موجة الحر تعطل بعض أشهر مسارات التنزه في جبال الألب
أدت موجة الحر وذوبان الأنهار الجليدية هذا الصيف إلى عرقلة بعض أشهر المسالك ومسارات التنزه في جبال الألب حيث أصبحت بالغة الخطورة.
ويقبل المتنزهون والسياح بحماسة كل صيف على مسارات جبال الألب للوصول إلى بعض أجمل قمم أوروبا.
لكن ظاهرة ذوبان الأنهار الجليدية والجليد الدائم التي يرى العلماء أنها ناجمة عن التغير المناخي، أوجدت مخاطر جمة على الطرق، من بينها الانهيارات الصخرية المتكررة.
وبحسب وكالة الأنباء العمانية "أونا"، قال الأمين العام للرابطة السويسرية لمرشدي الجبال بيار ماتي لوكالة الأنباء الفرنسية: إن "تحذيرات أطلقت فيما يتعلق بنحو 10 من قمم جبال الألب، بينها تلك الشهيرة كمون سيرفان ومون بلان".
وقرر المرشدون الذين درجوا على قيادة الآلاف من عشاق الجبال إلى أعلى قمم أوروبا كل سنة، الامتناع عن التوجه لبعض الطرق التي تؤدي إلى أعلى مون بلان.
ومن جانبهم شدد مرشدو الجبال الإيطاليون عبر صفحتهم على فيسبوك هذا الأسبوع على أن اتخاذ هذا القرار "ليس سهلا" لكنه ضروري في ظل "الظروف الدقيقة جدًا التي شهدتها الأسابيع الأخيرة بفعل الارتفاع الكبير في درجات الحرارة".
وفي سويسرا أيضا، صرف المرشدون النظر عن رحلات التسلق إلى قمة يونغفراو الشهيرة. ونصحوا كذلك بعدم اتباع الطرق الواقعة على الجانبين الإيطالي والسويسري لجبل ماترهورن "بالألمانية" أو تشرفينو "بالإيطالية" السويسري الشهير.
وقال رئيس جمعية مرشدي وادي أوستا بإيطاليا إزيو مارلييه إن هذه الإجراءات هي بمثابة ضربة قاسية بعد موسمين صعبين جراء تفشي جائحة كورونا.
وكانت موجات الحر المتتالية التي ضربت أوروبا منذ شهر مايو قد أدت إلى تسريع ذوبان الأنهار الجليدية، ما جعلها غير مستقرة. ففي إيطاليا، انهارت كتلة ضخمة من نهر مارمولادا الجليدي فييوليو، وأسفرت هذه المأساة عن وفاة 11 شخصا.
وأثّر الاحترار المناخي سلبا على النهر الجليدي وكذلك درجات الحرارة القياسية المسجلة هذا العام في إيطاليا، وبلغت عشر درجات في الجزء العلوي من مارمولادا في اليوم السابق للكارثة. وتسببت درجات الحرارة المرتفعة في تسريع ذوبانه وتراكم الماء تحت الغطاء الجليدي، ما جعله غير مستقر.
.