
مصر.. اكتشاف مجموعة آبار مياه طريق حورس المفقودة التي ترجع إلى العصور الفرعونية
أعلنت البعثة الأثرية المصرية التي تعمل في منطقة تل الكدوة شمال سيناء، برئاسة مدير منطقة آثار شمال سيناء ورئيس البعثة رمضان حلمي، أنها نجحت في اكتشاف مجموعة آبار مياه طريق حورس المفقودة، التي ترجع إلى العصور الفرعونية.
وبحسب البيان الذي نشرته وزارة السياحة والآثار المصرية، عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"؛ فإن ذلك يأتي ضمن مشروع تنمية سيناء 2021-2022.
من جهته قال الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار المصري، الدكتور مصطفى وزيري، إن تلك المرة تُعَد الأولى التي يتم فيها الكشف عن آبار للمياه بالمنطقة من العصور الفرعونية؛ حيث تشير الأدلة العلمية إلى وجودها؛ حيث نُقشت في عصر الملك سيتي الأول على جدران معبد الكرنك.
وأضاف أن عدد الآبار المكتشفة يبلغ عددها 5 آبار، تقع خارج أسوار قلعة تل الكدوة، في منطقة تتميز برمالها الصفراء، كما أن الشواهد تشير إلى أنه تم تدميرها وردمها عن عمد، إلا بئر واحدة فقط، حتى لا يستخدمها الغزاة خلال وقت الغزو الفارسي.
وفي السياق نفسه قال رئيس قطاع الآثار المصرية بالمجلس الأعلى للآثار، الدكتور أيمن عشماوي، إن البئر الوحيدة التي نجت كانت قد بُنيت بطريقة غير تقليدية؛ حيث تم حفرها في الرمال الصفراء، ووضع حلقات من الفخار فوق بعضها البعض داخل البئر، يبلغ قطر الواحدة منها متر تقريبا، وبها 3 فتحات جانبية تساعد على النزول والصعود من البئر، وقد قامت البعثة بالحفر والنزول به مسافة تزيد قليلا على 3 أمتار، أسفرت عن العثور على 13 حلقة فخارية، والعديد من الأواني الفخارية ترجع إلى عصر الأسرة الـ26، العصر الصاوي.
وعن نتائج أعمال حفائر البعثة داخل الحصن، قالت رئيس الإدارة المركزية لآثار الوجه البحري، الدكتورة نادية خضر، إنها أسفرت الكشف عن أحد المخازن الذي يبلغ طوله نحو 12 مترا وعرض 4 أمتار، وفي منتصفه يوجد العديد من الأواني الفخارية تم وضعها فوق بعضها والتي كانت تستخدم مصارف للمياه وهذه الطريق معروفة ومتداولة خلال العصر الصاوي.
وعثرت البعثة أيضا على بقايا أفران، من منتصف العصر الصاوي، يرجح أنها ورشة لصهر خام النحاس؛ حيث تم العثور على أجزاء من سبائك النحاس على أشكال دائرية، بالإضافة إلى أجزاء من منفاخ من الفخار كان يستخدم في عمليات الصهر.
وأكد مدير عام آثار سيناء، الدكتور هشام حسين، أن تل الكدوة هو أحد أهم مواقع العمارة العسكرية المصرية خلال عصر الأسرة الـ26 "العصر الصاوي" في شمال سيناء؛ حيث إن البعثة المصرية كشفت عن بقايا قلعتين بالمكان تؤرخ أحداهما بعصر الملك بسماتيك الأول.
ومن المعروف أن طريق حورس الحربي من أقدم الطرق في سيناء ويربط بين مصر وفلسطين بطول 220 كيلومترا، وعرف في النصوص المصرية الفرعونية منذ عصر الدولة القديمة باسم "طريق حورس"، ويعد نقش الملك سيتي الأول بمعبد الكرنك هو المصدر الرئيسي الذي يشير إلى وجود سلسلة من القلاع العسكرية وآبار المياه بطول الطريق، حيث صور نقش الملك سيتي الأول أمام كل قلعة من قلاع طريق حورس بئر مياه، وأطلق المصريون القدماء خلال عصر الدولة الحديثة تسميات محددة على كل قلعة وبئر مياه من آبار طريق حورس الحربي القديم.
.