تحت شعار «في القراءة حياة» تنطلق الدورة 52 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب في 30 يونيو الجاري، أحد أهم الأحداث الثقافية في مصر والشرق الأوسط، حيث يُقام تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الدولة في جمهورية مصر العربية.

الدورة الـ52 التي كان مقرر لها أن تكون في شهر يناير الماضي وهو موعد إقامة المعرض كل عام والمتعارف عليه بين محبي القراءة في العالم الذين يتوافدون على هذا المعرض كل عام، لكن بسبب الإجراءات الاحترازية الخاصة بالوقاية من فيروس كورونا وزيادة عدد الإصابات تم تأجيل المعرض ليُقام في الفترة من 30 يونيو وحتى 15 يوليو 2021 بمركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية بالتجمع الخامس، ليأتي لأول مرة في الصيف.

هذه الدورة من معرض القاهرة الدولي للكتاب دورة استثنائية في كل شئ، حيث تتحدى بها وزارة الثقافة المصرية جائحة كورونا من أجل إقامة المعرض الذي يعتبر أكبر تجمع لمحبي القراءة والمثقفين والأدباء في الوطن العربي، وهذا ما جعل الدكتورة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة، تدشن غرفة عمليات بالتعاون مع الدكتور هيثم الحاج علي رئيس الهيئة العامة للكتاب، ونائبه الدكتور أحمد بهي الدين، لمتابعة المعرض على مدار اليوم.. لكن ماذا سيحدث في المعرض؟

معرض الكتاب في مواجهة كورونا

على الرغم من انخفاض أعداد الإصابات الخاصة بفيروس كورونا المستجد في مصر؛ إلا أن وزارة الثقافة المصرية قررت اتخاذ إجراءات احترازية مُشددة من أجل ضمان الصحة والسلامة للجميع في معرض القاهرة الدولي للكتاب.

أول هذه الإجراءات كانت منع الفعاليات الثقافية والفنية الحية، والتعويض عنها بتنظيم هذه الفعاليات عبر الإنترنت بدلاُ من تجمع الأشخاص، كما سيتم التشديد على جميع التدابير الوقائية المختلفة، منها إلزام الجميع بارتداء الكمامة، بالإضافة إلى وجود نقاط لقيا درجة الحرارة بشكل دوري لكل المتواجدين في المعرض، مع المرور من خلال بوابات تعقيم يتم إنشائها عند الدخول.

ومن أجل الحفاظ على المسافات الآمنة من التباعد الاجتماعي، تم تحديد حد أقصى للطاقة الاستعابية لكل قاعة عرض من القاعات الأربع ومراعات مسافات التباعد بين أجنحة العارضين، كما أطلقت هيئة الكتاب المنظمة للمعرض منصة إلكترونية لأول مرة من أجل حجز التذاكر عبر الإنترنت، وبالتالي يكون محدد دخول كل شخص وفقًا للأعداد التي تحافظ على التباعد الاجتماعي.

منصة إلكترونية لحجز التذاكر

هذه المنصة الإلكترونية تأتي تماشيًا مع التحول الرقمي، حيث من المقرر تفعيلها بداية من يوم 22 يونيو الجاري من أجل حجز التذاكر للجمهور من داخل وخارج مصر، كما تضم المنصة جميع التفاصيل والخدمات التي تهم المشاركين وزوار المعرض.

وتنفذ الشركة المتحدة للطباعة والنشر وتكنولوجيا المعلومات هذه المنصة الرقمية، حيث يكون الدخول مجانًا عليها للجميع، وتمكن  الجمهور من الإطلاع على تفاصيل المعرض والفعاليات المختلفة سواء كانت أون لاين أو المتواجدة فعليًا في المعرض.

وتتيح المنصة للجمهور من خارج وداخل مصر إمكانية حجز التذاكر الخاصة بدخول المعرض منعًا للتكدس أمام البوابات، كما يتم من خلالها التحكم في أعداد الزائرين بما يحقق عنصر التباعد الاجتماعي وفقًا للإجراءات الوقائية من فيروس كورونا.

خدمات أخرى بالمعرض

وعلى الرغم من أن كل شئ سيكون متاحًا عبر المنصة الإلكترونية؛ إلا أن المنظمين للمعرض سيعملون على تقديم العديد من الخدمات الأخرى للتسهيل على الجمهور، حيث تعمل غرفة العمليات الخاصة بخدمة المعرض على مدار الـ2 ساعة لمتابعة كافة التفاصيل.

كما تم إقامة خدمة دعم فني وخدمة عملاء أون لاين على المنصة الرقمية، وعبر تطبيق واتس آب من أجل خدمة الجمهور في المعرض والمساعدة في أي شئ.

وفي هذا الإطار وجهت الدكتورة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة، بضرورة التيسير على رواد المعرض هذا العام، وذلك من خلال تخصيص مسار خاص وسريع لكبار السن وذوي القدرات الخاصة، كما سيتم السماح لهم بالدخول بصحبة مرافق من جميع البوابات.

مشاركة كبيرة من دور النشر

على الرغم من الإجراءات الاحترازية المشددة في المعرض للوقاية من فيروس كورونا، فقد قررت  الدكتورة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة، قبول جميع الناشرين الذين تقدموا للاشتراك بالمعرض هذا العام من أجل مساعدتهم على التعافي من الآثار الاقتصادية التي تسبب فيها فيروس كورونا.

كما قررت أيضًا ثبات أسعار اشتراك الناشرين، (مثل العام الماضى)، بالإضافة إلى تفخيض أسعار المشاركة اللبنانية للمساهمة في الظروف الاقتصادية بلبنان، وكان القرار الأهم بزيادة عدد أيام المعرض لتكون 15 يومًا بدلًا من 12 يومًا مثل ما هو مقرر كل عام، وذلك لدعم صناعة الكتاب والنشر بعد التوقف العام الماضي بسبب كورونا.

مشاركة كبيرة للناشرين والمثقفين

معرض القاهرة الدولي للكتاب حدث ثقافي ضخم، حيث من المقرر مشاركة أكثر من 700 ناشر مصري وأجنبي بالإضافة إلى التوكيلات، كما تشارك العديد من القطاعات والوزارت في مصر والعالم العربي في المعرض، مثل وزارات الدفاع والداخلية والصحة، ومشيخة الأزهر، والمملكة العربية السعودية، وغيرها من المؤسسات المختلفة التي تشارك في المعرض.

كما أعلنت وزيرة الثقافة مشاركة عدد من المثقفين من أجل إقامة لقاءات فكرية وأدبية، حيث تم تدشن لجنة ثقافية عليا تضم مجموعة من كبار المبدعين في الوطن العربي لجذب المثقفين والأدباء والمبدعين في المجالات المختلفة والتنسيق معهم من أجل إقامة عروض فنية وأمسيات شعرية وفغاليات مختلفة تتضمن عناصر متميزة قادرة على جذب الجمهور.

تخفيضات كبيرة على الكتب

ومع كل هذه الاستعدادات، فإن إدارة معرض القاهرة الدولي للكتاب لم تنسِ محبي القراءة، حيث أعلن الناشر محمود خلف، رئيس لجنة المعارض، باتحاد الناشرين إن جميع دور النشر سوف تقدم تخفيضات متميزة في هذه الدورة الاستثنائية من المعرض تصل إلى حوالي 25% وقد تزيد فى بعض الدور المشاركة، وذلك من أجل تحريك سوق الكتاب.

كما أعلنت هيئة الكتاب مشاركة مكتبات سور الأزبكية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، والتي تقوم بتخفيضات كبيرة للجمهور، مع مشاركة قطاع قصور الثقافة الذي يقدم الكتب مدعمة للجمهور بأسعار رمزية، حتى تكون دورة مميزة في كل شئ.