الهريس.. وجبة الإماراتيين المفضلة في رمضان
تُعتبر الهريس أو الحنطية أو القمحية أو سيد المائدة أحد أشهر الأطباق العربية الآسيوية التي لا تفارق المائدة حتى أنها من الأكثر شعبية بين الأكلات في دول الخليج، خاصة الإمارات التي تعتبر هذه الوجبة هي المفضلة في رمضان وفي المناسبات المختلفة.
الهريس عبارة عن طبق من القمح المغلي المهروس أو المطحون المخلوط باللحم، ويكون متماسكًا وغليظًا ويتم إعدادها في شهر رمضان المبارك والأعياد والمناسبات السعيدة كالزواج وعيد الفطر والأضحى وغيرها من المناسبات المختلفة، فهي وجبة دسمة وتشعر بالشبع لأنها تحتوي على الألياف والبروتينات.
في الإمارات تعتبر الهريس هي الوجبة المفضلة في رمضان حيث يتم تناولها في الإفطار وتكون عنصر أساسي في السحور، حيث إنه يتم إعدادها بطرق كثيرة لكن تبقى الأشهر والأجمل هي الهريس الإماراتي التي تشتهر بهاالإمارات بل وتنتشر في كل العالم.. لكن ما هي قصتها؟
تاريخ وجبة الهريس
على الرغم من الشهرة الكبيرة التي تتمتع بها وجبة الهريسفي الإمارات ودول الخليج إلا أنه لا يعرف مكان أو حقبة التي نشأت فيها، حيث يذكر المؤرخون أن تاريخ هذا الطبق يعود إلى القرن السابع عشر الميلادي، حيث ظهرت في شبه الجزيرة العربية وانتقلت إلى الهند وتقبلها المجتمع الهندي وأضاف إليها مكونات أخرى ثم انتقل من جنوب الهند إلى تجار المسلمين العرب بعد ذلك.
هذه الوجبة التي تعتبر من أهم الوجبات لها مكانة عند المسلمين بصفة خاصة وذلك لأنه ورد عن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) أنه أكل وجبة الهريسة حيث كانت تسمى في ذلك الوقت بـ«الدليم»، لكن قبل إضافة المكونات والبهارات الهندية لها.
وبعد انتقال هذه الوجبة من الهند إلى العرب كان يقتصر تناولها على الأغنياء وفي المناسبات فقط، حيث تطبخ وتوزع، ولكن مع التطور البشري أصبحت أكلة شعبية كبيرة في الخليج العربي، وبالتحديد في دولة الإمارات؛ بل وأصبحت من الوجبات المفضلة في رمضان.
مكونات الهريس الإماراتي
يتكون الهريس الإماراتي من القمح المجروش واللحم الخالص بدون عظم، ومن الممكن أيضًا أن يتم إعداده بالدجاج أيضًا، ثم يضاف إليه الكثير من البصل والكمون المطحون والماء والملح، فهو من أكثر الأطباق الشعبية في الإمارات.
العادات والتقاليد مع الهريس الإماراتي
ارتبط الهريس الإماراتي لدى بعض القبائل أو الطوائف بمناسبات معينة يتم إعدادها فيها، مثل الطهور أو ختان الأولاد، أو ختم القرآن الكريم، كما أنه يطبخ الهريس للنذور.
والهريس في المناسبات يتم إعداده في قدر كبير يكفي الأسرة والجيران والأصدقاء، ومن أشهر المناسبات التي يتم إعداده فيها هي أربعين المولود احتفالا بإكماله 40 يومًا، ونظرًا لارتباطه بمناسبات كثيرة في عادات الشعب الإماراتي أصبح الوجبة المفضلة إليهم.
ومع قدوم شهر رمضان المبارك تجتمع النساء ويضعن الحبوب في المنحاز (وعاء أسطواني خشبي) يبلغ طوله متر تقريبًا ومجوف من الداخل، وتبدأ معها عملية ضرب الحبوب حتى تصل إلى مرحلة تكسير وطحن الحبوب من أجل إعداد الهريس الإماراتي، وعلى الرغم من أنها عملية شاقة إلا أنها أصبحت عادة لدى النساء في رمضان باعتبار أنها الوجبة المفضلة في رمضان.