
الجريش السعودي.. قصة سيد الأطباق في المملكة
الجريش.. يُطلق عليه سيد الأطباق في المملكة العربية السعودية، وذلك بسبب أنه الطبق الأكثر شعبية بين الأهالي ويتم تحضيره في المناسبات المختلفة، خاصة في شهر رمضان المبارك والأعياد المختلفة وبالتحديد في عيد الأضحى.
الجريش السعودي أحد الأكلات التقليدية التي عرفت في الخليج العربي ولها تاريخ قديم لأنها ترتبط بالمناسبات والأعياد والأفراح والعزائم المختلفة، فيما تحتوي على قيمة غذائية كبيرة من البروتين والأملاح المعدنية والفيتامينات.
يعتمد طبق الجريش في الأساس على القمح المجروش مع إضافة اللحم أو الدجاج المخلي من العظم بعد طهيه من 3 لـ4 ساعات لنضجه على نار هادئة، حيث يكون له مذاق لذيذ وفوائد صحية جلعته في مقدمة الأكلات الشعبية في السعودية وأغلب دول الخليج، ودائمًا ما يقدم في وجبات العشاء أو خلال شهر رمضان، لكن الأكثر ما يتم تحضيره خلال عيد الأضحى المبارك... فما هي قصة هذا الطبق الشعبي؟
الأصل وراء تسمية الجريش
يعود أصل كلمة الجريش من الفعل (جَرَش)، والجَرِيشُ من الحَبِّ بمعنى ما طُحنَ طَحناً خَشناً، كما أنه يطلق الجرش على الصوت الذي يحدث من الأكل أو الدق على الشئ الخشن.
واسم المجرشة أو الجاروشة هي الآلة التي تدق القمح فتتركه جريشًا أي مطحونًا وبالتالي فإن الجريش يعني في النهاية القمح المطحون.
تاريخ الجريش
يرتبط طبق الجريش بالثقافة العربية منذ قديم الأزل، فقد ذكر في كتب التراث العربي عندما كانت السيدات يعملن على طحن القمح يدويًا أو باستخدام الرحى (المجرشة) سواء اليدوية الحجرية ذات القرص الدائري من حجرتين لا تتطابقات تمام المطابقة وتكون خشنة السطح وتعمل على تجرش الحبوب والتي يمكن تحويلها إلى طحين في النهاية.
كان السيدات دائمًا ما يعملن على إعداد الجريش ثم يستخدمن الهاون أو المراز لتحويله إلى طحين من أجل استخدامه في الطعام، وظهرت في البداية بين أهالي القبائل في منطقة نجد عن طريق تحضيرها من القمح الصلب المكسر المعروف شعبيًا بـ(اللقيمي)، حيث يضاف إليه العديد من الأشياء مثل مرقة اللحم والبهارات ويوضع على نار هادئة ليبقى مثل الهريس.
كان أهالي القبائل دائمًا ما يحضرون هذه الوجبة في العرائس حيث تقدم ساخنة للحضور باعتبارها الوجبة الرئيسية في العرس، ولكن مع الوقت بدأت تنتشر في أغلب شبه الجزيرة العربية وأصبحت لها شعبية بين أهالي القبائل العربية؛ بل حتى وهم مسافرون يعملون على إعدادها حتى تحولت إلى أكثر الأكلات الشعبية في الخليج.
انتقلت هذه الوجبة إلى بلاد الشام وأصبح يتم إعدادها بإضافة السمن، وفي العراق يضاف إليها الزبدة والعديد من البهارات المختلفة، حتى أنها وصلت إلى تونس حيث يتم تجريش حبوب القمح وإعداد الطبق الشهير في الخليج العربي.
الجريش في الخليج
ارتباط أهل القبائل في الخليج العربي بإعداد طبق الجريش جعلهم يعدوه من لحم الغنم أو الدجاج مع الملح والزيت أو السمنة ولبن الرايب والبهارات المختلفة والبصل الذي يوضع في الزيت مع اللحم ويضاف إليه الملح، ثم يُنقى الجريش ويوضع على المقادير بعد إخراج الدجاج بعد النضخ ويترك على نار هادئة، فيما يضاف إليه اللبن ويترك لينضخ مع الكمون والبصل المحمر الذي يزينه من أعلى فيما توضع عليه بعض قطع الزبدة أو السمن البري.
الجريش في عيد الأضحى
المكونات التي يتم إعداد طبق الجريش منها تكون ذات فوائد صحية كثيرة، والأهم أنها تعطي طاقة كبيرة وإحساس بالشبع وفي فصل الشتاء تعطي شعور بالدفء، وهذا ما جعلها مفضلة لأهالي القبائل، لكن مع الوقت ومعرفة أهميتها تحولت إلى طبق شعبي وأصبح يتم إعداده على وجبة الإفطار في شهر رمضان المبارك للشعور بالشبع وإعطاء الطاقة للجسم.
في عيد الأضحى وعندما تكثر الذبائح واللحوم يتم إعداد الجريش حتى يتناولها الكبار والصغار، كما ارتبطت بإعدادها في المناسبات الاجتماعية المختلفة والأعراس لتكون الأكلة الأكثر شعبية في السعودية والخليج.
.