متحف الشارقة للآثار يعرض أضخم جرة فخارية في الإمارات والمنطقة
قام متحف الشارقة للآثار، التابع لهيئة الشارقة للمتاحف، بعرض أضخم جرة فخارية أثرية في دولة الإمارات وسواحل الخليج العربي، التي تم اكتشافها في موقع مويلح الأثري ويبلغ ارتفاعها 155 سم وقطرها 141 سم فيما يبلغ قطر فوهتها 94 سم.
وبحسب وكالة أنباء الإمارات "وام"، كانت البعثات الاستكشافية قد تمكنت من العثور على الجرة الفخارية مغروسة في أرضية قاعة تم اكتشافها ضمن مستوطنة تضم عددا من المباني ويعتقد المنقبون أن الجرة تم تصنيعها داخل القاعة، نظرا لاستحالة إدخالها عبر باب القاعة الذي يعتبر صغيرا جدا، أو قد تكون جدران القاعة بنيت حولها بعد تصنيعها ولا يعرف ما إذا كانت هذه الجرة قد أستخدمت لتخزين الحبوب أو في طقوس لا تزال مجهولة.
ويفتح متحف الشارقة للآثار، عبر هذه الجرة الفخارية، وعدد كبير من اللقى التاريخية، نافذة تطلع الزوار على تاريخ موقع مويلح الأثري الذي كان جزءا من طريق تجارة البخور مع جنوب شبه الجزيرة العربية وبلاد فارس وفيه تم العثور على مجموعة كبيرة من المقتنيات والكنوز الأثرية المهمة، التي تعود إلى حقب زمنية سحيقة، وعصور مختلفة تصل إلى العصرين الحديدي والبرونزي.
واستقبل موقع مويلح الذي يعد أحد المواقع الأثرية المتميزة في إمارة الشارقة، أولى البعثات الاستكشافية الأثرية التي تعاقبت عليه في تسعينيات القرن الماضي، وكشفت عن أدلة مهمة حول حياة ومهارة الناس الذين سكنوا المنطقة خلال الفترة بين 900 و600 قبل الميلاد، وأبدعوا في صياغة طرق حياتهم وأنماط مبانيهم.
ويدلل المنقبون على مهارة الأقوام الذين سكنوا منطقة مويلح، من خلال مستوطنة كبيرة تم العثور عليها، تتكون من عدد من الأبنية التي شيدت باستخدام قوالب الطين المجففة، ويحيط بها سور، وتضم مبنى إداريا، يشمل قاعة كبيرة تصل مساحتها إلى 10 أمتار في 12 مترا، تحيط بها عدد من الغرف الملحقة و يعد أكبر مكان مسقوف في الموقع القاعة التي وجدت جرة مويلح الكبيرة في داخلها.
ويكشف تصميم القاعة عن براعة ومهارة مصممها حيث استخدم أربعة صفوف من الأعمدة، يضم كل صف خمسة أعمدة لرفع السقف، وتمكن المنقبون من العثور على بقايا قواعد تلك الأعمدة المصنوعة من الحجر في مكانها على أرضية القاعة، أما الأعمدة ذاتها فهي مصنوعة من الخشب، ويثبت ذلك البقايا المتفحمة المتناثرة على أرض القاعة.
وتم اكتشاف كسرة فخار تحمل ثلاثة أحرف بالكتابة العربية الجنوبية "السبئية" أي الكتابة الأقدم حتى الآن على مستوى الإمارات وتعود للقرن السابع قبل الميلاد وهي ذات الفترة الزمنية التي تم خلالها تطوير نظام الأفلاج لري المحاصيل ما يثبت رسوخ الاستيطان البشري في فترة العصر الحديدي ويجعل من منطقة مويلح شاهدا على العديد من الحضارات التي سكنت أرضها، ودليلا على النشاط الاجتماعي والاقتصادي الذي شهدته المنطقة في تلك الحقب الزمنية.
.