سلطة الفتوش.. صدفة عجيبة وراء ظهور الطبق الأشهر في بلاد الشام
أنواع كثيرة من الخضار مع بعض الخبز المحمص ودبس الرمان.. هذا ما يشكله طبق سلطة الفتوش الأشهر في بلاد الشام والذي أصبح الأكثر انتشار في البلاد العربية بعد ذلك.
ارتبطت سلطة الفتوش ببلاد لبنان وسوريا وفلسطين، فيما اختلف البعض حول أصله، حيث يقال إنه ظهر في فلسطين وأطلق عليه «أبومليح»، فيما أدعت تركيا أنه طبق تركي ظهر من خلال كلمة «فتوش» والتي هي اسم الدلع لـ«فاطمة»، فيما يذهب أخرون إلى الأصل الأكثر شهرة وهو ظهوره في لبنان وسمي «فتوش» نسبة للعائلة التي تبنته، لكن الأكيد أنه ارتبطت ببلاد الشام.
يتكون طبق الفتوش من قطع كبيرة من الخيار والطعام بالإضافة إلى مجموعة من الخضار وقطع الخبز المحمص أو المقلي مع القليل من عصير الليمون وزيت الزيتون ودبس الرمان للحصول على مزيج يكون سلطة الفتوش اللذيذة، لكن ما هي قصة هذا الطبق الشهير؟
تاريخ طبق الفتوش
على الرغم من أن طبق الفتوش اشتهر بين المواطنين في البلدان العربية؛ إلا أن المفارقة أنه في البداية ارتبط ظهوره بالطائفة المسيحية وفترة الصيام لديهم عبر صدفة عجيبة، ففي شهر مارس من عام 1862 هرب عدد من المسيحيين من منطقة جبل لبنان بسبب المذابح التي تعرضوا لها، واستقروا في مدينة زحلة عند دارة آل السكاف وآل فتوش الذين كانوا من إقطاعيي المدينة.
وبدأت قصة ظهور الفتوش عندما قام أهالي هذه المدينة بإعداد مائدة معمرة بالأطعمة المكونة من اللحوم والطيور، ليفاجئ الجميع أن أهل الجبل كانوا قد نذروا الصوم قبل الهروب إلى المدينة، لذلك لم يتمكنوا من تناول اللحوم والطيور، وأخذ الضيوف في تناول السلطات التي تحتوي على الخضار المتواجدة مع الأطعمة ولكنه نظرًا لأن السلطة كانت قليلة أخذ بعض الضيوف يغمسون الخبز بالخضار ويأكلون، فقال أحد الحاضرين من آل السكاف وهو يضحك لصاحب المنزل: «تفتوش شوف ضيوفك يأكلوا السلطة بالخبز.. هذه أكلة جديدة» وأطلق هذه الاسم على هذه الوجبة التي ظهرت عن طريق الصدفة.
ومع الوقت أصبحت هذه الوجبة الرسمية للمسيحيين في الصوم الكبير بمدينة زحلة، لكن اختلاط المسيحين مع المسلمين في لبنان جعل الأقباط يعدون هذه الوجبة ويقدمونها للمسلمين خلال صوم رمضان لتكون متواجدة على مائدة كل الناس خلال فترة الصوم.
بمرور الوقت انتشرت هذه الوجبة من مدينة زحلة إلى كل أرجاء لبنان لتُصنف كطبق خفيف يتم تناوله في بلاد الشام، ويضاف إليه بعض الأشياء الأخرى مثل دبس الرمان وزيت الزيتون ويصبح طبق الفتوش بصورته الحالية، ولكن مع الوقت والانفتاح بين الدول العربية بدأ أهالي الشام يعدون هذا الطعام في الدول العربية المختلفة حتى عرفه العرب ولكن ظل مرتبطاً بمطبخ بلاد الشام.
الفتوش في تركيا
رواية أخرى تتحدث عن أصل طبق الفتوش تعود إلى تركيا، حيث إن كلمة «فتوش» هي اسم الدلع لفاطمة في اللغة التركية، وقد كانت هذه الكلمة تطلق على إمرأة بخيلة وتتطفل على جيرانها وتتعمد زيارتهم في وقت الإفطار خلال شهر رمضان من أجل أن يستحي منها الجيران ويدعونها لتناول الطعام؛ إلا أن أحد الجيران ابتكر طريقة عندما علم بقدومها فخبأ الطعام ولم يترك إلا السلطة والخبز، ولكنها عندما حضرت إلى جيرانها لم تترك هذا الطعام وتناولت السلطة بالخبز ليُعرف هذا الطبق باسمها ويتم تداوله بين الناس وإعداده لكل ضيف ثقيل عندما لا يريدون إعداد الطعام إليه.
فوائد سلطة الفتوش
تُعتبر سلطة الفتوش من الأطعمة التي تتمتع بفوائد كثيرة عند الاستمرار على تناولها، أبرزها أنه يساعد في تحسين أداء الجهاز الهضمي وحل مشكلة الإمساك لاحتوائها على عدد كبير من الألياف.
كما أنها تساعد على خسارة الوزن والتحكم فيه لاحتوائها على عدد سعرات حرارية قليل مقارنة بباقي الأطعمة، فيما يعمل تناول سلطة الفتوش بشكل مستمر على زيادة معدل التمثيل الغذائي في الجسم من خلال تحويل الطعام إلى كمية كبيرة من الطاقة التي تمد جسم الإنسان وتحسن من أداءه لأنشطته اليومية.
أيضًا يكون لطبق الفتوش مزايا قوية في نعومة البشرة ونضارتها لاحتوائها على فيتامين E الذي يؤثر مباشرة على البشرة، ويجعلها نضرة وخالية من التجاعيد.
الفتوش في المطبخ العالمي
ينصف طبق الفتوش في المطبخ العالمي باعتباره طبقًا خفيفًا يحتوي على الخضار وهو «شرق أوسطي» لأنه لاقى رواجًا واسعًا بين شعوب الشرق الأوسط بدأها من بلاد الشام ليصبح على كل الموائد في دول الشرق الأوسط.
.