أكاراجي.. أكلة برازيلية شهيرة أصلها مرتبط بـ«تجارة العبيد»
أكاراجي أو (Acaraje) بالبرتغالية، هي أكلة برازيلية تقليدية شهيرة، ينجذب إليها السيُاح من كل دول العالم خلال زيارة البرازيل، خاصة أنه لا يمكن الحصول عليها إلا في هذه البلاد فقط.
الأكلة البرازيلية الشهيرة، هي عبارة عن كرات مقلية مصنوعة من الفول المطحون والبصل والملح يتم وضعها في الزيت ويتم تناولها ساخنة، وتعبتر من أكثر المأكولات الشعبية التي تُباع في شوارع البرازيل ويتناولها السيُاح القادمين إلى هذه البلاد.
في شوارع ساو باولو المدينة البرزايلة الشهيرة ينتشر الباعة الذين يعدون أكلة الأكاراجي، لكن أصلها يعود إلى ولاية باهيا في شمال شرق البرازيل، لكن أصل هذه الأكلة لم يكن من قارة أمريكا الجنوبية من الأساس؛ بل يعود إلى أدغال إفريقيا، حيث كانا أصلها مرتبط بتجارة العبيد.. فما هي قصة هذا الطبق الشعبي الشهير؟
أصل طبق أكاراجي
«للحصول على أكاراجي جيد.. يجب أن تكون مواطنًا من باهيا».. هذا الجملة التي تشتهر على لسان سكان البرازيل وتثبت أن هذه الوجبة تعود في أصلها إلى الولاية الشمالية الشرقية؛ بل وارتبطت بسكان مدينة سلفادور في ولاية باهيا الذين يجيدون مزج مكوناتها من الفول المطحون والبصل والملح والبهارات المختلفة.
ومع ذلك فإن هذه الوجبة لم يكن أصلها في هذه المدينة، إنما تعود في الأصل إلى غرب إفريقيا، حيث تُعرف في القارة الإفريقية باسم (أكارا)، وتنتشر في المناطق المختلفة بالقارة الخضراء، كما أنها تُعرف في شمال نيجيريا باسم (بكوساي)، بينما تُعرف في غانا باسم (كوس).
أكاراجي وتجارة العبيد
خلال فترة تجارة العبيد التي كانت من ساحل غرب إفريقيا إلى البرزيل من أجل العمل على قارة أمريكا الجنوبية، جلبوا معهم ثقافتهم الإفريقية حتى في الطعام، وكانت الأكلة الأكثر شعبية تعرف باسم (أكارا) ومنتشرة كثيرًا في نيجريا وسيراليون، حيث كان شعب الهوساوة في نيجريا وغانا وسيرليون يعدون هذه الوجبة باعتبارها إفطار شعبي يؤكل مع الخبز ويعطي شعور بالشبع والطاقة.
وتعتبر جزء من ثقافة الشعب الإفريقي، حيث كان يتم إعدادها خصيصًا على روح الميت ممن بلغ 70 عامًا، ومكونة من الفول المطحون المزروع في الغابات، ثم يتم قليها في زيت النخيل وتوزع على جميع الأسر القربية من المتوفى.
مع الوقت انتشرت وأصبحت شعبية، فكانت قبائل إفريقيا تُعد هذه الأكلة عند عودة المحاربين المنتصرين من الحرب، حيث تقوم النساء من زوجات المحاربين بقليها وإعدادها للمحاربين لأنهم يكونوا جائعين ويريدون طعام يُعطي شعورًا بالشبع وهذه كانت أسهل شئ لأن كل مكوناتها من الطبيعة.
أكاراجي في البرازيل
مع انتقال أفراد القبائل الإفريقية إلى البرازيل خلال فترة تجارة العبيد، كانوا يعدون هذه هذه الأكلة، وساعدتهم الطبيعة الاستوائية في أمريكا الجنوبية على زراعة الفول، وبالتالي وفرت لهم فرصة في إعداد الوجبة المُفضلة إليهم بكل سهولة حتى يشعرون بالشبع.
مع الوقت انتشرت كثيرًا وأصبح يتناول الأكاراجي سكان البرازيل من كل الفئات وظهر أشخاص يعدونها ويبيعونها خلال القرن التاسع عشر في ولاية باهيا بشمال شرق البلاد، ومع الوقت انتشرت بشكل كبير في كل أنحاء البرازيل وتحولت إلى أيقونة ثقافية للأكلات في البلاد.
أكارجي والباعة الجائلين في البرازيل
في الوقت الحالي ينتشر الباعة الجائلين في كل أرجاء شوارع البرازيل وأغلبهم من النساء، حيث يمكن التعرف عليهن بسهولة من خلال فساتيهن القطنية البيضاء بالكامل وحجابهن وقبعاتهن، وأصبح الباعة جزء من الهوية حتى أن النساء من الباعة يظهرن في الأعمال الفنية المٌعدة في منطقة باهيا.
وتطورت أكارجي بشكل كبير خلال الفترة الحالية، حيث يتم إعددها بطرق مختلفة منها المحشية بالأكلات البحرية مثل الجمبري والدجاج، وتقدم أيضًا مع صلصة الطمام الحارة، وطرق أخرى كثيرة في البرازيل.
.