وفاة إيفلين بوريه.. سويسرية حولت قرية مصرية إلى مدينة سياحية عظيمة
توفيت السيدة السويسرية إيفيلين بوريه، مؤسسة مدارس الخزف والفخار بقرية تونس بمحافظة الفيوم، مساء أمس الثلاثاء، عن عمر ناهز 82 عاما.
إيفيلين بوريه، كان لها دور كبير في تحويل قرية تونس الموجودة بمحافظة الفيوم بمصر إلى مدينة سياحية رائعة؛ حيث انتقلت من سويسرا إلى مصر في ستينيات القرن الماضي منذ 55 عاما، واستقرت بها وتزوجت من الشاعر الراحل سيد حجاب، وبعد انفصالها عنه رفضت العودة إلى سويسرا وأصرت على البقاء في مصر، بل أوصت بدفنها في مدافن قرية تونس.
وخلال زيارتها إلى قرية تونس التي تقع على ضفاف بحيرة قارون المشهورة بالمياه الرائعة والهدوء والخضرة أبدت إعجابها بهذه الأجواء؛ فطلبت من زوجها أن تقيم في هذه القرية وأصرت على العيش فيها، وقامت ببناء بيت كبير تحوطه الخضرة والأشجار من كل الاتجاهات.
وعند تجول الفتاة السويسرية في القرية رأت الأطفال يلعبون بالطين وينحتون منه أشكال حيوانات؛ فخطرت في ذهنها فكرة فتح "مدرسة إيفيلين" لتعليم صناعة الخزف والفخار، ومع الوقت زاد عدد الملتحقين بالمدرسة من أبناء وبنات القرية لتعلم هذه الصناعة، وبدأ أولياء الأمور يقتنعون بالفكرة، بعد أن رأوا أبناءهم يتحولون من مجرد أطفال يلعبون بالطين إلى مشاريع لفنانين صغار.
هذه المدرسة كان لها الدور الأكبر في تغيير مسار قرية تونس التي كانت غير معروفة وحولتها إلى أشهر قرية بمحافظة الفيوم؛ حيث أصبحت مزارا سياحيا يقصده السائحون من مختلف أنحاء العالم ومعرضا للفنون اليدوية.
تعلق جميع سكان القرية بالفتاة السويسرية إيفلين بوريه، وتسابق الجميع -الصغار والكبار- على زيارة منزلها الذي يعرفونه جيدا ويدينون لها بالفضل -بعد الله عز وجل- فيما وصل إليه حالهم وحال أبنائهم وبناتهم، بل قريتهم، من تعليم وازدهار ورقي وشهرة؛ فمعظم من تخرجوا في مدرسة إيفلين للفخار والخزف أقاموا ورشا لصناعة وتسويق الفخار، وهي لم تبخل عليهم ووقفت إلى جوارهم وأمدهم بالخبرات وأرشدتهم إلى أماكن شراء الخامات ودلتهم على المعارض داخل مصر وخارجها.
وتحولت قرية تونس إلى منطقة سياحية جاذبة وعاصمة للفنون اليدوية في الريف المصري؛ حيث تحوّل المهرجان السنوي للخزف والفخار، الذي تقيمه القرية، إلى ملتقى سنوي للخزافين، ولفناني الحرف اليدوية، وكذلك للجمعيات والمؤسسات الأهلية العاملة في مجال الحرف.
.