
إقبال ليبي كبير على السياحة في الجزائر
شهدت الجزائر خلال الأيام العشرة الأخيرة توافدا كبيرا من الشباب الليبي، الذين قدموا برا من أجل السياحة واكتشاف المدن الجزائرية لأول مرة في حياتهم.
وهناك إحصائيات قدرت عدد الليبيين الذين حلوا ضيوفا على الجزائر بأكثر من 3 آلاف مواطن ليبي جاءوا على متن سياراتهم الخاصة، بعد أن قاموا بقطع مسافة 800 كيلومتر من العاصمة الليبية طرابلس إلى شواطئ الجزائر من الجهة الشرقية تحديدا مدينة الطارف الساحلية.
وقام الليبيون بنشر صور على صفحاتهم الخاصة في مواقع التواصل الاجتماعي للتعبير عن سعادتهم لتواجدهم على أرض الجزائر لأول مرة، وقدموا ردودا عن الاستفسارات المتعلقة بأسعار الفنادق وأبرز المواقع التي ينبغي زيارتها.
وقال الناشط السياحي الجزائري هشام داعوا الذي أشرف على تنظيم رحلات سياحية لعدد من الليبيين إلى الجزائر: إن هذا التحول يأتي نتيجة تصحيح الصورة النمطية التي كانت سائدة.
وبحسب موقع "سكاي نيوز عربية"، أضاف: "نتحدث اليوم عن أجيال جديدة تصنع الفارق وتصحح الصور النمطية وتتطلع إلى اكتشاف العالم".
وتابع : "لقد أسهم الجيل الجديد من الليبيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي في بناء صورة حقيقية عن الجزائر، وهو ما دفعهم للسفر برا إلى الجزائر وبأعداد كبيرة بمجرد إعادة فتح الحدود البرية الشرقية للجزائر مع تونس".
وتوافد الليبيون إلى الجزائر عبر الحدود الجزائرية التونسية وخاصة معبر أم الطبول في شمال الجزائر، الذي أعيد فتحه رسميا بتاريخ 15 يوليو 2022 بعدما ظل مغلقا لمدة عامين بسبب جائحة كورونا.
وسمح قرار إعادة فتح الحدود البرية بين الجزائر وتونس بعبور عشرات السيارات للمواطنين الليبيين باتجاه الجزائر لقضاء عطلة الصيف واكتشاف المناطق السياحية وشواطئ الجزائر والمناطق الأثرية، علما أن الزائر الليبي لا يحتاج إلى تأشيرة لدخول الجزائر.
ومن جانبه، قال الرحالة الليبي محمد السليني الذي وصل هو الآخر إلى الجزائر برفقة مجموعة من أصدقائه: "بما أن كل الليبيين يتدفقون إلى الجزائر، لم أستطع المقاومة".
وأوضح السليني الشهير بلقب "رحليستا": "لم يكن أحد يتوقع أن تكون وجهة الليبيين هي الجزائر، والعدد في تزايد وأغلبهم يزورونها لأول مرة".
ورصد السليني ثلاثة أسباب تدفع الليبيين لزيارة الجزائر، وقال موضحا: "الشعب الجزائري كريم ومضياف، البلد قارة فيها البحر والصحراء والأسعار رخيصة تجعلك تستمتع بوقتك بتكاليف معقولة جدا".
وتتمتع الجزائر بشريط ساحلي يمتد على طول 1200 كيلومترا يضم عشرات الشواطئ المتميزة، وتعد الجهة الشرقية من الجزائر واحدة من أهم الأقطاب السياحية والتي تجمع بين السياحة الشاطئية والتاريخية لما تضمه من آثار تحكي تاريخ الحاضرات التي يزيد عمرها على 2500 عام.
ويرى الخبير الاقتصادي الجزائري حميد علوان أن توافد السياح الليبين إلى الجزائر بهذا الشكل من شأنه أن يشجع سلطات البلدين لإعادة فتح المعابر الجنوبية وتحديدا معبر "الدبداب" الذي يعد شريان التجارة الحرة بين البلدين.
.