الشرق الأوسط يشهد انتعاشة سياحية قوية خلال عام 2022
أعلن خبراء في قطاع السياحة تفاؤلهم بالأداء خلال 2023، مع الانتهاء من القيود التي فرضتها الدول والمتعلقة بفيروس كورونا وكان آخرها الصين.
ووفقا لموقع "العربية . نت"، فإنه من بين المتفائلين كان ألكس دين يبدو الرئيس التنفيذي السابق في منظمة السياحة العالمية، إلا أنه لم يستبعد إمكانية حدوث بعض الاضطرابات.
وقال إنه خلال العام الماضي زاد إنفاق السياحة الوافدة أي من الزائرين العابرين للقارات والأقاليم 112%، مقارنة بعام 2021، وذلك على الرغم من التضخم الذي ضرب الاقتصاد العالمي في النصف الثاني من 2022، ويظهر إنفاق السائحين لكل رحلة زيادة 13%، بأسعار 2022، بمتوسط يبلغ 1331 دولارا لكل سائح في جميع أنحاء العالم.
وحول 2023، يتوقع الباحث ألكس دين أن يتجاوز إجمالي الإنفاق السياحي 1.4 تريليون دولار على المستوى الدولي، مع ارتفاع في عدد السياح الوافدين على الصعيد العالمي 30%.
ويضيف: "الانكماش الاقتصادي والعقوبات المفروضة على روسيا من العوامل التي ستؤثر في الصناعة، حيث من المرجح أن تكافح الفنادق والمطاعم والمطارات للتعامل مع نقص العمالة ومتطلبات الأجور وارتفاع أسعار الغذاء والطاقة، لكن شركات الطيران الدولية ستحقق أرباحا ملحوظة هذا العام مستفيدة من زيادة أعداد المسافرين، وذلك بعد عامين من الخسائر المتتالية، إذ توقع اتحاد النقل الجوي الدولي أن تعاني شركات الطيران مجتمعة صافي خسائر يبلغ 9.7 مليار دولار أمريكي في 2022، مقابل 180 مليار دولار أمريكي في" 2020-2021".
ومن جهتها، قالت الدكتورة أورلا ليو أستاذة الاقتصاد الدولي في جامعة بريستول: إن أغلب التقديرات ترجح أن يبلغ عدد السياح الوافدين على مستوى العالم نحو 1.6 مليار سائح، وهذا العدد أقل من نظيره 2019 أي قبل جائحة كورونا، الذي بلغ 1.8 مليار سائح.
وأضافت: "إن المسار السياحي سيختلف بالطبع من منطقة لأخرى، وتشير تقارير دولية إلى أن بعض أجزاء منطقة الشرق الأوسط ستشهد انتعاشا سياحيا واضحا، وتحديدا السعودية التي بات لديها بنية تحتية مادية وثقافية جاذبة للسياحة. وبصفة عامة، شهد الشرق الأوسط انتعاشا سياحيا قويا للغاية في 2022، إذ ارتفع عدد السائحين الوافدين 287%، على أساس سنوي في الفترة من يناير إلى يوليو 2022، ما جعلهم يقتربون من مستوى 2019".
وأوضحت "أما السعودية التي شهدت استئنافا لموسم الحج، فإن لديها خططا كبيرة خاصة لقطاع السياحة في إطار رؤية المملكة 2030، ويشمل ذلك تنمية منطقة البحر الأحمر وتشييد عدد من الفنادق الدولية في جزر مختلفة، بينما الأمر سيختلف بالنسبة لأوروبا الشرقية التي لن تعود إلى المستويات السابقة لجائحة كورونا حتى 2025 بسبب تأثير الحرب الأوكرانية".
مع هذا، يرى البعض أن العامل الأكثر تأثيرا في مسار السياحة الدولية هذا العام ستكون الصين وعودة السائحين الصينيين إلى مسرح السياحة العالمية.
لورين فيليب الرئيس التنفيذي السابق في مؤسسة "زوروا بريطانيا" تشير إلى أنه في الأعوام التي سبقت كورونا كانت الصين أهم مصدر للمسافرين الدوليين في العالم، حيث أنفق السائحون الصينيون البالغ عددهم 155 مليون سائح أكثر من 250 مليار دولار خارج حدودهم في 2019، إلا أن هذا السخاء انخفض بشكل كبير في الأعوام التالية بسبب إغلاق البلاد لحدودها، والآن مع فتح الصين لحدودها مجددا والتخلي عن سياسية صفر كوفيد، فإن ملايين السائحين الصينيين يستعدون لجولات سياحية خارجية، ومعهم ينتعش الأمل باسترداد السياحة الدولية عافيتها المفقودة مرة أخرى.
وتؤكد أن أفضل الوجهات السياحية بالنسبة للصينيين تقع في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وتحديدا أستراليا وتايلند واليابان وهونج كونج كما صنفت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ضمن أفضل مناطق الجذب السياحي بالنسبة للصينيين.
.