"مهرجان المدينة" ثاني أهم فعالية موسيقية وغنائية في تونس
يعد "مهرجان المدينة" ثاني أهم فعالية موسيقية وغنائية في تونس بعد مهرجان قرطاج، ويعنى بالفن الملتزم، وينظم منذ عام 1964، كما أنه أعرق مهرجان يحتفي بالأغنية التونسية بشكل خاص، ويستقطب جمهورا من مختلف الأعمار والشرائح الاجتماعية.
ووفقا لوكالة الأنباء القطرية "قنا"، يحرص التونسيون خلال شهر رمضان المبارك على إحياء الموسيقى التونسية والعربية عبر "مهرجان المدينة" في تونس العاصمة، وهو التقليد الذي دأبوا عليه منذ أكثر من نصف قرن.
ويقام المهرجان، الذي تنظمه وزارة الثقافة التونسية سنويا، في المدينة العتيقة في تونس العاصمة، نظرا للإقبال الكبير الذي تشهده المدينة كل ليلة من قبل عدد كبير من عشاق السهرات الفنية، حيث يحيي الفنانون الليل بأغاني الزمن الجميل، ويبثون في شوارع المدينة الحيوية والحياة.
ويختار عشاق الفن الأصيل هذا المهرجان للاستمتاع بالأغاني الطربية القديمة وبعذوبة الألحان وشجون الأصوات وقوة الكلمات وجمال الأشعار الملتزمة.
وبعد نصف ساعة فقط من موعد الإفطار تدب الحياة في أزقة وشوارع المدينة العتيقة، التي تقع في قلب العاصمة تونس، حيث جامع الزيتونة والمحلات القديمة التي يعود تاريخها لأكثر من مائة عام.
ويتوافد جمهور غفير للاستمتاع بأكبر عدد من العروض الموسيقية التي تقام كل ليلة بمشاركة عدد كبير من رواد الموسيقى التونسية.
وتجدد أيضا هذا العام موعد الجمهور مع مهرجان المدينة في دورته التاسعة والثلاثين، ليستمر حتى 17 إبريل الحالي، عبر عدة عروض مختلفة.
هذا ويتضمن المهرجان أكثر من 17 عرضا، تتوزع على فضاءات النادي الثقافي "الطاهر الحداد" والنادي الثقافي "بئر الأحجار ودار الأصرم" ومكتبة مدينة تونس "دار ابن عاشور"، وهي فضاءات موجودة في المدينة العتيقة يفوق عمرها المائة عام، بالإضافة إلى برمجة عروض في المسرح البلدي وقاعة الأوبرا بمدينة الثقافة.
كما يتم تنظيم العديد من العروض داخل المعالم التاريخية في المدينة العتيقة على غرار "دار لصرم أو دار حسين" اللتين تستضيفان طيلة شهر رمضان أغلب العروض الفنية والموسيقية لمهرجان المدينة على غرار "المألوف" والمقامات التونسية.
ويحرص القائمون على المهرجان على تنظيم عروض موسيقية تتماشى مع روحانيات هذا الشهر الفضيل، بمشاركة فرق إنشادية شهيرة في تونس.
ويعد هذا النوع من العروض من بين أكثر العروض التي تستقطب جماهير غفيرة، لذا يحرص المهرجان على تنظيمها في أكبر القاعات الثقافية على غرار المسرح البلدي أو مدينة الثقافة بالعاصمة، فيما تنظم بعض العروض الإنشادية في أزقة المدينة العتيقة، إذ تقرع الطبول في تلك الأزقة إلى حدود منتصف الليل.
.