوشي؛ فأصبحت قرية العزيزية التابعة لمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية مشهورة بالحواوشي اللذيذ؛ حيث أصبحت أيقونة لطهي الحواوشي في مصر كلها، ويفد إليها الراغبون في تناوله من السياح العرب والأجانب.
كما تشير بعض الدراسات الأخرى إلى أن أصل الحواوشي يعود إلى قرية "الحواويش" بمحافظة سوهاج المصرية بلد أنور الحواوشي الذي قام بافتتاح محل جزارة عام 1935 في العتبة أثناء دراسته في الأزهر الشريف، وبعد عودته من الجامعة كان يضع اللحم المفروم داخل رغيف بلدي ويدخله الفرن ويتناوله باعتباره طعاما للغداء.
وفي أحد الأيام قام أنور الحواوشي بدعوة الشيخ المراغي والشيخ الجمال لتناول الغداء معه في المحل وقدم لهم ذلك الرغيف؛ فأعجبا به بشدة وترددا عليه عدة مرات لأكله، ثم قاما باصطحاب أصدقائهما أيضا ليأكلوا ذلك الرغيف الذي أطلقوا عليه اسم الحواوشي؛ نسبة إلى أنور وقريته.
وبعد ذلك أغلق أنور محله في العتبة، وافتتح محل الحواوشي الشهير بالتوفيقية الذي ما زال حتى الآن متميزا بالطعم الجميل والخلطة السرية ونسبتها المختلفة من اللحوم والبصل والبهارات والخلطة التي لا يعلمها إلا أصحاب المحل من أبناء وأحفاد أنور، حتى الصنايعية أنفسهم الذين يعملون في المحل لا يعرفون سر الخلطة.
ومن أشهر رواد المحل قديما يوسف وهبي وأم كلثوم وأنور وجدي وتحية كاريوكا، كما أن جروبي كان من أشهر المتعاملين مع قسم الجزارة بالمحل في فترة سبعينيات القرن الماضي.
انتشار الحواوشي من مصر إلى الدول العربية:
انتقل الحواوشي من مصر إلى العديد من الدول العربية مثل بلاد الشام الذين قاموا بعمل الحواوشي من عيش الصاج، كما قامت بعض الدول الأخرى بطهي الحواوشي مع إضافة الصلصة إلى اللحم، أما في الجزائر فقاموا بطهيه مع شوربة اللحم وسلطة الزبادي وأطلقوا عليه اسم "المحاجب".
.