المنسف هو إحدى أشهر الأكلات الأردنية؛ حيث يعد الأكلة الرسمية لجميع الأردنيين بمختلف طبقاتهم، كما يشتهر المنسف في فلسطين أيضا؛ حيث يقوم الفلسطينيون بطبخه في المناسبات والأعراس والأعياد.

والمنسف هو ثريد لحم الضأن باللبن والخبز والأرز، ويتميز عن باقي الأكلات بـ"لبن الجميد" وهو الذي يستخلص من اللبن بعد تحويله إلى رائب، ويتم طهي اللحم في المرق والجميد؛ وتعد مكوناته سمة ثقافية تعبر عن طبيعة الأردن القائمة على الرعي والزراعة.

سبب تسمية المنسف:

ارتبطت بداية المنسف بتاريخ النصر والنضال ضد اليهود منذ قديم الزمان؛ حيث إنه تم طهيه من باب مخالفة المعتقد اليهودي الذي يحرم طهي اللحم مع اللبن.

والمنسف هو الأكلة الوحيدة في العالم التي نشأت على قرع طبول الحرب؛ فقد ذكرت بعض الروايات أن الملك المؤابي ميشع طلب من شعبه طهي اللحم باللبن ليتأكد أنهم معادون لليهود ومخالفون لعقيدتهم، ولما رأى أن الشعب كله في المملكة الواقعة بين نهر الزرقاء ومنطقة معان قام بطهي اللحم باللبن أعلن نسفه كل العهود مع اليهود الذين غدروا به وخالفوا كل عهودهم معه، وأعلن الحرب عليهم وانتصر عليهم؛ ولذلك سميت هذه الأكلة بـ"المنسف"؛ لأنها نسفت العهود مع اليهود.

كما تذكر بعض الروايات أن سبب تسمية المنسف بهذا الاسم هو أن الأصل فيه هو "الجريش"؛ أي تنقية الحنطة وطحنها، ولم تكن أساليب الحصاد سهلة مثل اليوم؛ فقد كان الرجال والنساء "ينسفون" القمح من صدر الطعام حتى يفرزوا الحجارة، وقد كانوا يقولون للضيف من أجل طمأنته على جودة الطعام "أكلك منسف".

طقوس الأردنيين في تناول المنسف:

الأردنيون لديهم عادات وطقوس في تقديم "المنسف" وتناوله؛ فهم يقدمونه للضيوف بوضع رأس الخروف على السدر، وفوقه يوضع الكبد المشوي؛ حتى يتناول الضيف الكبد المشوي لتسكير الفتحات بين أسنانه، كما يقومون بتزيين المنسف بالمكسرات فقط ولا يزينونه بالبقدونس، كما أن الضيوف لا يأكلون من رأس الخروف بل يتركونه لأهل البيت.

وعند تناول المنسف يقومون بالالتفاف حول طبق كبير، ويلتزمون بأن يأكل واحد من أمامه فقط ولا يتناول من أمام الآخرين، كما يأكلون باليد اليمنى فقط ويضعون اليد اليسرى خلف ظهرهم، كما أنهم لا يستخدمون المعالق في أكل المنسف.

كما أن للضيوف آدابا في تناول المنسف؛ مثل الحرص على عدم تناول كميات كبيرة من الطعام، ومراعاة عدم إظهار قاع الوعاء (السدر)، وعدم التكلم أثناء تناول الطعام، كما أنهم يلتزمون بأن يقتسم الضيف قطع اللحم مع الشخص الذي يجلس بجانبه ليتسنى للجميع تناوله، وعند الانتهاء من الطعام لا ينفضون أيديهم فوق المنسف؛ لأنها عادة غير محببة لديهم أبدا.