المكمورة.. قصة طبق المناسبات والأفراح في الأردن
تُعد المكمورة هو أحد الأطباق الأكثر شهرة في الوطن العربي؛ فهي الوجبة الشعبية الأولى للمواطنين في الأردن والتي أخذت شهرة ومعرفة كبيرة بين المواطنين في الأردن ومنه انتشر في كل أنحاء الوطن العربي باعتباره الأكلة الشعبية الأشهر في المملكة الأردنية دون معرفة قصة هذا الطبق الشهير.
المكمورة من الأكلات الشعبية القديمة ظهر على مدار التاريخ بين السكان المتواجدين في المناطق الريفية المتواجدة شمال الأردن، مثل: بيت راس، وملكا، ومرو، وبيلا، وحرث، والمنصورة، وشمال إربد، وغيرها من المناطق الذي ظهر هذا الطبق فيها، حيث كانت يقدم في المناسبات المختلفة، ولكن مع الوقت انتشرت هذه الوجبة بين سكان الأردن بصورة كبيرة وأصبحت هي الأكلة الشعبية الأولى، ومن ثم حصلت على شهرة عالمية في كل الدول تعرف بأنها الوجبة الأردنية الشهيرة.
تاريخ المكمورة
ارتبطت المكمورة في الأردن بالمناسبات والاجتماعات الأسرية والأعياد لكن بدايتها كانت مع منذ قرون طويلة، حيث كانت ترتبط بمواسم حصد الزيتون وإعداد زيت الزيتون في شهر نوفمبر من كل عام لأنها تعتمد على هذا الزيت في الطهي، ولذلك فقد ارتبطت هذه الوجبة بفصل الشتاء كما أنها تعتمد على العجين والدجاج ولذلك تعطي شعور بالدفء لكل من يتناولها.
وعلى الرغم من أنها مناسبة لجميع فصول السنة؛ إلا أن ارتباطها بموسم الشتاء جاء لأسباب كثيرة أبرزها أنها ظهرت مع موسم زيت الزيتون باعتبار أنها تعتمد على زيت الزيتون البلدي خاصة الجديد من أجل إعدادها، كما أنها تمد الجسم بالطاقة، ولكنها في بعض الأحيان تتسبب في الإصابة بنزلات البرد ويمكن أن تؤدي إلى الاضطرابات المعوية المصاحبة لنزلات البرد لمن لا يستطيع تحملها، خاصة إذا كان يجربها لأول مرة وغير معتاد عليها، أما الذين يأكلونها فهي تمدهم بالطاقة والشعور بالدفء خلال فصل الشتاء.
المكمورة والأفراح
على الرغم من أن المكمورة اشتهرت كثيرًا في الأردن خلال موسم الشتاء؛ إلا أن الشعب الأردني دائمًا ما يحب التجمع والاحتفال؛ ولأنهم يحبون هذه الأكلة كثيرًا بدأت أن تكون متواجدة على طاولة الطعام لديهم في المناسبات الهامة والأعياد وليس في موسم زيت الزيتون فقط؛ لتتحول هذه الأكلة من وجبة موسمية في الشتاء وموسم الزيتون إلى تناولها طوال السنة وفي المناسبات المختلفة.
هذه الوجبة الرائعة والتي تتميز بمذاقها الرائع الذي لا يقاوم جعل الشعب الأردني يضعها في طاولة مناسبات الأفراح باعتبار أنها أكله غالية وتحتاج إلى تكلفة كبيرة، وهو ما أدى إلى ظهورها بكثرة في الأفراح وبدأت تنتشر في كل المناطق بالمملكة الأردنية بإعدادها في الأفراح لتصبح من الأساسيات في المناسبات وتشتهر بين كل أرجاء العالم بأنها وجبة المناسبات والأفراح في الأردن.
طريقة تحضير المكمورة
تتكون المكمورة من الطحين الذي يتحول إلى العجين مع البصل المهروس وزيت الزيتون والدجاج على شكل طبقات كثيرة وهي ما تسمى المكمورة الأردنية، والذي تم تطويرها بعد ذلك إلى إعدادها بطرق مختلفة لكن تبقى أقدمها وأشهرها الأردنية.
وتعتمد على طحين القمح بدون خميرة وزيت الزيتون والبهارات المختلفة، بالإضافة البصل حيث يتم قليه في زيت الزيتون بعد فرمه جيدًا، ثم يضاف إليها البهارات والهيل، ثم يفرد العجين ويرش عليه طحين القمح وزيت الزيتون ويوضع بداخله البصل المفروم المحمر وقطع الدجاج، ثم توضع فوقها قطعة أخرى من العجين، ويوضع فوقها أيضًا البصل المفروم والدجاج وتكرر هذا الأمر حتى الحصول على طبقات.
وبعد ذلك تغطى بالقصدير وتدخل الفرن على درجة حرارة متوسطة لفترة كبيرة، وبعدما تنضج يتم قلبها في وتوضع في طبق كبير وتقدم ساخنة ولذيذة.
وتعتبر المكمورة من أكثر الأكلات اللذيذة التي يحبها الشعب الأردني بصفة خاصة والشعب العربي بصفة عامة، لذلك اشتهرت في كل الدول العربية وأصبحت هناك طرق كثير يتم تحضيرها بها، لكن تظل الطريقة الأردنية الأشهر على الإطلاق.
المكمورة في المطبخ العالمي
تعتبر المكمورة من أكثر الوجبات الشعبية في الوطن العربي، حيث انتشرت بين العديد من البلدان، وحصلت على تقييمات كبيرة ما جعلها تندرج ضمن أكثر الأكلات شعبية في المطبخ العالمي، ولكن يظل الأصل فيها كان من خلال الأردن وأشهر طريقة للطهي هي المكمورة الأردنية.
.