
سقنن رع تاو أول من بدأ حرب التحرير ضد الهكسوس
يُعَد الملك "سقنن رع-تاو" من أشهر الملوك في العصر الفرعوني، وقد كان في مقدمة موكب نقل المومياوات الملكية من ميدان التحرير إلى متحف الحضارة المصرية بالفسطاط؛ حيث إنه أكبرهم سنا.
كان للملك "سقنن رع-تاو" تاريخ حافل من البطولات والتضحيات في سبيل الدفاع عن مصر؛ حيث إنه أول من بدأ القتال الفعلي -حين كان أميرا لطيبة- لتحرير مصر من احتلال الهكسوس، الذين تسلطوا على مصر بعدما تغلبوا على الرؤساء وأحرقوا المدن بشكل وحشي وأزالوا المعابد من أساسها، وساروا في معاملة الأهليين بكل قسوة؛ حيث قتلوا بعض الرجال وسبوا نساء وأطفالا كثيرين، وقد قدم روحه فداء لتحرير مصر من هذا الاحتلال الذي أنهاه ابنه أحمس الأول.
تم اكتشاف جثمانه في خبيئة الدير البحري عام 1881م قبل الاحتلال البريطاني لمصر بعام واحد، حيث نُقل رفاته من خلال رفاص في نهر النيل بالصعيد، وقد تم إجراء عدة أبحاث عليه أثبتت أنه مات وهو يدافع عن وطنه رغم ما تعرض له من التعذيب الوحشي على يد أعدائه؛ حيث قام الأثري "يوجين جريبولت" بفك لفائف مومياء الملك سقنن رع ليكشف أن حالة جسده سيئة جدا؛ فهو مليء بالجروح خاصة الجمجمة؛ ما يوحي بعملية تمثيل ووحشية.
كما أثبت يوجين جريبولت أن جسد الملك سقنن رع به جرح في الجبهة بواسطة بلطة (هكسوسية على الأرجح) استنادا إلى الأدلة الأثرية لأسلحة الهكسوس، كما يوجد في رقبته جرح بواسطة خنجر، أما يده فلا توجد بها أي جروح، وهو ما يشير إلى أنه لم يستطِع الدفاع عن نفسه وقت الوفاة.
وفى عام 2009 تم فحص جثمان الملك سقنن رع مرة أخرى، وأثبت الفحص أن عملية التحنيط كانت غير جيدة على الإطلاق وعلى عجالة؛ حيث إن المخ لم تتم إزالته من الجمجمة كما هو متعارف عليه في تقاليد التحنيط عند المصريين، وهو ما يؤكد وفاته في ظروف غير تقليدية في ساحة معركة حربية، وقيام الكهنة بإخفاء جثته بعد تحنيطها علي عجالة في مقابر الدير البحري.
وبعد مقتل سقنن رع تولى النضال ابنه الملك كامس أحد أبطال التحرير الذي لم يتم العثور على موميائه حتى الآن، وبعدها تولى ابنه الآخر أحمس البطل الذي خلده التاريخ بعد نجاحه في طرد الهكسوس من مصر وتأمين حدود مصر وتكوين جيش قوي حمى مصر من الأخطار.
.