جهود دولية لتعزيز أمن المتاحف والآثار في مالي وبوركينا فاسو
من المقرر أن يستضيف المجلس الدولي للمتاحف "إيكوم" أول اجتماع في بوركينا فاسو، بنهاية عام 2023، حيث يجمع المنظمين والمشاركين والخبراء من بوركينا فاسو ومالي وأماكن أخرى في شبكة ICOM العالمية، وذلك لاستكشاف موضوعات الأمن وإدارة المخاطر والاتجار غير المشروع بالتراث الثقافي.
ووفقا لموقع "الشرق بلومبرج"، فإن هذه الخطوة تأتي بعد إطلاق جهد دولي للحفاظ على القطع الأثرية في متاحف مالي وبوركينا فاسو، إذ أعلنت "إيكوم" بالتعاون مع مؤسسة ALIPH في نوفمبر 2022، عن إطلاق "مشروع تعزيز أمن المتاحف في منطقة الساحل، وفي كل من بوركينا فاسو ومالي، ومكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية".
هذا وسيساعد هذا المشروع بحسب "إيكوم" على تزويد "موظفي 22 متحفا في المنطقة بالمعايير المقبولة دوليا، لتخزين المجموعات والتوثيق والأمن وعمليات مكافحة الاتجار غير المشروع، وإدارة المخاطر والتخطيط للطوارئ".
كما سيقدّم المشروع "دعما ماديا للمتاحف لتأمين مبانيها، ومساعدة كل متحف في إعداد خطة طوارئ مصمّمة خصيصا لاحتياجاتهم الخاصة".
وفي تقرير لصحيفة "آرت نيوز"، تصاعدت أعمال النهب وتدمير مواقع التراث القديم، وأظهر استطلاع حديث "أن 45٪ من المواقع الأثرية في مالي قد نهبت، وفقا لجمعية المتاحف البريطانية، وتعرضت المقابر في مدينة تمبكتو القديمة للهجوم، وصنّفت المحكمة الجنائية الدولية هذا العمل كجريمة حرب، في سابقة تاريخية".
ومن جانبه، قال إدوارد أوكس، منسّق حماية التراث في Icom للصحيفة نفسها، "إن مالي تواجه أزمة غير مسبوقة، تسبّبت بإلحاق الضرر بالتراث الثقافي منذ عام 2012، من خلال التدمير المتعمّد والسرقة والنهب".
وأضاف: "ستساعد هذه المبادرة متاحف مالي على تطوير خطط طوارئ مخصصة، وتمكينها من التعامل مع المشكلات الخاصة والعميقة للغاية التي تواجهها."
وبدوره، قال داودا كيتا، مدير المتحف الوطني في مالي: "نحتاج إلى تطوير إطار عمل لتدريب الجيل القادم من موظّفي المتحف، وفي أوقات الأزمات هذه، يجب أن نضمن بقاء متاحفنا للأجيال القادمة."
وقال فيليب كابوري، المنسّق الوطني للمشروع في بوركينا فاسو: "إن هذه المتاحف تديرها عائلات في معظم الأحيان، والتدريب غير رسمي، لذلك نأمل أن يساعد المشروع المتاحف الخاصة على وجه التحديد".
تجدر الإشارة إلى أن باماكو، عاصمة مالي، هي موطن لمتحف مالي الوطني، وهو متحف أثري وأنثروبولوجي يضم 10 آلاف قطعة، بما في ذلك فنون غرب إفريقيا، ومتحف "كوندا" الذي يحتفل بنساء مالي. ويضمّ المتحف الوطني لبوركينا فاسو في واجادوجو أكثر من 7500 قطعة أثرية، بما فيها المجوهرات والأقنعة والأسلحة.
وبحسب الأمم المتحدة، تعدّ مالي وبوركينا فاسو من أقلّ البلدان نمواً في العالم، لكن الثقافة فيهما مزدهرة، إذ تعمل عشرات المتاحف في كلا البلدين، وتُعرض أعمال الفنانين المعاصرين مع القطع الأثرية التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين.
.