يعد الخبز من الأكلات الغذائية الأساسية في مصر بل في العالم؛ لذلك يُطلق عليه المصريون اسم "العيش"؛ لأنه من أساسيات المعيشة، ولا يمكن لأحد الاستغناء عنه سواء كان غنيا أو فقيرا؛ فمهما كان مستوى المواطن فإن الخبز لا بد أن يكون مصدرا أساسيا لغذائه؛ فلا توجد طاولة طعام مصرية تخلو من رغيف الخبز.

- الخبز عند المصريين القدماء:

عرف المصريون الخبز منذ العهد الفرعوني، وكانوا يطلقون عليه اسم "تا" ويصنعونه في المنزل، وكان الخبز وقتها يُصنع من "الإيمر"، وهو فصيلة قديمة من القمح، وكانت الحبوب تُطحن يدويا بعد مجهود كبير، ويتم مزج الدقيق بالماء ويترك ليتخمر.

وظهر جليا على جدران المعابد والمقابر أن الخبز كان طعاما أساسيا لهم، وكان يتم تقديمه في القرابين وفي الطعام الذي يوضع مع الموتى والكثير من المناسبات الأخرى؛ لذلك ليس مستغربا أن نُحصي نحو 15 نوعا من الخبز خلال الدولة القديمة.

وقد تم العثور على أرغفة خبز حقيقية في الأقصر يرجع تاريخها لنحو 3500 سنة، وهي موجودة الآن في المتحف المصري.

- الخبز في عهد الدولة الإسلامية:

كان الخبز في عهد الدولة الإسلامية من أهم عناصر الطعام الموجودة في كل وجبة، كما كان يستخدم راتبا لبعض الوظائف في العديد من المنشآت، وكان يتم توزيعه على الفقراء والمساكين تقربا إلى الله عز وجل، كما كان يتم توزيعه على الموظفين والطلاب والتجار، وعلى المرضى في المستشفيات، كما كان يتم توزيعه على الفقراء في الأعياد والمناسبات الدينية.

- الخبز في مصر حاليا:

بمرور الزمن تطورت صناعة الخبز بشكل كبير في مصر؛ حيث تفنن المصريون في صناعة أنواع كثيرة من الخبز بعدة طرق مختلفة، وتتم مراقبته بشكل جيد لضمان جودته، ويوجد الآن ما يقرب من 100 نوع من الخبز والمخبوزات المتنوعة، كما تتم صناعة الخبز بالعديد من أنواع الدقيق والشعير والذرة، والمواد الأخرى الداخلة في صناعته كاللبن والزبد والبيض والعسل؛ لذلك توجد أنواع كثيرة من الخبز مختلفة الشكل والطعم.

ومن أنواع الخبز الموجود في مصر:

- الخبز المصري "العيش البلدي":

هو الخبز الذي يتم استخدامه يوميا في مصر ولا تخلو منه مائدة طعام مصرية؛ فهو الأكلة الأكثر أهمية في البيت المصري والأكثر انتشارا في مصر، ويتم بيعه في المخابز البلدية؛ حيث تقدم المخابز خدماتها للجمهور اعتمادا على حصة دقيق مدعم تصرفه وزارة التموين المصرية من خلال المطاحن.

- العيش الفينو:

عبارة عن لفافة خبز طويلة تشبه الخبز الفرنسي، ويتم صنعها من دقيق القمح، ويعد ثاني أكثر أنواع الخبز انتشارا في مصر بعد "العيش البلدي"، ويتميز هذا النوع بقوامه الناعم.

- عيش سن:

هو عبارة عن خبز يتم تحضيره من حبة القمح الكاملة دون أن تُفصل الردة، ويُسمى الخبز الأسمر، ويختلف عن الخبز الأبيض باحتوائه على نسبة كبيرة من الألياف الغذائية، والفيتامينات والأملاح المعدنية.

- الخبز الملدن:

من أشهر أنواع الخبز في الصعيد والقرى المصرية، وهو يشبه الخبز البلدي العادي، لكنه يتميز بخبزه بحجم أكبر، ويُصنع من دقيق الذرة والملح والخمير، ويتم خبزه وتجفيفه.

ويتميز بالعديد من الفوائد؛ أهمها المساعدة على تحسين وظائف المعدة وينصح به أطباء الريجيم؛ لاحتوائه على سعرات حرارية قليلة.

- العيش الشمسي:

من أقدم أنواع الخبز وأشهرها، وهو موجود بشكل أساسي في الصعيد، وكان في السابق حكرا على الأغنياء فقط، أما الآن فهو في كل بيت صعيدي، ويتكون من الدقيق والملح والخميرة، ويتم فرده على صينية مليئة بالردة كي لا يلتصق، ويتم رش بعض الدقيق على الخبز، ويترك في الشمس حتى يتخمر ويتم خبزه في الفرن، وقد سُمي "العيش الشمسي"؛ لأنه يترك تحت أشعة الشمس حتى يتخمر.

- عيش البتاو:

تتم صناعته عن طريق خبز قمح مطحون يُعجن مع الماء ويرش عليه الملح والخميرة، ويضع فيه البعض السمن واللبن الرايب، ويأكله البعض مع الحليب؛ لذلك أطلقوا عليه لقب "كورن فليكس الغلابة".

- العيش المرحرح:

يطلق عليه البعض اسم "خبز الرقيق"، ويتكون من حبوب الحلبة والذرة.

- العيش الملتوت:

يتكون من الدقيق الأبيض والخمير والسمن البلدي، ويتم تركه بضعة ساعات حتى يتخمر ثم يتم خبزه وتقديمه، ويعد هذا النوع هو الخبز الفاخر الأكثر تداولا في النوبة وأسوان وجنوبي مصر، ويرتبط بالمناسبات السعيدة والأفراح.

كما يوجد العديد من الأنواع المختلفة من الخبز مثل: المخمرة في مرسى مطروح، والرقاق الفلاحي، والفايش الصعيدي، وعيش البطاطا في الوادي الجديد، والجبوري في حلايب وشلاتين، وعيش القرقوش في قنا، وعيش السعادة في الوادي الجديد، ومجردق في مرسى مطروح، وعيش الكابد وعيش الدوكة في النوبة، وقرص اللبة أو الملة في سيناء.