أين تذهب في مدينة أنطاكيا؟
مدينة أنطاكيا من أهم المدن الجاذبة للسياح؛ بفضل معالمها التاريخية والدينية والطبيعية وتميزها بوجود آثار رومانية؛ نظرا للحضارات العديدة التي مرت بها، وقد اشتهرت بالتجارة بسبب موقعها الاستراتيجي على طرق القوافل التي تجلب البضائع من بلاد فارس، وقد ازدهرت في العصر الروماني واعتبرت ثالث أكبر مدينة لها من حيث مساحتها وأهميتها، وفي القرن السادس تعرضت المدينة للكثير من الكوارث؛ منها نشوب حريق، وبعدها ضربت الزلازل المدينة، كما تمت السيطرة عليها من قبل الفارسيين والعرب والبيزنطيين مرة أخرى ثم تحت حكم الدولة السلجوقية، ثم تلتها الحملات الصليبية وبعدها المماليك الذين هدموا المدينة بالكامل، وقد فقدت أهميتها إلى أن أصبحت قرية صغيرة في عهد الدولة العثمانية في سوريا.
تقع مدينة أنطاكيا على ارتفاع 104 أمتار فوق مستوى سطح البحر في الطرف الشرقي من ساحل تركيا على البحر المتوسط بالقرب من نهر العاصي، ويفصل النهر المدينة إلى قسمين، وتبعد عن شمال غرب سوريا بنحو 19 كيلومترًا، وهي عاصمة لمقاطعة هاتاي، وقد انضمت إلى الجمهورية التركية بعد الحرب العالمية الأولى، وقد كانت تتبع الأراضي العثمانية في سوريا ولكن بعد الانتداب الفرنسي على سوريا، بدأ تاريخ المدينة من 300 قبل الميلاد وقد تأسست على يد سلوقس الأول أحد جنود الإسكندر العظيم.
أهم المعالم السياحية في أنطاكيا
جبل سيبليوس:
من أهم الأماكن السياحة التاريخية في المدينة؛ حيث تمت إضافة العديد من القلاع والمباني إليه في عهد الملك نقفور الثاني وفوكاس، كما تم بناء العديد من القلاع الرومانية البيزنطية على قمته، وقد تم تأسيسه بأمر من الإمبراطور ثيودوسيوس الأول في عام 378-395.
متحف أنطاكيا للآثار:
يُعَد من أهم المتاحف التي تجذب السياح في مدينة أنطاكيا؛ حيث يضم 13 قاعة؛ منها قاعة للآثار قبل الميلاد وقاعة للآثار بعد الميلاد وقاعة للأشياء الصغيرة وأخرى للتماثيل الإمبراطورية، ويحتوي على أكبر قاعة عرض للفسيفساء في العالم، كما يضم قطع فسيفساء بيزنطية ورومانية تعود إلى القرن الأول الميلادي، كما توجد قاعات للآثار الوثائقية والإسلامية وللعملات، وأيضًا توجد قاعة مخصصة للأطفال لتعليمهم صناعة أشياء يدوية كصناعة الخزف وغيرها.
تم افتتاح المتحف عام 1948م حينما فكر سليمان بك معلم السلطان في أن يكون لأنطاكيا متحف يجمع ما تبقى من الآثار لمنع السرقات بعدما تم الاستيلاء على الكنوز الأثرية من قبل الاحتلال العسكري الإيطالي لمدينة أنطاكيا في نهاية الحرب العالمية الأولى؛ حيث تم العثور على الآثار من قبل علماء إيطاليا وسرقتها في المناطق المحيطة بالسفارة الإيطالية، وقد ادعوا أنهم يريدون الحفاظ على الحضارة، وقد تم تخصيص مسجد علاء الدين ليكون متحفًا ومن ثم انتقل إلى مسجد يلفلي منارة في عام 1937م، وبعد ذلك انتقل إلى مبناه الحالي عام 1972م، وقد كان مغلقًا لفترة طويلة بسبب الترميم ثم افتتح عام 1985م.
الإسكندرونة:
هي عبارة عن ميناء بحري كبير يطل على البحر الأبيض المتوسط ضمن محافظة هاتاي جنوب تركيا، وقد أطلق عليه هذا الاسم نسبة إلى الإسكندر الأكبر، وتسمى ببعض الأحيان بالإسكندرية، وقد تم احتلالها من قبل الرومانيين ثم انضمت إلى روما الشرقية ثم إلى دولة المماليك وبعدها إلى الدولة الإسلامية وفي القرن السابع إلى الإمبراطورية العثمانية ثم أصبحت تحت حكم الإنجليز أثناء الحرب العالمية الأولى، ويليهم الفرنسيون عندما أصبحت سوريا تحت الانتداب الفرنسي، وبعدها احتلها الأتراك وضموها إلى دولتهم، والآن سوريا تطالب بإعادتها إلى كنفها، وتُعَد من أهم المدن السياحية؛ حيث تضم الكثير من المعالم السياحية مثل قلعة الشالات وقلعة بكرس وعمود الدولفين ومسجد محمد باشا وقلعة باياس وبرج الجنية والوجر والحمام وكنيسة منجيتق وكاتدرائية البشارة الكاثوليكية، كما توجد بها أماكن أثرية مثل سوغكلوك وجول جيهان وقرية ديليكيري ونيرجسليك وسهول أنتيك وسرامار وغيرها من الأماكن الغنية التي لا يمكن أن تفوتها دون مشاهدتها.
كنيسة القديس بطرس:
هي الكنيسة التي احتوت الديانة المسيحية في بداية ظهورها، وقد صُممت على شكل كهف؛ حيث كان المسيحيون يمارسون عقيدتهم خفية، وهي تعد من الكنائس المهمة والمميزة من حيث الشكل والقيمة التاريخية، وقد أصبحت من أهم وأبرز المعالم السياحية التي تجذب السياح في مدينة أنطاكيا.
دافني:
تُعَد من أبرز الأماكن السياحية في مدينة أنطاكيا؛ فهي عبارة عن منطقة طبيعية تحتوي على الكثير من منابع المياه العذبة والشلالات والأشجار، من بينها شجرة دافني، ويعود هذا المكان إلى الثقافة الإغريقية القديمة ومنها أسطورة دافيني التي كانت حورية ثم حولها زيوس إلى شجرة غار بحسب ما تناقل عن الأسطورة.
نفق تيتوس:
تم تأسيس النفق من قبل الرومانيين منذ مئات السنين؛ حيث قاموا بشق قناة بين الصخور بطول 1.4 كم وهي عبارة عن قناة مائية جارية تخدم الفلاحين في المدينة بشكل هندسي فريد من نوعه، وهو جاف في الوقت الحالي ولكنه يُعَد مزارًا للسياح ويحتفظ بشكل يستحق المشاهدة.
مسجد حبيب النجار في أنطاكيا:
من أهم المساجد والمعالم في مدينة أنطاكيا؛ حيث يتميز بهيكل فريد من فنون القرون الوسطى، أما النقوش والزخارف فتثبت أنه أول مسجد بني في المدينة، وعلى الرغم من تعديله عن البناء الأول من قبل العثمانيين والأتراك؛ فإنه ما زال يحتفظ ببساطته وطرازه المعماري البسيط، وقد قاموا بتوسيع المسجد وغلقه بقبة على غير البناء الأول، كما قاموا ببناء نافورة وقد شيدت مئذنة المسجد في القرن الـ17 ميلاديا، وتوجد بالمسجد على عمق 4 أمتار تحته قبور للنبيين يونس ويحيى عليهما السلام، كما توجد مقابر للمسيحيين الأوائل في مدينة أنطاكيا، ويُعَد مسجد حبيب النجار من أقدم المساجد في أنطاكيا، وقد بناه الصحابي أبو عبيدة الجراح في وسط مدينة أنطاكيا بعد فتح المسلمين عام 638م، وقد قام ببنائه بين جبلين، ويوجد بالمسجد مقام المؤمن الصالح حبيب النجار، وقد سُمي المسجد باسمه، وهو أول من آمن بالرسل وقام بالتضحية بحياته مقابل إيمانه.
نهر العاصي:
يُعَد نهر العاصي مصدر الحياة في المدينة منذ بداية نشأتها حتى الآن، وهو من أشهر الأنهار في أنطاكيا، وقد قسم المدينة إلى قسمين، الضفة اليمينية منها نشأت بها المدينة القديمة، أما ضفة اليسار فقد نشأت بها مدينة أنطاكيا الجديدة في فترة البيزنطيين.
حمام السقا:
يعد من أهم المعالم السياحية في أنطاكيا، ويعود تاريخه إلى زمن محمد باشا، وهو بناء تاريخي؛ فكتابة النقوش على أحجاره تدل على عراقته، وهو حمام يوجد بين الأزقة الضيقة في السوق الطويل، وعند مدخله توجد درجة كبيرة، كما يضم 3 أقسام: القسم الداخلي هو القسم الساخن، والقسم الأوسط وهو قسم الفاتر، أما القسم الثالث فهو موقد النار، كما يوجد به عدد من الأعمدة، وقد تم ترميمه من قبل هيئة الأوقاف في عام 1573م كما يضم قبر محمد السقا الذي سمي باسمه وهو حاليًّا لا يستعمل.
السوق الطويل:
يُعَد السوق الطويل من أشهر الأسواق وأقدمها في مدينة أنطاكيا؛ حيث يمكنك شراء جميع الاحتياجات الغذائية والتوابل وغيرها، وقد أضيفت مؤخرا محال تجارية تبيع الملابس والأحذية وغيرهما من المنتجات، وإلى الآن يحتفظ السوق بصيته وشهرته؛ حيث يقوم السياح بزيارة السوق عند زيارتهم للمدينة.
سوق الميدان:
سمي بالميدان لأنه سوق تتوسطه ساحة صغيرة فيها بركة ماء، وهو سوق قديم جدًّا؛ حيث كان في السابق عبارة عن سوق يجمع به الحنطة والحبوب وكل منتجاتها، ولكن حاليًّا أصبح سوقًا يضم جميع أصناف المنتجات التي تناسب جميع الأذواق، وهو أحد أشهر الأماكن السياحية في أنطاكيا وهو سوق متكامل بسبب وجود منشآت أخرى مثل حمام الميدان، وخان الميدان، وجامع الميدان.
حديقة أنطاكيا:
تُعَد حديقة أنطاكيا -التي تقع على ضفاف نهر العاصي وسط المدينة- من أبرز الأماكن السياحية؛ حيث تحيطها من كل الجهات أهم المعالم السياحية في أنطاكيا، كما توجد بها مجموعة من المطاعم والمقاهي التي تقدم أشهى المأكولات وألذ المشروبات؛ حيث يعيش فيها السائح تجربة العيش بأجواء المدينة وطريقة نمط عيشها وحياتها.