
إعادة فتح متحف سيد الضوء "رامبرانت" من جديد في أمستردام
أعلن متحف "Rembrandt" في أمستردام أنه أعاد فتح أبوابه أمام الزوّار وطلاب الإقامة الفنية، الذين يدرسون فيه تحت مظلة سيد العصر الذهبي الهولندي الفنان رامبرانت، وذلك بعد أشهر عدة من الإغلاق وأعمال التوسعة التي شهدها منزل ومتحف الفنان.
وتضمن التطوير نقل مكاتب الموظفين إلى المبنى المجاور، ما سمح باستحداث خمس غرف عامة جديدة، بما في ذلك ورشة النقش التنميش "Etching" في علية الطابق الأخير، وهو نوع من الفن الذي اشتهر به رامبرانت.
كما أنشأ المتحف نسخا مماثلة مطبوعة ثلاثية الأبعاد للوحات الأصلية لرمبرانت، وطباعة إصدارات جديدة من أعماله باستخدام أساليب القرن السابع عشر ومعدّات النسخ المثيلة.
وقالت مديرة متحف بيت رامبرانت ميلو هالبيسما: "إن بيت رامبرانت هو المكان الوحيد الباقي من القرن السابع عشر للورش الفنية وتعليم الفنون".
أضافت: "هذه هي الطريقة التي سنبقي بها المنزل على قيد الحياة، لا أريد لهذا المكان أن يكون كنيسة رامبرانت، إذ لطالما أحببت أن يكون منزل فنان، وقد أنقذه الفنانون فعلاً، والآن يوجد فيه فنانين مرة أخرى".
وقد تخلت هالبيسما عن مكتبها الخاص، وحوّلت المكان إلى مساحة يمكن للزوار أن ينجزوا فيها رسوماتهم الخاصة.
ومن المقرر إطلاق برنامج الإقامة في أكتوبر 2023، الذي يستقبل فنانين في "Rembrandt Open Studio" في الطابق العلوي من المنزل على مدى شهرين.
ومعلوم أن رامبرانت الذي جاء من لايدن وافتتح مشغله الخاص في أمستردام، كان يجتذب التلامذة الذين فاق عددهم الخمسين. إذ كان أسلوبه في التدريس تقليديا، لكنه علم تلاميذه قواعد الفن الأساسية، وأدخل تعاليمه الخاصّة على دروس الفن.
الذهبي هو موطن الضوء في لوحات رامبرانت، إذ تعد جذور الضوء في لوحاته سرّ الافتتان بأعماله، وقد أسّس مفهوما جديدا للضوء في اللوحة الفنّية، استفادت منه تقنيات السينما والمسرح لاحقا.
وعاش رامبرانت في منزله المؤلف من ثلاثة طوابق نحو ثلاثين عاما (1639 – 1658م). يقع هذا البيت في منطقة راقية، سكنها العديد من التجّار والفنّانين والأغنياء. وشيد المنزل عام 1606م على مرحلتين، وتمّ تجديده لاحقا، كما أعيد تصميم واجهاته الخارجية ليأخذ شكله الحالي، ويتحوّل إلى متحف مفتوح على مدار العام.
وصل رامبرانت إلى أمستردام كفنان شاب وطموح يبلغ من العمر 33 عاماً، بعد أن تم تكليفه برسم ما يُعرف الآن باسم لوحة "The Night Watch"، التي تعد من أشهر أعماله.
رحل الفنان عن العالم مفلساً، وتم تقسيم المنزل في النهاية إلى مساكن أصغر، حتى تدخّل فنانون في أوائل القرن العشرين. كان المصمم والمهندس المعماري الهولندي كاريل دي بازيل هو الذي قاد ترميم المنزل، الذي افتتح كمتحف عام 1911.
.