الكسكسي.. طبق المغرب العربي الذي وصل إلى اليونسكو
في عام 2019 صنفت منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة طبق الكسكسي الأشهر في المغرب العربي ضمن التراث العالمي باعتباره من أقدم الأطباق في العالم.
الكسكسي.. طبق اشتهر في بلاد المغرب العربي؛ إلا أنه انتشر في كل أرجاء الوطن العربي ليظهر بطرق مختلفة ويرتبط بالمناسبات والأفراح، حيث يتم إعداده عبر حبات القمح الصغيرة بطريقة مُميزة تُسمى (الفتيل) لتعطى المذاق الرائع في النهاية.
على الرغم من انتشار الكسكسي في مختلف الدول وإعداده بأكثر من 300 طريقة؛ إلا أنه يظل مرتبط بدول المغرب العربي والطريقة التقليدية التي كانت منذ قديم الأزل وظلت على مدار العصور.. فما هو تاريخ الكسكسي؟
تاريخ الكسكسي
الكسكسي من أقدم الأطباق التقليدية والشعبية في منطقة المغرب العربي أو شمال إفريقيا، حيث يعود تاريخه إلى عهد الأمازيغ قبل الميلاد، فوفقًا للأبحاث التاريخية فإن بداية هذا الطبق كانت في عهد الملك الأمازيغي (ماسينيسا)، الذي حكم الجزائر من عام 238 قبل الميلاد إلى 148 قبل الميلاد.
كما كشف كتاب (تاريخ شمال إفريقيا) للمؤرخ الفرنسي شارل أندري، أنه تم العثور على أواني الطبخ التي كانت تُستخدم في تحضير الكسكسي والتي وجدت في قبور السكان الأصليين المعروفين في المغرب العربي باسم (البربر)، حيث كانوا يفضلون الصيد ويصطحبون معهم الحبات الصغيرة من القمح لتناولها في الرحلات.
وعادة ما كان يتم تجفيفه في الصيف لوجود الشمس الكافية وللمحافظة عليه من التسوس يوضع عليه بعض الملح، حيث يُبرم القمح بعد طحنه حتى يكون عبارة حبات صغيرة تجفف ويتم تناولها وفقًا للطريقة التي يتم إعدادها به.
انتشار الكسكسي في العصر الحديث
على الرغم من أنه لا يُعرف كيف انتقل هذا الطبق من عصر قبل الميلاد إلى العصر الحديث؛ إلا أنه ارتبط بالثقافة في بلاد المغرب العربي أبرزها: تونس والمغرب والجزائر، فهو الطبق الحاضر الدائم في المناسبات الدينية والأفراح أو العزاء، وفي حفلات الزفاف يتم إعداد بالمرق الأبيض والأحمر، أما في العزاء فيكون باللون الأبيض باعتباره أنه دليل على الحزن، أما في المناسبات الدينية فكان يجتمع النسوة ويعدونه على أنغام الأغاني التراثية.
ومع الوقت انتشر هذا الطبق في كل أرجاء الوطن العربي وأصبح يقدم طوال العام؛ بل وخرج من فكرة ربات المنازل إلى الفنادق والمطاعم الكبرى وأصبح هناك مصانع مخصصة في إعداده.
أسماء مختلفة للكسكسي
أصل الكلمة يعود إلى (الغربال) المُخصص في إعداد الكسكسي، حيث يتم إعداد حبات القمح الصغيرة التي توضع في (الغربال) أو القدر الكبير الذي يُسمى (الكسكاس) ويستعمل لتبخير حبات الكسكسي.
ويشهر بهذا الاسم في الكثير من الدول العربية وفي كل أنحاء العالم؛ إلا أنه في بعض المناطق يُسمى (البربوشة)، وباللهجة القبائلية الأمازيغية يُسمى (سسكسو).
أصناف الكسكسي
يُعتبر الكسكسي المغاربي هو أشهر صنف لطبق الكسكسي، حيث وصلت شهرته إلى الفنادق العالمية، وأصبحت المطاعم الكبرى في أوروبا تقدمه إلى زبائنها؛ إلا أنه ليس الصنف الوحيد، حيث توجد أكثر من 300 طريقة لإعداد الكسكسي وفقًا لثقافة كل بلد.
وفي بعض الأحيان تختلف طريقة تحضير الكسكسي من ولاية إلى أخرى وليس بين الدول، حيث يتم إعداده بالبهارات وطرق الطهي المختلفة، فهناك كسكسي بالخضار وأخر باللحوم، وهناك أصناف منه للتحلية مثل الكسكسي بالتمر والكسكسي بالسكر واللبن وغيرها من الأنواع الأخرى.
الانضمام إلى اليونسكو
مع انتشار أصناف الكسكسي في كل أرجاء العالم، نسبته بعض الدول إليها باعتبارها صاحبة الأصل فيه، وهذا ما جعل دول المغرب العربي وبالتحديد (الجزائر، والمغرب، وتونس، وموريتانيا)، تقدم ملفًا مشتركًا بعنوان (الكسكسي: المعارف والمهارات والطقوس)، إلى اليونيسكو ليتم تصنيفه باعتباره ضمن التراث العالمي في عام 2019 كأحد أقدم الأطباق في التاريخ.
.